نص كلمة رئيس إقليم كوردستان خلال المؤتمر الثاني لشبيبة كوردستان المنعقد في أربيل
أرحب بكم أجمل ترحيب في أربيل عاصمة أقليم كوردستان التي تفتخر بوجودكم بين ظهرانيها اليوم وبعقد هذا المؤتمر المسؤول الذي يحضره شبيبة عموم أجزاء كوردستان العزيزة.
نص كلمة رئيس إقليم كوردستان خلال المؤتمر الثاني لشبيبة كوردستان المنعقد
في أربيل
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والأخوة الأعزاء
الحضور الكرام
أرحب بكم أجمل ترحيب في أربيل عاصمة أقليم كوردستان التي تفتخر بوجودكم
بين ظهرانيها اليوم وبعقد هذا المؤتمر المسؤول الذي يحضره شبيبة عموم أجزاء كوردستان
العزيزة.
قبل أن أبدأ كلمتي، أسمحوا لي أن أتقدم بمواساتي القلبية لذوي شهداء حلبجة
ولأنفسنا ولعموم شعب كوردستان، صحيح أننا قد قدمنا، كشعب كوردستان، تضحيات جسيمة وبالأخص
مدينة حلبجة، غير أن هذه الفاجعة قد أضحت مفتاحاً لحل عقدة الحظ الكوردي، فقد قدمنا
العديد من الشهداء، غير أنه، ولله الحمد والفضل ولدماء أولئك الشهداء قد تحققت لنا
مكاسب كبرى ما بعد الكارثة، وستتبعها مكتسبات أكبر.
قد يحتار المرء في شهر آذار، هل يواسي أم يهنىء وكأن هذا الشهر هو شهرقدر
الكورد فقد أنهالت على الشعب الكوردي عموم الأفراح والمآسي والمسرات والآلام في هذا
الشهر ما يمكننا من تسميته شهر آذار بشهر القدر الكوردي، وسيأتي يوم، وتردنا فيه البشرى
الكبرى.
نحن سعداء ونفتخر بانعقاد مؤتمر شبيبة كوردستان اليوم في أربيل فهو يحمل
أهمية كبرى وذلك ليتعارف الشبيبة فيما بينهم ويقرروا معاً بشأن مستقبلهم وتمهيد الأرضية
المناسبة للمستقبل الوضاء.
أنا أدعو بالموفقية لمؤتمركم، وآمل أن تفكروا في مستقبلكم بروح من التسامح
وبعقل مفتوح فنحن أمة من الضروري أن ندرك ونتدارس كيف كان تأريخنا وأين موقعنا اليوم
وكيف نحث الخطى نحو المستقبل وهذا هو واجبكم أنتم الشبيبة وقد تعرضنا الى ظلم كبير
عبر التأريخ فنحن أمة واحدة غير أنه قد تمت
تجزئتنا، وهناك اليوم واقع بين علينا أن ندرك كيف نتعامل مع هذا الواقع والى جانب ذلك
فان علينا أن نطلع على تجارب العديد من الدول وكذلك تجربتنا الوطنية.. غير أنني أذكركم
في هذا المقام بأقرب تجربتين الينا، وهما تجربتا الشعبين الالماني والجيكوسلوفاكي وهي
مسائل تظهر وتؤكد الأنتصار الحتمي لارادة الشعوب كما أن قرارات الحكومات والتحالفات
حتى لو نجحت فانها لا تتجاوز إلامدة محدودة فقد جرى فصل الشعب الألماني قسرياً وبالقوة
إلا أنه قد توجد في النهاية وكذلك بالنسبة لشعبين مختلفين هما الجيك والسلوفاك اللذين
تم توحيدهما قسراً إلا أنهما قد أنفصلا في النهاية لان التوحيد لم يتم بشكل اعتيادي
أو أختياري، ولان فصل وتجزئة كوردستان ليس أمراً طبيعياً، فسياتي يوم تتوحد فيه هذه
الأمة حتماً.. غير أنني أؤكد ثانية أنه لا يتم ذلك بالقوة أو قسراً.. فحين تتطلب أوضاعنا
الوطنية أن نناضل ونضحي ونقدم الشهداء فقد فعلنا ذلك، غير أن أساليب النضال قد تغيرت
اليوم فقضيتنا هي قضية قومية وعلى شبيبتنا الأعزاء أن يتقبلوا هذا المبدأ ووجهة النظر
القومية هذه على أسس من الثقة بالنفس وبالديمقراطية والتعايش وقبول الآخر وعليكم أن
تعتمدوا هذا الفكر القومي بين الشبيبة بأستمرار.. فهناك مساع تعمل مع الأسف، لتحريف
القضية عن مسارها، وتصويرها أنه ليست لدينا قضية أو مشكلة قومية بل غيرها.. وأؤكد لهم
أن قضيتنا هي بالأصل قضية قومية ومسألة مشروعة، والأهم من كل ذلك أن نكون مؤمنين بقضيتنا
هذه.
ومستعدين للتضحية من أجلها.. فنحن نرتكب أفدح خطأ إذا ما تصورنا أو أنتظرنا
أن تأتي دولة اخرى وتمنحنا حقوقنا وأرجوكم الا ترتكبوا هذا الخطأ أو الوهم أبدأ.. بل
علينا أن نثبت وجودنا ونحقق ذاتنا ليتمكن الآخرون من مساعدتنا فلم يكن هذا الوضع القائم
في أقليم كوردستان يستقر ويستجد بعد سقوط النظام لولا أنتفاضة شعبنا عام 1991 وتضحيات
هذا الشعب وترسيخ الفدرالية فيه.
وكما ترون اليوم، شبيبتنا الأعزاء وحضورنا الكرام، أن العالم في تحول
وتغير متسارع، وبالاخص منطقة الشرق الأوسط، والأمر هكذا فان علينا، نحن ككورد وكأمة
وكوردستانيين، أن نستعد لمواجهة كل الاحتمالات فأنا أعتبر هذا المؤتمر خطوة مقدسة ومباركة
وعلينا أن ندرك ومعنا العالم أجمع أن حق تقرير المصير هو حق طبيعي وقانوني وحق الهي
منحنا إياه رب العالمين، فأنا لست إطلاقاً مع إدعاء أو تطلع أن يأتي طرف ما ويمنحنا
حقوقنا فهي منحة من الله ولو كانت لدينا مشكلة في الحقوق فهي مهضومة ومحتلة، وليس لأحد
أن يمنحنا إياها بل بأمكانه أن يقربها ويعترف بها.. غير أننا لا نقبل أن يمنحنا إياها
أحد أو يمن علينا بها.. بل ندعو ونطالب بالأعتراف بحقوقنا وضمانها ولا نضيفها الى أي
شعب آخر، وسنعقد خلال هذا العام، إن شاءالله، المؤتمر القومي وبمشاركة عموم الأطراف
السياسية والأكاديميين والمثقفين من سائر أجزاء كوردستان لننقل ونعلن رسالة السلام
لعموم شعوب العالم وبالأخص الشعوب الصديقة والمجاورة العربية والتركية والفارسية، فنحن
أخوة ونمد يد الأخوة لهم حيث أن تلك الأوهام والانطباعات والتصورات الخاطئة التي تراكمت
عبر التأريخ القائلة بالعداء بين الكورد وبين العرب أو الترك أو الفرس، إنها هي جريمة
أرتكبتها الدول بحق تلك الشعوب فلا يجوز أن يعادي أي شعب شعبا آخر نعم نحن نحارب الحكومات
غير أن الحرب بين الشعوب هي (كفر) ولايجوز أن يحدث وكما ان الاوان قد آن لنتفاهم ونفهم
بعضنا .. ويأتي هذا المؤتمر كرسالة سلام الى جميع الأطراف بأننا الكورد أمة محبة للسلام
ونمد يد الصداقة والأخوة لجميع الشعوب ولا يجوز أطلاقاً أن تلجأ الحركة التحررية لشعب
كوردستان الى العنف والتطرف بعد الآن فقد ولى زمن السلاح وتحقيق الطموحات به بل السائد اليوم هو لغة المنطق والتفاهم وعلينا
أن نواصل كفاحنا ونضالنا بصورة سلمية وديمقراطية.. فقد أستخدمنا السلاح حين تطلبت أمورنا
الوطنية أستخدامه غير أن أستخدامه بعد الآن قد يتمخض عن نتائج عكسية وهي حقيقة تثبتها
الأيام فالغاية منه هي للدفاع عن أنفسنا فيما لو تعرضنا الى أي أعتداء والا نفكر في
أستخدام السلاح لغير ذلك، وأن الشرط الأساس لأي أنتصار وتحقيق أية مكاسب اخرى هو توحيد
البيت الكوردي ووئامه، لذا فأنني أقولها بكل أعتزاز أننا قد أتخذنا خطوات جيدة بهذا
الأتجاه وحققنا بها نجاحات جيدة.. نعم قد يكون لدينا بعض الخلافات والمشكلات حتى الآن..
غير أن البيت الكوردي قد نظم وتوحد الى حد كبير فنحن، والحمد الله موحد و الفكر والايمان
في المسائل المصيرية، والأسعد من ذلك أننا قد تجاوزنا وفاتت ايام مقاتلة الكورد أوسفك
دمائهم بأيدي بعضهم وهو مطمح يجب أن يستمر ويستقر الى الأبد.. وأسمحوا لي أن استغل
هذه المناسبة للحديث بعض الشيء عن الأقليم وعن علاقاته مع بغداد.. فالتشكيلة الحكومية
الجديدة، كما تعلمون، هي على وشك الأعلان ونتمنى لها النجاح المنشود وأن تكون أستمراراً
للتشكيلة السابقة (السادسة) وأشكر الأخيرة وأتمنى الموفقية للسابقة.. وعلينا جميعاً
أن نعتبر من الأخطاء وتطوير أوضاع أقليم كوردستان نحو الأحسن ويوماَ بعد آخر أن شاء
الله، وبودي هنا ان أتقدم بجزيل الشكر للجنة متابعة الأصلاحات التي شكلناها قبل سنة
تقريباً فقد أنجز الكثير ويتصور البعض أن ما أنجزته كان عملاً يسيراً وسهلاً غير أنه
كان صعباً وعسيراً.. غير أنني أشكرهم لأنهم تمكنوا من وضع أيديهم على الكثير من مكامن
الأمراض والأهم في هذا المسعى ألا يتكرر بعد الآن ذلك الفساد في الأداء وذلك بوضع خطط
وبرامج تضمن ذلك وستواصل اللجنة مهماتها لحين تشكيل الهيئات الأساسية وتبدأ أعمالها
وهي (ديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة والأدعاء العام) وبها فقد تنتهي مهمات لجنة
المتابعة.
وبالنسبة للعلاقة بين الأقليم وبين بغداد أقول: أحياناً يتصور أو يشخص
البعض في بغداد أو هنا في الأقليم خطأ طبيعة تلك العلاقة.. فالدولة التي تشكلت هنا
في العراق قد ترسخت في الغالب بدماء الكورد وعلى أكتافهم. ونحن القسم أو الجزء الأساس
في الحكومة الأتحادية ولسنا طرفاً مختلفاً.. غير أن الفهم الخاطىء والنوايا السيئة
لبعض الأطراف تصور الأمور وكأن هناك، وكما في السابق، حكومة مركزية قوية في بغداد وأن
الكورد مازالوا هم في الجبال ويسموننا ثواراً في بعض الأحيان وقطاع طرق في أحيان أخرى
وهكذا.. غير أن زمن الأدعاءات الخاطئة قد ولى فنحن شركاء في بغداد وهي عاصمتنا وقد
أستجد هذا الوضع وهذه الحكومة بجهود الكورد ومساعيهم المخلصة وليس لأحد أن يمن على
الكورد ويدعي أنه سينجز لهم أو يمنحهم كذا وكذا ثم هناك دستور قد سعينا وبقيت حينها
ولفترة (53) يوماً في بغداد ومعنا السيد رئيس الجمهورية ووفد كوردستاني رفيع من سائر
الأحزاب الى أن تم أعداده بشكله الحالي. ولا أدعي هنا أنه دستور خال من الأخطاء أو
النواقص غير أن 80% من الشعب العراقي قد صوت له ونحن مستعدون لمعالجة أية نواقص فيه
وعن طريق الدستور غير أننا لانقبل أن يقوم أحد في بغداد ويتصور أنه ليمن علينا ومنحنا
حقوقنا. بل هو الذي يحاول غصب حقوقنا وهذا بالضبط هو معنى قولي " إن كان حقنا
لدى أي شخص أو طرف في بغداد فنحن في غنى عن ذلك الحق" إلا أننا ندافع عن ذلك الحق
إن أراد أحدهم غصبه وقد ظهر أناس، ومع الأسف، لا يوافق هواهم ما تحقق لنا من أستقرار
وتطور وتقدم في أقليم كوردستان. ونقول أنهم فاشلون وعجزوا عن أن يحققوا ذلك لسائر مناطق
العراق. ويسعون لأن نحذو حذوهم في الفشل.
وبخصوص عقود النفط الكوردستانية، ليعلم الجميع أنه ليس هناك أي عقد كوردستاني
أبرم مع الشركات النفطية خلافاً للدستور أو القانون.. ثم أن المشكلة هي في الواقع ليست
في وجود أي أشكال في توافق تلك العقود مع الدستور بل المصيبة الأعظم تكمن في أنهم غير
راغبين في تطوير الأقليم لذا فأننا سنستمر في سياستنا الحالية فنحن ملتزمون بالدستور
وبغداد هي عاصمة الجميع وسيبقى الأستقرار سائداً ولن تحدث أية مشكلة مادام الدستور
سائراً.. غير أنه متى مالم يجر الألتزام به فأن الله وحده هو العالم بالهاوية التي
ينحدر اليها العراق... وكانت سياستنا واضحة ومنذ اليوم الأول في حقيقة أننا لسنا جزءاً
من المشكلة بل جزء من الحل فقد سافرنا حينها
مع سيادة جلال الطالباني الى بغداد وأبلغنا الأخوان هناك أن تجربتنا هي في متناولكم
وبين أيديكم ونحن مستعدون لمساعدتكم.. غير انهم قد أختاروا بدلاً عن ذلك صيغة أخرى
وها هو وضع العراق الذي ترونه الآن. والآن حيث نجد أمامنا مايسمى بـ (المؤتمر الوطني
في العراق) الذي من المفروض أن ينعقد قبل مؤتمر القمة العربية كرسالة الى الرؤساء أن
المشكلات الداخلية للعراق هي الآن سائرة نحو الحل وهو الأفضل في هذا المنحى وسنبذل
قصارى مساعينا المخلصة لأنعقاده بهذه الصورة. وكنت قد أعلنت في حينه أننا سنسعى مع السيد رئيس الجمهورية (الذي
كان من المقرر عودته من الخارج خلال يوم أو يومين) لمساندة مبادرته الوطنية بكل أمكانياتنا
ولتحقيق النجاح للمؤتمر الوطني والقمة العربية أيضاً ونحن مستعدون لتقديم أية مساعدة
ممكنة بهذا التجاه.
هناك مشكلة أخرى بودي الأشارة اليها والتي صارت حديث الساعة والأيام..
وهي مشكلة طارق الهاشمي فهو لم يزل نائباً لرئيس الجمهورية وكان، يوم قدم الى أقليم
كوردستان قد حضر للقاء السيد رئيس الجمهورية وحدث ماحدث وهي مشكلة في شقين أحدهما قضائي
والأخر سياسي بالنسبة للجانب القضائي لايجوز التدخل فيه إطلاقاً.. أما بالنسبة للجانب
السياسي فقد أقترحت أجتماع الرؤساء الثلاثة، الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء
مع رئيس القائمة العراقية ومازلت أقترح ذلك، لأتخاذ قرار سياسي من شأنه إنهاء هذه المشكلة
وكونوا على ثقة بأنهم يحاولون بكل الطرق أن يحولوها على أعتابنا.
فقد كان هناك مقترح مفاده أن نسمح له بصورة سرية للسفر الى خارج الأقليم
إلا أننا لسنا مهربين ولا نسمح بسفره إلا بشكل علني ثم كيف لنا أن نهربه إن كان متهماً
بهذه الأهمية. وبالمقابل لايمكن أن نسلمه لأنه شيء مخالف للأخلاق والعادات والتقاليد
الكوردية.
وبصدد تحالف الشيعة مع الكورد، أكد الرئيس البارزاني: إن تحالف الكورد
مع الشيعة هو تحالف تأريخي نابع بالأساس من أن المواقف النبيلة للعديد من قادة الأخوة
الشيعة وفي مقدمتهم سماحة الأمام الحكيم والمظلومية المشتركة وأن ليس بأمكان مواقف
نفر معين إطلاقاً تعكير التحالف القائم بين الكورد والشيعة فنحن نقول ونؤكد: يجب حكم
العراق بصورة مشتركة من قبل الكورد والعرب الشيعة والعرب السنة.. وأحترام وحماية حقوق
الأخوة التركمان والكلدان والأشوريين والسريان وتمتعهم بها. هذا هو العراق الذي نطمح
اليه وأؤكد نحن لسنا طرفاً في المشكلات المذهبية الموجودة في العراق.
المصدر : KRG.org