أهلاً بك يا نوروز...........محيي الدين حسين
الثلاثاء 20 آذار / مارس 2012, 14:41
كورداونلاين
لكنّ مخاضَ الحرّيةِ لم يكنْ ليتمّ لولا أنْ سبقَتْها حكمةُ (زردشت) و الذي صنعَ وحدتَنا بمعجونِ فكرِهِ الوقّاد...
فأهلاً بكَ يا نوروز
طرقَ أحدُهم بابي بعد أنْ أرخى اللّيلُ ستائرَهُ , فارتسمتِ الابتسامةُ على ثَغري عندما وجدتُ أنَّ الطّارق هو (نوروز)!!!؟؟؟نوروزُ ذلكَ الثائرُ الذي يتقلّدُ سيفَ الشجاعةِ و الإباءِ.....
أهلاً بكَ يا نوروز .......
تفضّلْ, فقد كنتُ بانتظارِكَ منذُ حقب !!!
تفضّلْ لنتسامرَ معاً ونقطفَ النجومَ قطوفاً دانية !!!؟؟؟
أتدري أنّني عندما رأيتُكَ التمعتْ في ذهني صورةُ النّار .... تلك النّار التي لطالما كانتْ نبراساً لوحدتنا على مرّ الزّمان .
برؤيتكَ ...انطبعتْ على جبهتي لوحةُ البطولةِ التي سطّرَها أجدادُنا لِتشهدَ بحقّ أنّني حفيدُ كاوى.
و لاشكّ أنك تذْكرُ كاوى .....
كاوى الشُّموخ و الإباء...
كاوى ....إعصارُ الحقّ الذي نالَ من جبروتِ الجَور والطّغاة ...
كاوى ....ذلك الحدّاد الذي حصرَ الظّلمَ بينَ مطرقةِ الشجاعةِ و سندان الحقّ....
كاوى الذي طرّز بشجاعته حديقةَ الحياة ....
كاوى الذي توقّدتْ شعلتُكَ في يده لينيرَ لنا سبيلَ الحياة ....
فوُلدتَ يا نوروز....
و لكنّ مخاضَ الحرّيةِ لم يكنْ ليتمّ لولا أنْ سبقَتْها حكمةُ (زردشت) و الذي صنعَ وحدتَنا بمعجونِ فكرِهِ الوقّاد...
فأهلاً بكَ يا نوروز....
أَتُراكَ تعرفُ لِمَ نفرحُ بقدومِكَ؟؟
لأنّنا قبلَكَ كُنّا نرزحُ تحتَ وطأةِ الظّلمِ المُدنفِ حيثُ الظّلام الدّامس و الليل الذي أعتمَ النفوس ..
و ظلمُ ضحّاك الكثيف كان كابوساً رهيباً أسملَ البصائرَ,و كادت سَوءةُ الخنوعِ أنْ تظهر لولا أن إباءَ أجدادنا طفقَ يخصِفُ عليها منْ ورقِ الشّجاعةِ درعاً متيناً ....
مهرجانٌ عظيمٌ من الأنّات و صَرخات التّوجّع كانتْ تتراءى أمامَ الأبصار و العذابُ كانَ سجالاً...
فقدْ حاولَ الضحّاكُ الظالمُ اغتيالَ الحقّ؟؟!!!!
ولكنْ أنّى له أنْ يقضيَ على صولجانِ الإله ؟؟!!!
فالحقُّ جبلٌ شرجع منيف , فأنّى لضرباتِ الظّلمِ أنْ تُسيّرَه ؟؟!!!
و لكنّ هذا الظّالم قدْ نسيَ أنّ الحُرّ قدْ يصبرُ على السيفِ ولكنّهُ يأنفُ الصبرَ على الحيف ....
وهكذا أشرقتْ شمسُكَ و أرختْ أشعّةُ الخَلاصِ جدائِلَها على جبينَ الحياة...
فأهلاً بكَ ينبوعَ نورٍ و سفينةً منيعةً تُبحرُ بنا في بحرِ الحياةِ المتلاطمِ بالظّلم ...
أهلاً بكَ منارةَ حريةٍ تضيءُ دربَ شبابِنا المليءِ بالعُنفوانِ و الإخلاصِ ...
أهلاً بعودتِكَ يا يومَ الخلاصِ