نوروز هذا العام يتشح بالدم والسواد وآلاف مؤلفة من الشهداء في كل بقعة من سوريا حيث الانتفاضة الشاملة التي دخلت عامها الثاني
رمز النضال والحرية
يا أبناء شعبنا الكوردي البطل..
أيها الشعب السوري العظيم ..
في الحادي والعشرين من كآذار تكتسي الطبيعة حللها وتلبس أثوابها المنتشية بعطر الربيع ، وهو يعبق وسط جداول تتدفق بعد ذوبان الثلوج المتراكمة لتغذي الأرض بما تحمله من خضرة وزرع من ألوان مختلفة ليحقق عرس نوروز الخالد .
هذا اليوم من كل عام والذي يعد عيدا متألقا ثوريا مؤكدا انبلاج فجر الحرية و الإنعتاق في وجه الطغاة المتحكمين بمصير البلدان وشعوبها بالحديد والنار ، ليكون نموذجا ثائرا على القمع والاستبداد والدكتاتورية يستلهمها نفس الانتفاضة مع الربيع الزاهي الذي مضى عليه عاما مكللا بالدماء ومتوجا بآلاف الشهداء ، الثورة السورية التي تذكر بأنها امتداد للانتفاضة الكوردية في الثاني عشر من آذار 2004 حيث عمد الشهداء الكورد بدمائهم تراب سوريا الطاهر على غرار ما أنجزه أسلافهم في الغوطة وحرستا وتلبيسة وجبل الزاوية وبياندور وعامودا وميسلون ليمتد شلال الدم الكوردي إلى بدايات القرن الحادي والعشرين مؤكدا التلاحم الوطني مع بقية مكونات الشعب السوري عربا وآثوريين وتركمان وليؤكد انتماءه الوطني ونبل وشهامة وشجاعة المجتمع السوري بمكوناته العرقية والدينية والسياسية بعد أن خاض هذا الشعب العريق أعظم تجربة ثورية في المنطقة .
يا أبناء سورية الأبية ..
إن نوروز هذا العام يتشح بالدم والسواد وآلاف مؤلفة من الشهداء في كل بقعة من سوريا حيث الانتفاضة الشاملة التي دخلت عامها الثاني وهي تكاد تقترب من 700 نقطة في أرجاء البلاد بما يجعل نوروزنا نوروز البطولة والشهادة ، ليلبس ثوب الحداد ويتحرك بمسيرات ظافرة تنتفي فيها البهجة والفرح كما هو في أعوام الهدوء ، وكلل لونها بالدم والسواد ودخان قذائف الراجمات والدبابات التي تقتحم المدن والبلدات والقرى وتدمر البيوت فوق رؤوس ساكنيها دون أن تميز بين الرجل والطفل والشيخ والمرأة ، لذلك كان لزاما علينا أن نقف بإجلال ووقار واحترام على كل نقطة دم سورية أراقتها آلة قمع النظام ، وأن نتذكر الآلاف من المعتقلين والمشردين في الداخل ودول الجوار مؤكدين لشعبنا الكوردي البطل أن نوروز هذا العام هو امتداد لحزن سوريا الجريحة ، وأننا نهيب بأبناء شعبنا الكوردي أن يكون إحياءه لهذه المناسبة العظيمة بأن يجعل من يوم نوروز يوم غضب عارم وتظاهرات واحتجاجات داعمة للثورة وأهدافها ،إذ إننا جزء أساسي من المكون السوري شركاء في هذا الوطن الذي امتزج على ترابه الدم الكوردي بالدم العربي في معارك التحرير الأولى وها هي تتجدد اليوم في ثورة الحرية والكرامة ، ذاكرين ومذكرين أهلنا في أنحاء سوريا كافة أيا كان انتمائهم بأن الشعب الكوردي أهل للوفاء والبطولة والشجاعة ، ولن يدخر جهدا في التصدي للطغيان والاستبداد .
عاشت سورية حرة أبية .
المجد لشهداء الانتفاضة الكوردية الأبطال
المجد لشهداء ثورة الحرية والكرامة
عاشت نوروز رمزا للحرية والسلام .
قامشلو : 20/3/2012 المكتب السياسي
البارتي الديمقراطي الكوردي ــ سوريا