يتزامن الاحتفال بعيد الـ "نوروز" لهذا العام مع الذكرى الأولى لانطلاقة الثورة السورية ضد نظام الظلم والطغيان. ونحن أعضاء رابطة الصحفيين السوريين إذ نشارك شعبنا السوري العظيم مشاعره وهو يستقبل عيد الـ "نوروز" الذي نعده عيداً وطنياً سورياً بامتياز فإننا نود التأكيد أيضاً على أن من أهم عوامل استمرار الثورة، ونجاحها في زعزعة أركان النظام إنما يعود بالدرجة الأولى إلى وعي السوريين بنقاط القوة التي تدعم موقفهم، وتغذي مسيرتهم، ويأتي على رأس تلك النقاط وحدتهم الوطنية التي عمل النظام جاهداً على تمزيقها، محاولاً أن يشوه حالة التنوع الفريد التي تميز المجتمع السوري على شتى المستويات، مصوراً إياها على الدوام كما لو كانت حالة صراع، ومنصّباً من نفسه ضامناً أوحد يحول دون انفجارها.

لقد أكدت الرابطة في بيانها التأسيسي على التعددية التي يقوم عليها المجتمع السوري، وعلى ضرورة فتح المجال أمام مكوناته للتعبير عن ذواتها المبدعة، وتحتفي باللغات التي تستخدمها كالعربية والكردية والآشورية والتركمانية وغيرها من اللغات. وتعود الرابطة بمناسبة الاحتفال بعيد الـ "نوروز" لتندد بسياسة القمع والإقصاء التي انتهجها النظام طيلة العقود السابقة، والتي استهدفت مكوناً أساسياً من مكونات المجتمع السوري هو المكون الكردي، بمنعه من ممارسة كثير من حقوقه، والتضييق عليه في التعبير عن ذاته، مشيرة إلى أن الانتقاص من حقوق أي مكون إنما هو انتقاص من حقوق السوريين جميعاً، وعليه فإن الرابطة تلزم نفسها بالدفاع عن سوريا الغنية بتنوعها، والموحدة بفضل هذا التنوع، والقوية به، وتعد بأن تستمر في نضالها من أجل إقامة دولة ديمقراطية تعددية، توفر العدالة والمساواة والحريات وحكم القانون لكل مواطنيها دون تمييز.

مرة أخرى نقاسم نحن أعضاء رابطة الصحفيين السوريين أبناء شعبنا مشاعرهم بهذه المناسبة الوطنية الغالية، دون أن يفوتنا بالطبع أن نعبر عن فجيعتنا بهذه الأعداد المرعبة من الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين والمطاردين من أبناء الشعب السوري بكافة مكوناته والتي تتزايد يوماً بعد يوم على أيدي النظام وعصاباته المجرمة. لكنها معركة الحق ضد الباطل، وهي معركة لا بد فيها من التضحيات إلى أن يتحقق النصر، وهو قريب بلا شك بعزيمة أبناء شعبنا، وإيمانهم، ووعيهم..

الرحمة للشهداء. والمجد لسوريا.

رابطة الصحفيين السوريين