الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 03:04
بابا عمرو : من دمشق مع التحيات




بابا عمرو : من دمشق مع التحيات
الإربعاء 21 آذار / مارس 2012, 03:04
كورداونلاين
لن ننشغل برواية النظام للأحداث ولا بتفسيرها فقد انتهى أهل البلد من الطعن بمصداقيتها وكذبها وأصبحت مادة لنوادرهم وسخريتهم.

افتتاحية العدد

بابا عمرو :

من دمشق مع التحيات

لأول

مرة تطالعنا صور الدمار الهائل في بقعة سورية "ساخنة" ولكن هذه المرة على شاشة التلفزيون السوري الرسمي. فمنذ بداية الحراك الشعبي واستمرار لجوء النظام إلى حله الأمني أولاً ثم العسكري ثانياً تعودنا على رؤية مشاهد القتل والدمار في المقاطع التي يصورها النشطاء الميدانيين وتنشرها وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية. أما وسائل الإعلام الرسمية والخاصة المؤيدة للنظام فقد كان دأبها إنكار ما يحدث وإحالته إلى "المؤامرة الكونية" أضف إلى تأكيدها المستمر على حقيقتها الخاصة "سوريا بخير". هذه المرة تقول لنا وسائل إعلام النظام الرسمية والخاصة أن سورية ليست بخير. وأن ما نشاهده من دمار في البنى المادية بفعل الجماعات المسلحة. وكأن قصف منطقة صغيرة لأكثر من أربعة أسابيع سيتنزل برداً وسلاماً عليها وليس دماراً وهلاكاً لسكانها وللفئات الضعيفة منهم بشكل خاص الذين لا تتوفر لهم وسائل مقاومة النيران ولا تَفاديها حتى.

لن ننشغل برواية النظام للأحداث ولا بتفسيرها فقد انتهى أهل البلد من الطعن بمصداقيتها وكذبها وأصبحت مادة لنوادرهم وسخريتهم. ولن تفيد في هذا المجال محاولات النظام المبذولة لإظهار كذب جهات إعلامية معادية له والتي لا يستطيع أن يطمح منها إلى إقناع الناس بصدق روايته بل إن أقصى طموحاته تتلخص في

مواد العدد

1-

افتتاحية :.................................................

2-

قراءة في الخط السياسي لورقة الطريق الثالث ـ  أبو هادي :..

3-

حرب باردة .. مجدداً  ـ محمد سيد رصاص : .....

4-

الثورة السورية ـ طريق الانتصار ـ الإضراب العام ـ غياث نعيسة  : ........

5-

صالح مسلم محمد رئيس pyd: .........................

6-

بيان عن مؤتمر تونس : ..............

7-

البيان الختامي لمؤتمر مجموعة أصدقاء سورية : .................................

معادلة "الكل يكذبون وأنا منهم وعليكم البحث عن الحقيقة في أماكن أخرى". هل نحتاج هنا إلى التذكير بأن شعب سوريا لا يعرف الحقيقة فقط بل يعيشها؟ يعيشها في آلاف القتلى وعشرات آلاف المعتقلين في شبابه الذين شردتهم المنافي وفي المدنيين المنكوبين المحرومين من أبسط الحاجات الإنسانية في ظل الحصار والتشريد بانتظار مساعدات الهلال أو الصليب الأحمر لترد عنهم شيئاً من البرد والجوع والمرض.

لقد أراد النظام بنشر صور دمار جزء من الوطن بسلاح جيش الوطن إرسال رسائل عديدة إلى الشعب السوري سنحاول قراءتها وتفسيرها :

-  النظام الاستبدادي ماض في دأبه على مواجهة الطموحات الشعبية في الحرية والكرامة بالحديد والنار. الجوهر واحد وإن اختلفت التسمية بين حل أمني أو حل عسكري. هذا ما لديه وعلى الناس إما الخضوع أو تحمل العقاب الجماعي.

- مازال في جعبة النظام الكثير من الأساليب والأدوات العنفية والدموية ولن يتردد في استخدامها طالما دعت إلى ذلك حاجات الحفاظ على السلطة والثروة بين يدي المحتكرين.

- الصورة إشارة إلى مصير كل منطقة تشق عصى الطاعة والخضوع، مع إعلان عن أسماء المناطق المرشحة لأن تذوق مرارة الكأس (الرستن، تلبيسة، محافظة إدلب). فعليكم أن تغرقوا في اليأس أو تقبلوا ب"إصلاحات" مفصلة على قياس تأبيد الاستبداد

- الوضع الإقليمي والدولي خارج قاعات المؤتمرات وشاشات الفضائيات يتيح إلى أجل غير معلوم استمرار النظام بفرض السيطرة بالقوة العسكرية العارية ولن يتجاوز الخلاف دخول الصليب الأحمر وبعض لجان أخرى .

نظرة إلى المأساة :

       في نظرتنا إلى مأساة بهذا الحجم يجب ألا ننطلق فقط من مسؤولية النظام وارتكاباته فقد قيل الكثير في هذا الصدد وأصبحت أبسط العبارات الشائعة والمعبرة عن ذلك كلمة "الإبادة"، لم يترك النظام لدى الجميع شكاً بطبيعته وأهدافه ووسائله. الأهم الآن ودائماً أن نتحدث أيضاً عن مسؤوليتنا، كيف فشلنا في تجنب المأساة (وربما توقعها)، وكيف نجعل آثارها (وآثار ما سيليها من كوارث أعلن النظام نيته بارتكابها) لا تشكل تهديداً لمسيرة الحرية، وكيف نستطيع إكمال المشوار الثوري بنجاح والوصول إلى النهايات المرجوة في الحرية والكرامة.

     بدأ الحراك الشعبي كرد فعل على سلوك أمني مارسه النظام طوال تاريخه حتى كاد أن يصبح "طبيعياً" لولا اندلاع الربيع العربي وانكشاف بشاعة الحياة التي نحياها ووعي عناصر القوة التي نمتلكها. وسرعان ما تحول إلى فعل متنام يتوسع ليحتل الضمائر والساحات. وبدا للجميع أنه فعل عفوي تغييري شعبي أصيل ومستقل. كان الطابع السلمي سائداً وواضحاً وضوح المساهمة الشعبية الواسعة في المراكز المنتفضة فالسلمية صفة ملازمة لأية مشاركة شعبية واسعة. غير أن مواجهة التحركات ومحاولة كسرها بمجرد العنف العاري أعطى نتيجتين مباشرتين أولاهما انتشار ردود الأفعال الفردية لمواجهة هذا العنف بعنف معاكس على قاعدة الدفاع عن النفس وقاعدة العين بالعين وثانيهما انشقاق العسكريين الذين لم يستطيعون احتمال الأزمة الأخلاقية الناجمة عن قتل أبناء شعبهم وتوجه بعضهم إلى ما يجيدونه طبعاً أي العمل العسكري. ولكن النتيجة الأهم في هذا الصدد كان أثر العنف في تضييق قاعدة المشاركة جراء ارتفاع مستوى المخاطر وتركيزها في قطاع من الشباب المتحمس القادر على حمل السلاح والمدفوع إليه بعنف النظام وتشجيع أطراف سياسية وإعلامية عدة. من البديهي أن العمل السلمي يتسم بالتفوق الأخلاقي ولكن هذا التفوق لا يجعل منه القابلة الحصرية للتاريخ، بل على العكس تماماً حيث يتمتع العنف بتراث عريق في تاريخ التحولات الثورية وغير الثورية العميقة. ولذلك سيكون السؤال الأصح ما هو الأسلوب الأجدى؟ وليس ما هو الأسلوب الأرقى؟     

هل قربنا الشكل العسكري من تحقيق أهدافنا المتمثلة بقيم الحرية والكرامة والمصاغة سياسياً تحت مقولة نظام سياسي ديمقراطي؟

     كان النظام يدرك أنه لا يستطيع تحمل حراك شعبي على امتداد ساحة الوطن ولا بد من خلق انقسامات وعراقيل تحد من اتساعه وتمنعه من اختراق كامل الساحة وتنذر بمخاطر تهدد المجتمع والدولة. فمنذ بداية الانتفاضة وجه إعلام النظام للحراك الشعبي الواسع ثلاثة اتهامات تتعلق بالخارج والطائفية والتسلح. وبدا واضحاً أنه يحاول جاهداً دفعه باتجاه التسلح لتصوير الحراك الجاري كصراع بين سلطة الدولة وجماعات مسلحة متمردة يكون من واجبه معالجتها للحفاظ على الأمن والاستقرار. ولا يمكن تفسير بعض حالات القتل الموجه إلى المتظاهرين السلميين إلا في هذا الإطار. بذلك يستطيع خلط الحابل بالنابل وممارسة سياسة الأرض المحروقة في مناطق الحراك التي استطاع جرها إلى فخ التسلح ثم يتركها تعالج جراحها ومآسيها كمناطق منكوبة بعد أن كانت من معاقل الثورة.

     والآن بعد أن بدأت نتائج التسلح المأساوية تكوي المواطن السوري يبشرنا السيد غليون بتلقيه هبات مالية من بعض الدول ستتخصص لتهريب أسلحة لكسر يد النظام السوري ومنعه من ممارسة العنف ضد الشعب السوري. لا جديد في أن السيد غليون يتلقى هبات مالية من بعض الدول ولا جديد أيضاً في تهريب السلاح. السؤال الآن هل هناك جديد في إصرار السيد غليون وجماعته على الوقوع في فخ النظام السوري؟ هل هناك جديد في إصراره على ترديد أهازيج بعض من الشارع العفوي المجروح، بدلاً من المبادرة إلى القيادة؟ هل هناك جديد في عجزه عن رؤية النتائج القريبة لانتشار السلاح في أوساط غير منظمة ولا يستطيع تنظيمها بل ولا يحظى بأي احترام فيها ومخاطر ذلك على وحدة المجتمع ومصير التغيير الديمقراطي المنشود؟

     تقتضي مسؤولياتنا أن نحدد مع غيرنا من أطراف المعارضة الساعية إلى التغيير الديمقراطي طبيعة المرحلة بعد بابا عمرو، وأساليب تخفيف آلام المناطق المنكوبة وإعادتها بأسرع ما نستطيع إلى دائرة الفعل واجتذاب مناطق وفئات جدية مع إقرارنا بصعوبة ذلك في ضوء الممارسات التي قصرنا في نقدها ومعالجتها.

     في بداية الانتفاضة ظهرت نكتة مفادها أن النظام بأدائه السياسي والإعلامي والأمني من أكبر المساهمين في الانتفاضة، ربما آن أوان نكتة أخرى.

هيئة التحرير

طريق اليسارالعدد 34 

524.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات