د.م.درويش:مؤتمر إستانبول وتصنيف أصدقاء الشعب السوري
السبت 24 آذار / مارس 2012, 20:13
كورداونلاين

هزالة مؤتمر إستنبول ستنبع من مبدأ تمييع المطالب الحقيقية للشعب السوري، ومن تعويم مارمي إليه البيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن، هذا البيان الضعيف نسبياً والغير مُلزم والغير مُجدول زمنياً
كما نعلم جميعا بأن مؤتمر تونس كان مُخيّباً لآمال الشعب السوري الثائر ومانحاً فرصاً جديدة للنظام بقتل وقمع المزيد من السوريين، كما تخاذلت فيه بعض الدول المشاركة وكما إستسلمت وأذعنت فيه المعارضة السورية لضغوط عربية ودولية، وفي نهاية المطاف صدر بيان مؤتمر تونس بصيغة لاترق لما كان يطمح له الشعب السوري الثائر وكان هذا البيان أقل أثراً مما طُرح في المبادرة العربية ومما نوقش في مجلس الأمن وفي كلتا الحالتين كان الفيتو الروسي والصيني مُحبطاً لتوجهات المجتمع الدولي.
أمّا المؤتمر القادم في إستانبول، فوفق المتابعة والإطّلاع على معظم مايخص الشأن السوري، سواءاً مما يجري على الأرض في سوريا ومايدور من تجاذبات بين مختلف أطراف المعارضة من مدنيين وعسكريين وتطور توجهات القوى الدولية ومنظمات المجتمع الدولي سلباً أو إيجاباً، فإنّني أرى بأن مؤتمر إستانبول سيكون هزيلاً ولن يكون إلاّ لبنة جديدة بجانب لبنة مؤتمر تونس، أي بكلمات أخرى سيكون هناك تأكيداً على ماجاء في مؤتمر تونس ولاسيما الجانب الإغاثي الإنساني ومساندة مهمة عنان الإنسانية الصّرفة والشبه مفتوحة، فالمؤتمر لن يتطرّق لأي إجراء فعلي بما يخص لب وأساس المطالب الشعبية الحقيقية والواقعية والتي مازالت هي الراية الأولى لكل الشعب السوري الثائر منذ البداية وإلى اليوم ولم ولن يتراجع عنها، وهذا مايُربك الجميع طبعاً.
إن هزالة مؤتمر إستنبول ستنبع من مبدأ تمييع المطالب الحقيقية للشعب السوري، ومن تعويم مارمي إليه البيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن، هذا البيان الضعيف نسبياً والغير مُلزم والغير مُجدول زمنياً. أي بالتالي حصر عمل المؤتمر بالإنكباب على الجانب الإنساني والإغاثات وحلحلة بقية الأمور سلمياً كحل سياسي على طريقة عنان ورصد وقت كافي لهذه المهمة مما سيبرر للنظام المزيد والمزيد من القتل.
وهذا المؤتمر الذي سيكون هزيلاً بجلساته وبيانه الختامي سيكشف عن تصنيف تلقائي للدول التي ستشارك فيه، والتصنيف سيأتي بناءاً على مدى إستعدادية هذه الدول لدعم الشعب السوري المذبوح والنظر إليه بعين العطف، فنظرة العطف هذه هي التي ستصنّّف هذه الدول، فسيكون هناك عطف قوي أوكافي، وعطف معتدل أو متوسط، وعطف ضعيف أومُتدني.
هكذا سيكون المؤتمر مُستنبطاً وقائعه من قراءة ومتابعة مايجري من أحداث وبمنظاري كمعارض مستقل.
( أتمنى من المعارضة السورية أن تتوصل إلى رؤية مُتجانسة ومتوافقة للتعبير عن مطالب الشعب السوري وطرح ذلك بأسلوب واضح وبسيط على الجميع بعد أن ضاق العالم ذرعاً بالنظام السوري وممارساته الهمجية المتمّردة على كل الشرائع والقوانين الإنسانية، كما أتمنى من المعارضة أن ترفض أنصاف الحلول أو ترحيل وتأجيل الأمور الأساسية المنضوية في عمق الثورة السورية، والمطالبة والتأكيد على ضرورة حل عملي وسريع لإنقاذ الشعب السوري من القتل قبل التفكير بإغاثته، وأن تتجرّأ المعارضة بأن تقول لا؟ وأن ترفض ماهو هزيل أو سطحي أوتسويفي من بيانات أو قرارات مفصلية ومصيرية لكل الشعب السوري، وتحيا سوريا حرّة ولكل السوريين..)
معارض كوردي مستقل