منذ الشهر الاول قطع الشعب حاجز الخوف بتمرده على القهر وجبروت السلطة
بإعلان الثأر لكرامته في الشارع وكأن خمسين سنة من القمع والرعب والفساد والافساد لم
تكن.
لقد اسقط السوريون على مختلف شرائحهم في سائر البلاد السورية هيبة وشرعية
سلطة وكيان استولى بقوة الجند على مصير وثروات البلد بتواطؤ دولي وعربي.
ارغمت الثورة السلطة على كشف وجهها الطائفي القبيح مثلما ارغمت حلفاء
النظام على خلع اقنعتهم الديماغوجية عن المقاومة والممانعة مثل ايران وحزب الله وقوى
فلسطينية تابعة.
واجه شباب الثورة بسلمية ونبل رائعين وبصدور عارية الرصاص المتفجر وقنابل
الدبابات والمدفعية.
تحدى الشعب الجوع والبرد والرصاص وهو يحتضن ثورة شباب صاغ مبكرا شعارات
مدنية عصرية في الحرية والكرامة والمواطنة، شعارات سرعان ما غدت انشودة البلاد السورية
من حدود الجولان الى ضفاف دجلة.
جمعت الثورة الشباب الكردي الى العربي، الارياف الى المدن، قطعوا مع ارث
اربعين سنة لسلطة ابتلعت الدولة واقامت حدودا بين الاقوام والثقافات السورية، في وحدة
وطنية يندر مثالها بثقافة عصرية الهمت عزيمة شابات وشباب لشعب اكتشف كم هو موحّد في
مواجهة سلطة قمعية.
طوفان الدم
لقد انتصرت الثورة رغم طوفان الدم اليومي، بشرعية تمثيل واستقطاب الشارع
الوطني، لقد نجحت الثورة في عبورها برزخ الموت غناء في محاصرة سلطة قمع لا حدود لطغيانها
واخرجتها من سائر الشارع الوطني.
يتكشف المستقبل السوري اليوم، حيث رئيس يقتل مواطنيه وشبيحة فئوية تتقدم
جيشا نظاميا تقتل وتفحش وتغتصب وتمثل بالجثامين بمشاهد ناطقة، وحلفاء دوليين واقليميين
لا قيمة لحقوق الانسان في ثقافتهم، عن هوة لم يعد بالإمكان ردمها بمصالحة تاريخية كنا
نتمناها وتغيير سلمي للسلطة، مثلما حدث في جنوب افريقيا.
الفحش الذي تمادت فيه السلطة بالقتل بالآلاف وتدمير أحياء سكنية وتهجيرا
كبيرا للسكان لمناطق محددة لإثارة نعرات طائفية ساهم سكوت النخب العلوية في الجيش والمؤسسات
المدنية ان لم نقل المشاركة الفاعلة فيها، يوحي بأن سلطة الاسد اقتنعت بخسارتها الحرب
على الشعب والثورة.
فانحازت السلطة الى مشروع تفتيت وتقسيم سوريا مقابل الحماية الدولية التي
وفرتها اسرائيل لسلطة بشار الاسد حتى اللحظة الراهنة.
http://www.bbc.co.uk/arabic/interactivity/2012/03/120313_panel_syria_1st_anniversary.shtml
بي بي سي
.