ما جرى لمدينة حلبجة الكوردية في عام 1988 على أيدي قوات صدام حسين المجرم يظل أحد أهم الجرائم ضد الإنسانية في تاريخ المنطقة، حيث استخدم البعثيون الدمويون الغازات السامة، ومنها غاز السارين المحرم دولياً،
مهما توالت النكبات والمآسي، وهي
أليمة لنا، وبخاصة ما يجري منها للشعب السوري اليوم على أيدي زبانية الأسد في
سوريا، فإن ما جرى لمدينة حلبجة الكوردية في عام 1988 على أيدي قوات صدام حسين
المجرم يظل أحد أهم الجرائم ضد الإنسانية في تاريخ المنطقة، حيث استخدم البعثيون
الدمويون الغازات السامة، ومنها غاز السارين المحرم دولياً، لقصف المدينة بهدف
ابادة شعبها، فقتل أكثر من 5000 مدني وجرح الألوف، وأصبح الكثيرون منهم مقعدين
لايقدرون على الحركة دون معين، ومعلوم أن الذين استنشقوا تلك الغازات قد عانوا
من آلام لايمكن وصفها ولاقوا عذابات لامثيل لها، حتى بعد علاج الناجين من الموت
المحقق.
لقد بكت الأمة الكوردية كلها
عندما رأت عيونها تلك الصور الأليمة عن الشهداء الممدين في شوارع المدينة،
وبخاصة أولئك الأطفال والنساء والشيوخ الذين لم يكن أحد منهم يحمل سلاحاً،
وتعرضوا فجأة لتلك الجريمة النكراء التي يندى لها جبين البشرية، والتي كانت إحدى
الاثباتات الدامغة على وحشية النظام الصدامي، وسبباً من أسباب سقوطه ومحاكمة
أزلامه المجرمين فيما بعد، وعلى رأسهم الطاغية الأكبر صدام حسين وشقيقه وابن عمه
المعروف باسم علي الكيمياوي وآخرون ساهموا في تلك الجريمة البشعة بحق الشعب
الكوردي في مدينة حلبجة وسواها.
اننا نتوجه اليوم بأسمى آيات
الإكرام والاحترام لشهدائنا الأبرار في حلبجة ونتوجه بالتحية لإخوتنا وأخواتنا
فيها لصمودهم واصرارهم على متابعة كفاحهم من أجل حقوقهم التي هدرت أوأهملت،
وندعو حكومة اقليم جنوب كوردستان إلى مساعدتهم المساعدة الفائقة التي هي حق لهم،
والوقوف عند مطالبهم كل حين، ونناشد كل قوى الأمة الكوردية في سائر أنحاء
كوردستان أن تستفيد من دروس تلك المحنة، بحيث لاتسمح لأحد أن يرتكب مثل تلك
الجريمة بحق شعبنا مرة أخرى في التاريخ، كما نطالب الحكومة المركزية في بغداد
إنصاف المواطنين في مدينة حلبجة وتقديم كل أشكال العون المادي والمعنوي لهم،
لأنهم ضحايا نظام حكم في بغداد، ولأنهم عانوا الويلات بسبب تلك الجريمة التي
حدثت من قبل حكام بغداد السابقين ضد الإنسانية.
وبهذه المناسبة الهامة والأليمة
في تاريخ أمتنا الكوردية نقول لهؤلاء القتلة الذين يرتكبون المجازر في سوريا اليوم
بأن مصيركم لن يكون بأفضل من مصير زبانية البعث العراقي، لأنكم تسيرون على
منوالهم في تقتيل وتعذيب وابادة شعبكم، ولن تفلتوا من العقاب العادل الذي
ينتظركم به الشعب السوري، والمستقبل سيريكم أن الجرائم ضد الإنسانية ستحيط بكم
وستخنقكم بحبالها، قبل أن يرمى بكم على مزبلة التاريخ.
المجد والخلود لشهداء حلبجة
وشهداء الحرية في كل مكان
الخزي والعار للدكتاتوريين
المجرمين أينما كانوا
15.
Avdar 2012
المجلس
الوطني الكوردستاني - سوريا