الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 03:03
رودي عثمان : ثورة الموت و لا المذلة في عامها الثاني




رودي عثمان : ثورة الموت و لا المذلة في عامها الثاني
السبت 17 آذار / مارس 2012, 03:03
كورداونلاين
أمام المجازر التي يتم ارتكابها من قتل للأطفال و اغتصاب للنساء بالضرورة تنحي العقل و إمكانيات الحل فالمشكلة اليوم ليست مع المعارضة بقدر ما هي باتت بين أحياء و أزقة و شوارع المدن التي يتمترس ساكنيها في وجه بعضهم البعض

مر عام على ثورة الكرامة السورية و لا يزال المجتمع السوري بأطيافه المتعددة و بشكل متواتر و في خط بياني متصاعد ينضم إلى الثورة السورية؛ التي كسر العديد من القواعد و القوانين المحرم تجاوزها في ظل نظام البعث العنصري الأوتوقراطي, و أولى مكتسبات هذه الانتفاضة كان استرداد الثقة بين المواطنين أنفسهم حيث عمل النظام و على مدى عقود من الزمن على ضرب الثقة بين المواطنين و الأقارب و حتى الأهل فلكل فرد رقيب يحسب عليه أنفاسه و أفعاله.

اليوم و بعد مرور عام على ثورة الموت و لا المذلة التي تعني "الكرامة" التي هي بالضد من المذلة, و الثورة كانت على الذل و الهوان الذي ألحقه النظام بالمجتمع و ضرب بنيانه و كيانه حتى اهتزت الروابط الاجتماعية و تخلخلت في ظل سيادة البعث المشؤوم.

إن تعداد مساوئ النظام تطول فهو الشر بعين و في الثنائيات دائم سيكون و بجدارة محتلا مرتبة الشرف في الجانب المظلم, بعد عام من القتل و الاعتقال و التشريد؛ لا يزال النظام و أعوانه متمسكون بوهم المؤامرة الخارجية التي تستهدف قلعة الصمود و التصدي و كما قال الأديب الراحل محمد الماغوط "صمود على الكراسي / والتصدي لكل من يقترب منها." هذا هو صمود النظام السوري و تصديه, فان كانت هناك مؤامرة خارجية فستبقى خارجية و لن تستطيع النيل من الداخل المحصن و المتآلف و الحر, بينما الداخل المنهك من شدة التقارير الأمنية و الفساد الذي نهب البلاد وجوع العباد بكل تأكيد سيأتي اليوم الذي سينتفض فيه هذا الشعب للكرامة المسلوبة و الحق المنتهك والعدالة الضائعة.

ما تشهده المنطقة وما ستشهده هو نتاج طبيعي لتظافر و تكاثف ثقافة الغنيمة و السلب و النهب و انتهاك الحقوق من قبل الأنظمة و اسر الدولة بمؤسساتها و تطويعها لخدمة مصالح "الطبقة الحاكمة" و محورت المجتمع حولها إلى درجة لا يمكن الفصل بين النظام و مؤسسات الدولة؛ لذا تكون ردة الفعل تجاه النظام هي تجاه الدولة, و المسؤول الأول عن هذا الخلط هو من قام و لعقود باستلاب مؤسسات الدولة و تسخيرها لخدمة مصالح الطبقة الحاكمة.

اليوم تدخل محافظات أخرى على خط الثورة رغم استكانتها لأشهر و اللوحة السورية باتت أكثر انقساما و شرخا و النزعة الطائفية تجد لها وقودا أكثر من أي فترة مضت, لأنه أمام المجازر التي يتم ارتكابها من قتل للأطفال و اغتصاب للنساء بالضرورة تنحي العقل و إمكانيات الحل فالمشكلة اليوم ليست مع المعارضة بقدر ما هي باتت بين أحياء و أزقة و شوارع المدن التي يتمترس ساكنيها في وجه بعضهم البعض طائفيا و مذهبيا و غدا سيقوم النظام بافتعال المشكل الاثنية في المناطق الكردية؛ لكن إلى حين لزوم ذلك, هذه الألاعيب و المؤامرات التي يواجه بها النظام شعبه تزيد من الشرخ بين المجتمع السوري عامة و تسد آفاق التوصل إلى اتفاق و حل سلمي يفضي إلى زوال النظام لذا يقوم بأفعاله هذه ليفرض وجوده المقيت على أي حل مستقبلي و يرتكز بذلك إلى الدعم الدولي و الإقليمي الذي يساعده على البقاء و مواصلة بطشه. لكن السؤال إلى متى. و إلى أين سيتجه بالبلاد؟ إن استمرار هذه السياسة ستفعل فعلها في المجتمع السوري بالمزيد من الانقسام و التمترس خلف انتماءات طائفية و اثنية و دوام العنف و الثأر, و في النهاية و مهما طال به الزمن فالشعب قال كلمته "الموت و لا المذلة".

رودي عثمان – 17\3\2012

428.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات