يروي غيليغان كيف أنه عندما واجه الأخرس بحقيقة أن السلطات البريطانية تعاملت مع أعمال الشغب في لندن دون أن تقتل أحدا، أجابه الطبيب سوري المولد قائلا: "لسنا متطورين ومتمرِّسين مثل شرطة العاصمة لندن أو سكوتلانديارد.
في خطوة غير مألوفة بالنسبة له، قرر الدكتور فواز الأخرس، والد أسماء
الأخرس، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، الخروج عن صمته ليشن هجوما لاذعا على الانتفاضة
السورية في اليوم الأول من عامها الثاني، وليقارنها بـ "أعمال الشغب" التي
شهدتها العاصمة البريطانية لندن صيف العام الماضي.
فبعد نشر صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الصادر الخميس لما قالت
إنها ثلاثة آلاف من رسائل البريد الإلكتروني المسرَّب من حسابي الأسد وزوجته أسماء،
نطالع اليوم في صحيفة الديلي تلغراف نص مقابلة مقتضبة أجراها مع الأخرس في مقر عمله
بلندن الصحفي البريطاني أندرو غيليغان.
يقول غيليغان، الذي زار سوريا مؤخرا وقابل الأسد وأجرى فيها عدة مقابلات
صحفية وتقارير ميدانية عكست بعض مظاهر الانتفاضة وتعامل السلطات السورية معها، إن الأخرس
أخبره أنه غالبا ما يتحدث إلى ابنته أسماء التي يصفها بأنها "قوية".
يرى الأخرس، وفقا للديلي تلغراف، أن الانتفاضة السورية أشبه ما تكون بأعمال
الشغب التي وقعت في لندن العام الماضي، متسائلا عن السبب الذي حدا بديفيد كاميرون،
رئيس الوزراء البريطاني، بالامتناع عن نشر جيشه في شوارع لندن لقمع أعمال الشغب، كما
فعل الأسد مع الاحتجاجات التي شهدتها بلاده.
يقول الأخرس: "عندما اندلعت أعمال الشغب في لندن، وقال كاميرون إنه
سينشر الجيش، فهل يمكننا مقارنة ذلك بما حصل في حمص. قل لي ماذا كنت لتفعل؟ هل كنت
ستقف وتراقبهم يقتلونك؟ أنت لديك مسؤولية ضمان الأمن لشعبك."
ويروي غيليغان كيف أنه عندما واجه الأخرس بحقيقة أن السلطات البريطانية
تعاملت مع أعمال الشغب في لندن دون أن تقتل أحدا، أجابه الطبيب سوري المولد قائلا:
"لسنا متطورين ومتمرِّسين مثل شرطة العاصمة لندن أو سكوتلانديارد."
أمَّا عن القتلى الـ 7000 من السوريين الذين قالت التقارير إنهم سقطوا
خلال العام الأول من عمر الانتفاضة، فيرى الأخرس أن الرقم يظل "أفضل" من
حصيلة القتلى الذين قضوا في ليبيا.
تقديرات القتلى
فهو يذكِّر أن 50 ألف ليبي قضوا جرَّاء التدخل الغربي في ليبيا وبسبب
ما تلاه من اقتتال بين الليبيين أنفسهم بعد سقوط نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي،
وذلك حسب مصادر الثوار أنفسهم، و"إن كانت تقديرات الصليب الأحمر الدولي تشير إلى
رقم أكبر من ذلك بكثير."
وتسلِّط الصحيفة على جانب آخر من شخصية الأخرس، إذ تشير إلى رسائل قيل
إنها "مسرَّبة" من البريد الإلكتروني للأسد ولزوجته أسماء، ويظهر بعضها القلق
الكبير الذي يبديه جرَّاح القلب الشهير في شارع هارلي بلندن على ما شهدته وتشهده سوريا
من مجازر، وكيف أنه حثَّ صهره مرارا على أن يردَّ على التقارير الإعلامية التي تحدثت
عن ارتكاب فظاعات وأعمال وحشية بحق شعبه.
كما تشير الصحيفة على نحو خاص إلى قلق الأخرس بشأن صورة النظام السوري
في الغرب، وتدلِّل على ذلك بمسودة وثيقة من 13 نقطة ساعد هو شخصيا بإعدادها ودافع فيها
عن الأعمال والتصرفات التي يقوم بها الجيش، بالإضافة إلى اقتراحه إنشاء شبكة أخبار
متطورة ترعاها الحكومة السورية وتصدر باللغة الإنكليزية.
صحيفة الغارديان، التي فجَّرت "قنبلة رسائل البريد الإلكتروني (الإيميلات)
المسرَّبة"، تتابع لليوم الثاني على التوالي استثمار سبقها الصحفي فتعنون اليوم
على صفحتها الأولى: "الطبيب اللندني الذي قدَّم النصح للأسد خلال عمليات القمع".
يقول تحقيق الغارديان إن الأخرس قدَّم نصائح عدَّة لصهره الرئيس حول الكيفية
التي يجب أن يواجه بها تهم قمع نظامه للانتفاضة الشعبية، بما في ذلك دحض أشرطة فيديو
جرى تسريبها من قبل ناشطين قالوا إنها تظهر تعذيب قوات الأمن السورية لأطفال قاصرين.
عن " بي بي سي "