أظهرت مراسلات نسبت للرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته أسماء، مدى تأثير بعض الشخصيات على قرارات الأسد السياسية والأمنية، وتلقيه النصح من جهات وشخصيات إيرانية في ملفات حساسة
أظهرت مراسلات نسبت للرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته أسماء،
مدى تأثير بعض الشخصيات على قرارات الأسد السياسية والأمنية، وتلقيه النصح من جهات
وشخصيات إيرانية في ملفات حساسة، كما أبرزت محاولات شخصية قطرية لاقناع عائلة الأسد
بالتنحي، و"البدء بحياة طبيعية جديدة".
ويبدأ تاريخ المراسلات التي تم تسريبها من الأشهر الأولى
للأزمة في سورية، لتنتهي بتاريخ 7 شباط (فبراير) 2012، إذ وردت للأسد رسالة من شقيق
السيدة الأولى، أي فراس الأخرس، يشير فيها إلى تسريب الرسائل الإلكترونية من وزارة
شؤون الرئاسة السورية.
الرسالة احتوت على رابط فقط يقود إلى موقع "بيك يا مصر"
الإخباري، والذي احتوى على موضوع يشير إلى فضيحة تسرب رسائل إلكترونية من وزارة شؤون
الرئاسة.
وفور وصول الرسالة تم إغلاق العناوين البريدية الرئاسية والتي
تسربت منها عدد ضخم، قبل أن يتم الإغلاق.
من اللافت أنه لا يوجد ضمن المراسلات المسرّبة اتصالات مع
أي من كبار الشخصيات في الدولة، أو في حزب البعث الحاكم ولا حتى من عائلة الأسد، ما
يعني أن هذه المجموعات لم تستخدم هذا البريد للتواصل مع الرئيس، وأكثر من هذا، لم يأت
ذكرهم في هذه الرسائل المسربة إلا ما ندر.
ويظهر أن غالبية الرسائل المسربة متبادلة بين الرئيس وزوجته،
وبين الرئيس وحلقة من الشخصيات المقربة منهم فعلا، مهمتهم - حسب الرسائل - تتلخص في
تقديم النصح والمقترحات، ومتابعة ملفات مختلفة لخدمة الرئيس وزوجته على المستوى الإداري
للدولة، أو على المستوى الشخصي، بالتوازي مع مؤسسات الدولة الرسمية وفي الظل منها،
وللرئيس الأسد، كما اتضح من خلال الرسائل المسربة هذه، وسائل تواصل أخرى منها عناوين
بريد إلكتروني وحسابات على الـ"فيسبوك" وبرامج للمحادثات النصية على الهاتف
المحمول. وهناك الكثير من المراسلات من عائلة السيدة الأولى، أي عائلة الأخرس (والدها
فواز الأخرس، وبعض إخوتها)، موجهة إلى الرئيس الأسد وزوجته أسماء الأخرس، بعض هذه الرسائل
خاص وشخصي، والبعض الآخر، وخصوصاً الواردة من والد زوجة الرئيس، تحمل في طياتها أفكاراً
ومقترحات يرى فيها الحل الأمثل لقضايا تواجه سورية.
فمن المعروف أنه في أسابيع الشهر العاشر من العام الماضي،
بدأ النظام في سورية يواجه مخاطر انهيار الليرة السورية، وكانت النية تتجه إلى قيام
البنك المركزي بيع احتياطي عملات أجنبية لإسناد العملة المحلية.
لكن في رسالة بتاريخ الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير)
الماضي، يستند فواز الأخرس إلى تجربة رئيسة وزراء بريطانيا في حينه مارغريت تاتشر،
لثني بشار الأسد عن خطة البنك المركزي، شارحاً وجهة نظره بقوله: "لم تتدخل تاتشر
في بريطانيا في الأسواق المالية رغم ما كان يمر به الجنيه الإسترليني من انحدار في
سعر صرفه".
وفي رسالة أخرى في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، يزكي الأخرس
لصهره الرئيس الأسد، شخصيات للمشاركة في إعادة صياغة الدستور. لكن السواد الأعظم من
الرسائل التي بعث بها فواز الأخرس إلى الرئيس كانت مقالات منشورة في الصحافة الأجنبية
والعربية، وفي غالبتها تشيد بالأسد ونظامه وتقف معه ضد أي انتقاد.
في الثاني من شباط (فبراير) من العام الجاري، بادر والد زوجة
الرئيس في رسالة إلى اقتراح استضافة معارضين لبلدان الخليج العربي على شاشة التلفزيون
السوري وقناة الدنيا.
أما السيدة الأولى فكانت لها مراسلات مكثفة مع والدها، وتركزت
في أغلبها حول القضايا القانونية التي تتعلق بملاحقة وسائل الإعلام له في بريطانيا.
مثلاً في رسالة بتاريخ السادس عشر من حزيران (يونيو) الماضي،
تتابع أسماء ووالدها قضية الصحافي البريطاني مايكل سيمارك، وهو صحافي يسأل الأخرس تفسيره
بشأن ورود اسمه في وثائق ويكيليكس على أنه أحد رجال الأسد الذين يخدمونه في استثماراته
المالية.
من الأسماء المعروفة، التي تتكرر مراسلاتها مع الرئيس، المذيعة
السابقة لونا الشبل، وهي المسؤولة الإعلامية في الرئاسة السورية حالياً.
في أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي بدأ البيت الأبيض يغير
لهجته تجاه النظام السوري، وظهرت تصريحات تشير إلى أن نظام الأسد سيسقط لا محالة، فترسل
الشبل برسالة تقترح فيها على الأسد الرد على البيت الأبيض، وتحرص على الاعتذار لأنها
تكرر ذات العبارة بشأن "سقوط الأسد".
أما في رسالة أخرى، فيلفت تبني الشبل لوسائل العلاقات العامة
الشائعة في أمريكا في ذات الوقت، وهي رسالة سبقت ظهور الأسد في "الأمويين"،
وترفق صورة أوباما محاطاً بأنصاره، وتقترح على الأسد أن يحذو حذوه.
وبالفعل وفي الحادي عشر من كانون الثاني (يناير) من العام
الجاري، يظهر الأسد يخاطب عدداً من أنصاره في ساحة الأمويين وفق نصيحة الشبل.
وفي رسالة أخرى، في الثالث والعشرين من كانون الأول (ديسمبر)
الماضي، من الشبل إلى الرئيس، تقترح الشبل إعطاء الأولوية للمفتي أحمد حسون، على الشيخ
محمد البوطي، خلال مراسم تشييع ضحايا تفجيري دمشق خلال الأزمة السورية.
وقللت الشبل من قدرة البوطي على تحشيد الناس لصالح المفتي
حسون الأقدر إعلامياً في رأيها، لأن المفتي فقد ابنه في الأحداث، وهو أقدر على التأثير
في جماهير المشيعين من البوطي، لكن البوطي خرج وحده إلى التشييع.
ولونا الشبل كانت أيضاً حلقة وصل للعديد من المسؤولين والوجوه
الإعلامية للنظام، كالناطق الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، الذي كانت تصل
رسائله إلى الأسد عن طريق الشبل في رسالة إلكترونية.
شخصية أخرى، وهي ربما من أكثر الشخصيات غموضاً في محيط الرئيس،
وهي المدعوة "هديل"، ويعتقد أنها هديل العلي مستشارة صحفية إلى جانب الجعفري،
وتتمتع بحظوة لدى الأسد وتأخذ على عاتقها كتابة تقارير عن الصحف اليومية وطريقة تعاملها
مع الشأن السوري، ووقع خطابات الأسد على المناصرين، بالإضافة الى تأمين إيصال طلبات
مقابلة الأسد من صحفيين يعتبرون مقبولين لدى النظام.
علاقة خاصة تربطها بالرئيس، تتنوع رسائلها بين الشأنين الشخصي
والعام، فيما يتعلق برسائل الشأن العام، فإن هديل توافي الرئيس الأسد غالباً بأخبار
الحزب وتشكيلاته ونتائج اجتماعاتها مع مسؤوليه، وأحياناً تقترح أسماءً لإحلالهم مكان
وجوه قديمة في مناصب المحافظين ورؤساء البلديات.
وفي إحدى الرسائل التي أرسلتها هديل للرئيس تتهم مسؤولين
حزبيين في محافظة اللاذقية، بالتأثير السلبي على أعضاء حزب البعث هناك، وتقترح استبدال
هؤلاء المسؤولين.
ولعبت هديل على ما يبدو دور الوسيط مع مسؤولي السفارة الإيرانية
في دمشق، ففي رسالة تنقل هديل توجيهات خبير إيراني في سفارة طهران في دمشق بشأن أولويات
يجب أن يأخذها الرئيس بعين الاعتبار، وتشير إلى أن المستشار الإعلامي للسفير الإيراني
شارك في وضع النقاط التي ينبغي التطرق لها في خطابه المقبل.
ولم تختلف هديل عن عائلة الأخرس أو لونا الشبل بشأن كونها
حلقة وصل بين الرئيس والعديد من الأسماء، الذين يبرز منهم هنا شخص يعمل في الإعلام
الإيراني في سورية واسمه "حسين"، وعلى الأغلب هو حسين مرتضى، رئيس قناة
"العالم" التلفزيونية الإيرانية، ويتمتع مرتضى بصلات قوية بإيران و"حزب
الله" ويقدم النصائح والمشورة للأسد بشكل مستمر، ويدعي في مراسلاته بأن ما يقوله
يمثل وجهة نظر إيران وحزب الله. ويعتبر مرتضى عنصرا رئيسيا في تسويق رواية النظام عما
يجري في سورية.
وفي رسالة واردة في الرابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر)
الماضي، تنقل هديل إلى الرئيس، رسالة من حسين، الذي يقدم بدوره رأياً إيرانياً في سبل
معالجة قصة التفجيرات في دمشق.
."حسين" كان مستاءً في رسالته من اتهام النظام
لـ "القاعدة" بتدبير التفجيرات التي استهدفت دمشق
وهو يقول تحديدا إن اتصالاته مع إيران وقيادات "حزب
الله" أفضت إلى نصحه بضرورة تجنب اتهام "القاعدة"، وإنما على النظام
السوري اتهام كل من الولايات المتحدة والمعارضة، إضافة إلى ما يسميها في الرسالة بـ"بعض
الدول القريبة".
ومن حجج "حسين" التي نقلتها هديل إلى الرئيس الأسد،
أن اتهام النظام لـ "القاعدة" جاء بعد خمس دقائق فقط من الانفجار، ومن دون
أي تحقيق!
ويتكرر أيضا اسم شهرزاد الجعفري في المراسلات، شهرزاد هي
ابنة السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وهي تعمل في مساعدة الرئيس السوري
لشؤون العلاقات العامة الدولية، منتدبة من مؤسسة علاقات عامة أمريكية، يظهر نشاطها
الإلكتروني واضحاً في صندوق الوارد إلى الرئيس السوري.
شهرزاد تقف في كثير من الأحيان وسيطاً، بين والدها، مندوب
سورية في الأمم المتحدة، وبين الرئيس بشار الأسد، ففي شهر كانون الأول (ديسمبر) من
العام الماضي، كان بشار الجعفري يحضر خطاباً لإرساله إلى الأمين العام للأمم المتحدة،
ويبدو أنه ارتأى إرسال مسودة الخطاب بواسطة ابنته إلى الرئيس الأسد قبل مشاورة رئيسه
المباشر وزير الخارجية وليد المعلم.
وتتعلق الرسالة بالتفجيرات التي استهدفت العاصمة دمشق. الرئيس
وضع ملاحظاته على رسالة الجعفري، وحولها إلى وليد المعلم للعلم والتصرف.
وفي الرابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) من العالم الماضي،
يرسل الجعفري رسالة إلى ابنته ويطلب منها التحويل إلى الرئيس السوري، ويشير فيها إلى
مقابلة صوتية مع دبلوماسي سوري منشق واسمه بسام العمادي وكان يخدم في تركيا.
الجعفري تعرف على صوت الدبلوماسي وينصح بضرورة التعامل السريع
مع قضيته حتى لا يصبح هذا الدبلوماسي المنشق نجماً على وسائل الإعلام.
وشهرزاد هي التي تواصلت مع قناة "أيه بي سي" الأميركية
ونسقت للقاء الأسد بالمذيعة الأمريكية باربرا والترز، وهي التي تتابع كذلك ردود فعل
الصحافة الأجنبية بخصوص الخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية.
وفي رسالة أخرى، قالت شهرزاد للرئيس إنها قابلت عدداً من
رجال الدين اليهود والمسيحين في أميركا، وأنها قابلت عدداً من مسؤولي وسائل الإعلام
الأمريكية، وأخبرته بأنهم ليسوا سلبيين، لكنها لا تثق بهم رغم ذلك.
ومن الأسماء البارزة التي يغلب على رسائلها الطابع الأمني،
شخص اسمه "خالد الأحمد"، وهو يوافي الرئيس الأسد بشكل دائم بأخبار التحركات
العسكرية، ومقترحاته حول بعض القضايا الأمنية، خصوصاً في حمص وإدلب ودرعا، ويظهر من
طريقة تعاطيه مع الأسد أنه بمثابة يد الرئيس الأمنية.
وفي رسالة خاصة، يقول للرئيس إنه اجتمع بمن سمّاه "آصف"،
الذي يبدو أنه آصف شوكت، نائب رئيس هيئة الأركان السورية للشؤون الاستخبارية، وأنهم
قيد إنجاز حاجز عسكري نموذجي ليكون نقطة تفتيش في حمص.
وفي إطار المقترحات والحلول الأمنية، يقترح الأحمد إضافة
مواد كيميائية وأصباغ إلى المازوت، حتى يصبح غير صالح لتشغيل المحركات، وإنما يصلح
فقط للآليات العسكرية.
أما فيما يتعلق بمراسلات السيدة الأولى في سورية، أسماء الأسد،
فبدأت تلك المراسلات في شهر رمضان من العام الماضي، حين بادرت ميساء آل ثاني، ابنة
أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، إلى إرسال برقية إلكترونية إلى أسماء الأسد تهنئها
بشهر رمضان المبارك، بعد يوم ردت السيدة الأولى في رسالة جوابية، بالتهنئة بالشهر الفضيل
والسؤال عن الأحوال والعائلة والأطفال.
وكان الحديث في البداية شخصياً خلال المراسلات بين أسماء
الأسد ميساء آل ثاني، إلى أن وصلت رسالة يوم الرابع من آب (أغسطس) من العام الماضي،
بدت فيها ميساء تنقل رسالة رسمية إلى الرئيس بواسطة زوجته، فقد سألت ميساء عما يحصل
في حماة، وعن مدى دقة ما ينقله الإعلام عن حماة، وتساءلت عما إذا كانت هناك خطة لدى
الرئيس السوري للخروج من الأزمة.
ونفت أسماء الأسد لميساء أن يكون الجيش السوري قد دخل حماة
أصلاً حتى وقت إرسال تلك الرسالة.
وهي تنفي رواية الإعلام، لكنها أكدت أن حماة تعجّ بالعنف،
وأكدت زوجة الرئيس وجود إصلاحات بإصدار قوانين جديدة، وإن بدأت برعاية حوار للشباب
وتدريبهم على المفاوضات، إلا أن ذلك لا يجذب وسائل الإعلام، كما قالت أسماء الأسد.
وبعد يوم - وكما تظهر الرسائل المرفقة - تساءلت ميساء: كيف
يكون للتشريعات القدرة على تغيير المشهد السياسي؟ وطالما أن السوريين يواظبون على الاحتجاج
فكيف ستتم السيطرة على الأحداث الكارثية؟ وطلبت من السيدة الأولى في سورية شرح توقعاتها
للأشهر المقبلة، بعد أن تمنّت لأسماء الأسد وأطفالها الأمان.
وبعد أكثر من 10 أيام وفي الثامن عشر من آب (أغسطس) جاءت
الإجابة عن تساؤلات ميساء في رسالة من السيدة الأولى في سورية، فدافعت عن التشريعات
الجديدة وأوردت في هذه الرسالة بالتحديد أن قانون الأحزاب سيسمح بإنشاء أحزاب جديدة،
فلا يكون بعد ذلك الحكم حكراً على حزب بعينه، واعترفت السيدة الأولى أن سورية بمعظم
سكانها الثلاثة والعشرين مليوناً يتطلعون إلى التغيير، واستدركت أنهم يريدون للتغيير
أن يتم في جو من الأمان والاستقرار.
وفي ذات اليوم وبعد أقل من ساعتين وصلت رسالة من ميساء آل
ثان تتساءل فيها حول سبب تأخر ردّ السيدة الأولى، وأن ميساء لم تقصد إغضابها حين سألتها
عن الأزمة، وفسّرت لأسماء الأسد بأن الكثير من الأبرياء يخسرون أرواحهم، وأن هناك فرصة
لنقل السلطات في سورية من دون المخاطرة في تلك المرحلة.
وخففت ميساء لهجتها وأشارت إلى أنها تدرك أن الرئيس السوري
رجل نبيل وأن نواياه طيبة، لكنها أعادت التأكيد على أن الرئيس سيكون المُلام على أي
خطأ.
وهنا قفزت ميساء في طرحها أيضاً إلى مرحلة أخرى باقتراحها
أن يعلن الأسد نيته التنحي بالموازاة مع الإصلاحات الجارية.
وتضمن العرض تأمين ملاذ آمن للرئيس في حال تنحيه، وليتأخر
ردّ السيدة الأولى حتى 18 آب (أغسطس)، حيث كانت الأجواء في ذلك اليوم ساخنة في سورية،
وجاء الرد مقتضباً من السيدة الأولى أسماء الأسد على رسالة ميساء آل ثان، فشكرت برسالتها
زوجة الرئيس ميساء، وقدرت اهتمامها بعائلتها، لكن قالت إن هنالك انطباعات وهناك حقائق.
وأن قلق ميساء يتعلق بمدى اعتمادها على أي منهما، أي الانطباع
أو الحقيقية، وأنهت الرسالة بطلب الاطمئنان على حالها وحال أطفالها.
وبعد يوم وجّهت ميساء إلى السيدة الأولى سؤالاً بدا استنكارياً:
"أليست الانطباعات هي ما تحدد الواقع؟!".
وفي النهاية - وكما العادة - انتهت الرسالة القصيرة بالتطمين
عن وضع الأطفال والعائلة. وانتهى شهر رمضان وحلّ عيد الفطر، وبذلك أرسلت ميساء رسالة
تهنئة بالعيد.
التهنئة كانت في أول كلمتين في الرسالة فقط والبقية كانت
تعبيراً عن قلق عميق منها على أطفال أسماء الأسد، وأنها تتمنى أن ترحل بهم عن البلد
لأن الأوضاع خارجة عن السيطرة، وأعادت التأكيد على ضرورة نقل الأطفال خارج سورية قبل
أن تضيع الفرصة.
وردّت السيدة الأولى بعد خمسة أيام بأنها كانت في إجازة العيد
في حلب وأن الجميع بخير، من دون أن تعلق على ما تضمنته الرسالة السابقة من قلق على
الأطفال ووجوب ترحيلهم خارج البلاد. فردّت لميساء بأن الجميع عندها يتحضر للمدارس.
وتوقفت الرسائل بين الطرفين لأكثر من شهرين حتى جاء عيد الأضحى،
حين بادرت ميساء بإرسال المعايدة بمناسبة العيد في الثامن تشرين الثاني (نوفمبر) من
العام الماضي، وجاءت التهنئة بالعيد فقط في عنوان الرسالة بينما كان المضمون عن الأزمة
السورية.
وتساءلت ميساء إن كانت السيدة الأولى تعايش المذابح التي
تحدث في سورية، وأن هذه المذابح موجودة في نشرات الأخبار، واستفسرت عن الأطفال وكيف
تبقيهم السيدة الأولى مشغولين وبعيدين عن مجريات الأزمة، ولم تنس ميساء أن تعرج على
وفاة ستيف جوبز، مؤسس شركة "أبل"، وأنه جلب الفخر لمدينة حمص، وانتهت الرسالة
بعدم عرض أي نوع من المساعدة على السيدة الأولى.
وبعد ثلاثة أيام جاء الرد من السيدة الأولى، التي باتت لا
تعلق كثيراً على الناحية المتعلقة بالأزمة من الرسائل وتركز على الشقّ العائلي، حيث
كان مضمون رسالتها المؤرخة في الحادي عشر من تشرين الثاني (نوفمبر)، عائلياً وشخصياً
بشكل كامل بالحديث عن الأطفال ودراستهم وعطلتهم المدرسية.
وجاء الرد من ميساء في ذات النهار، وكان خالي المضمون تقريباً
إذ طمأنتها على العائلة والأطفال في أقل من سطر.
وبعد نحو الشهر وفي السابع من كانون الثاني (ديسمبر) من العام
الماضي، بعثت ميساء آل ثاني رسالة إلى السيدة الأولى تخبرها بأن زوجة رئيس الوزراء
التركي رجب طيب أردوغان طلبت عنوان البريد الإلكتروني الخاص بأسماء الأسد، وأنها -
أي ميساء - فضلت سؤال أسماء الأسد قبل تمرير تفاصيل عنوان البريد الإلكتروني.
وبعد ثلاثة أيام جاء الرد من السيدة الأولى وقالت فيها:
"أفضّل ألا تحصل زوجة رئيس الوزراء التركي على عنواني الإلكتروني، فأنا أستخدم
هذا البريد للتواصل مع العائلة والأصدقاء، وأنه من الصعب عليّ الآن أن اعتبرها جزءاً
من العائلة أو صديقة، بعد الإهانات التي وجهوها إلى الرئيس".
وهنا باغتت أسماء الأسد محدثتها بانتقاد دولتها وقالت:
"للأسف كانت لديكم فرصة عظمى لتغيير آراء الشارع السوري بشأن الخليج، لكن ككل
الفرص العظيمة، فإنها تضيع إذا لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح".
وفي ذات اليوم وهو الحادي عشر من كانون الثاني (ديسمبر)،
جاء الردّ من ميساء، التي أكدت أنها لم تعط العنوان الإلكتروني الخاص بالسيدة أسماء
الأسد إلى زوجة الرئيس التركي، ودافعت عن موقف قطر، واعتبرت تلميحات السيدة الأولى
بشأن الخليج غير عادلة.
وقالت: "إن ملاحظتك الأخيرة غير عادلة، هنا نعتبر الرئيس
بشار الأسد صديقاً لنا، رغم التوتر الحالي، فلقد نصحناه دوماً وبصدق، الفرصة لتغيير
حقيقي ضاعت منذ أمد، لكن حين تضيع فرصة فإن فرصة أخرى تبرز، وأتمنى أن لا يكون الوقت
قد فات للخروج من حالة الإنكار".
كما استرسلت ميساء آل ثاني قائلة: "قد تجدين صراحتي
فظة، لكنني صادقة مع الأشخاص الذين اعتبرهم أصدقاء وجزءاً من العائلة، وأكون سعيدة
إذا تم تصحيحي إن كنت مخطئة، كما تعلمين أن تكوني في موقع مؤثر يعني أنه سيتم إخبارك
مراراً بما تحبي أن تسمعي، لذلك فإن أصوات المنطق نادرة ولا يجب أن يتم التقليل منها".
وقبل نحو ثلاثة أشهر، في الحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر)،
حولت أسماء الأسد مجمل الرسائل المتبادلة إلى زوجها، كما جاء في رسالة مسربة واكتفت
بالقول: "لإطلاعك.. أدناه مثير للضحك".
وفي الرابع عشر من ديسمبر، أرسلت السيدة الأولى رداً مقتضباً
علقت فيه على نقطة الصراحة في حديث ابنة أمير قطر، وقالت فيه إنها تحب الصراحة وإنها
تعتبرها كما الأكسجين في حياتها، لكن زوجة الرئيس السوري رأت أنه في النهاية هناك حقائق
تحكم وهو ما يجب على الجميع التعامل معها.
وردت ابنة أمير قطر سريعاً، وعرضت المساعدة على السيدة الأولى
وقالت إنها لا تتخيل أن السيدة أسماء الأسد توافق على ما يجري في البلاد.
وهنا أيضاً أرسلت السيدة أسماء الأسد مضمون الرسائل إلى الرئيس
السوري من دون ذكر أي تعليق عليها. ولم ترد السيدة الأولى في سورية، على هذه الرسالة
وفق الرسائل المسربة، وبعد أسبوعين - أي في الثلاثين من يناير من العام الجاري - وصلت
آخر رسالة من الرسائل المسربة، من ميساء آل ثان ابنة أمير قطر، إلى سيدة سورية الأولى،
وكتبت فيها: "بالنظر إلى التاريخ والأحداث الأخيرة، فإننا نرى نتيجتين: إما أن
يتنحى الزعماء ويحصلون على لجوء سياسي، أو أنهم يتعرضون للاعتداءات، بصدق وبصراحة أعتقد
أن هناك فرصة جيدة لكم بالرحيل والبدء بحياة طبيعية جديدة، أنا أصلّي أملاً بأن تقنعي
الرئيس باستغلال الفرصة والخروج من دون مواجهة اتهامات، أنا متأكدة من وجود مناطق عديدة
ترحلون إليها ومنها الدوحة".
ولم ترد أسماء على الرسالة الأخيرة، هذا على الأقل في الرسائل
المسربة.
"أنباء موسكو"
الصورة
المرفقة هي لهديل العلي فقد تم تداولها اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي حيث
نقلت صفحة كلنا الشهيد الطفل حمزة علي الخطيب قصة حب هديل العلي و البطة !! بشار الأسد
!!
هديل
العلي رئيسة مكتب الثقافة و الإعلام !! على علاقة غرامية ب بشار الأسد و وصفته بإحدى
الرسائل بالبطـــــــة بشار ! تقصد تغنيجه !!
هذا ماكشفته
المراسلات التي تم نشرها من أيميله الخاص و التي أوضحت انه على علاقة حب و غرام بهذه
الشخصية الفذة !!
لا نعرف
ماتعليق أسماء الأخرس على هذه العلاقة و لكننا سننشر لكم تباعا كل الرسائل التي دارت
بينهما و كل المحادثات الغرامية !! .........