نقلت وكالة فرات للأنباء ان الناشطة في اتحاد ستار "كولي سلمو" فارقت  صباح اليوم الحياة عن عمر ناهز الخمسين / 1961 /، وذلك بعد ثلاثة أيام من تعرضها للرصاص الحيّ على أيدي أفراد من الشبيحة من عائلة /احمد صبحي/ المرتبطة بالنظام والأجهزة الأمنية. في حيّ الشيخ مقصود غربي بحلب في العاشر من الشهر الجاري، حيث كانت ترقد في قسم العناية المشددة في المشفى.

و نقل مراسل وكالة فرات ان عشرات الآلاف من المواطنين الكرد وأهالي المنطقة احتشدوا أمام المشفى في الصباح الباكر بمجرد انتشار خبر فقدانها لحياتها، وبدأوا بإطلاق الهتافات والشعارات التي تحيّ "سلمو" وتحيّ نضالها الوطني والثوري وتطالب بالقصاص العادل من القتلة.

أقربائها وأحبائها وأصدقائها ورفاقها من نشطاء اتحاد ستار أصروا على حمل نعشه على أكتافهن، تعبيرا عن حزنهم ومحبتهم لها وسط هتافات صاخبة وزغاريد النساء، فيما رفعت الجماهير أناملها في إشارة النصر.

وبعد وضع النعش في السيارة انطلق موكب حاشد ضم مئات السيارات والحافلات والميكروباصات في تشييع المناضلة كولي، وسط حي الاشرفية متجهة إلى مسقط رأسها في قرية /قطمة/ التابعة لناحية / شرا/، وامتزجت أصوات الهتافات ومزامير السيارات في الطرق، واحتشد المواطنون على جانبي الطريق مودعين ومباركين تضحيات المناضلة / كولي/.

هذا وأنضم الآلاف من أبناء الشعب الكردي من منطقة عفرين إلى موكب التشييع عند مفرق القرية، حيث وريت الثرى في مقبرة قطمة.

"كولي سلمو" أو كما أحب رفاقها أن يسموها / كول / كانت شعلة من العنفوان الوطني والحماس الثوري المتقد في ساحة الكفاح الشعبي " تقول رفيقتها في النضال / سعاد أم آخين / والدموع تزرف من عيونها، وتتابع قائلة "سنواصل رفع راية النضال التي أصرت كول على الدفاع عنها في المظاهرات والاجتماعات وفي مختلف نشاطات الحركة.

كولي الأم التي حرمت من نعمة الأطفال ضحت بنفسها في طريق الحرية والكرامة تقول رفيقتها الأخرى /أليف أم كاوا/ "لم تكن تعرف الكلل والملل، كانت تحشد كل طاقتها وإمكاناتها لنضالها وعملها ضمن صفوف اتحاد ستار وضمن المنطقة التي كانت تنشط فيها، أصدقائها وجيرانها أحبوها"، تضيف /أم كاوا/ "كولي كانت تحضر بشوق لأعياد آذار والنوروز، ونحن نعادها على مواصلة مسيرتها حتى تحقيق النصر"

يذكر أن أبناء الشعب الكردي قاموا بالرد على اعتداء الشبيحة وعملاء النظام، حيث تم حرق أكثر من/ 6 / منازل عائدة لهم وعدد من السيارات والمحال، وفرضت لجان الحماية الذاتية التي انتشرت على امتداد الحي حواجزها ودورياتها كتدبير وقائي لأي طارئ.