تمر اليوم الذكرى الثامنة لانتفاضة الشعب الكردي في القامشلي وبقية المناطق الكُردية في سوريا، كانت الانتفاضة الحدث الكردي الأبرز في ربيع 2004،
تمر اليوم الذكرى الثامنة لانتفاضة الشعب الكردي في القامشلي وبقية المناطق
الكُردية في سوريا، كانت الانتفاضة الحدث الكردي الأبرز في ربيع 2004، بعد مصادمات
جرت بين جماهير كردية من مدينة القامشلي وعناصر من الشرطة ورجال الأمن في يومي 12 و13
آذار 2004، أطلقت خلالها السلطات الأمنية النار الحّي على الجماهير الكردية، وقتلت
أكثر من ثلاثين شاباً كردياً، وجرحت المئات، في حين شنّت حملة اعتقالات واسعة وصلت
وفق تقديرات الحركة الكردية إلى خمسة آلاف شخص، لتنتقل على إثرها الصدامات إلى كافة
المدن الكردية، ومناطق أخرى من سوريا وصلت لدمشق وحلب. حطم الكرد في هذه الثورة جدار
الخوف، واحدثوا هزّة تاريخية نادرة عندما اسقطوا كل تماثيل الأسد في المناطق الكردية.
ففي ذلك اليوم، و نتيجة لسياسات التفرقة الخبيثة التي كان وما زال النظام
يتبعها، تحول ذلك الحدث إلى شرارة أشعلت تلك الانتفاضة، خرج خلالها المواطنون الكُرد
بتظاهرات عارمة قدرت بمئات الآلاف ضد النظام، لتكون تلك الانتفاضة ربيعاً مصغراً ومبكراً
للربيع السوري الكبير الذي نشهده اليوم، لكن النظام نجح في الاستفراد بتلك الانتفاضة
من خلال إلحاق تهمة الانفصال بالمنتفضين الكرد، وهو ما يحاوله اليوم مع الثورة السورية
من خلال آلته الدعائية الصدئة التي لن ينجح فيها أبداً.
ليس غريباً على شهر آذار الربيعي أن يجمع أول انتفاضة كردية ويكررها مرّة
أخرى مع انطلاقة ثورة سوريّة عارمة قبل عامٍ من الآن، ليثبت آذار ويكتشف شراكة حقيقية
لأبناء الوطن الواحد، حيث وضعت هذه الثورة حداً لاستفراد النظام بهذا المكون السوري
الأصيل، ولسلسلة طويلة من الإجراءات العنصرية المقيتة التي كانت ترمي إلى استئصاله،
ليقوم الكرد بدورهم ويسارعوا بالاشتراك في الثورة منذ الأيام الأولى لبدئها، و قدموا
الشهداء قرابين على مذابح الحرية، ومنهم الشهيد مشعل التمو وصولاً إلى الشهيد نصرالدين
برهك, ولا بد من تسجيل أن الكُرد هم أول من قطف ثمار ثورة 2011، حيث أدت تضحيات السوريين
لإعادة الجنسية السوريّة إلى مئات الآلاف من الكُرد السوريين الذين حرمهم النظام منها
لأربعة عقود، كما أنه حاول تجيير هذا النصر المبكر لنفسه في محاولة فاشلة لتحييد الكُرد.
اليوم عندما يسمع المرء شعارات التضامن بين المدن السورية من القامشلي
إلى حوران، يتذكر كم هي عظيمة ثورتنا هذه التي غسلت القلوب، وأزالت دفعةً واحدة كل
ما زرعه النظام من فتّن بين السوريين، وكل المخاوف والشكوك التي لم تكن تشبه إلا كبيت
العنكبوت، يعيش فيها ليتصيد السوريين واحداً بعد الآخر.
نحن رابطة الصحفيين السوريين كوننا خرجنا من رحّم هذه الثورة ضد الظلم
والاستبداد، إذ نستذكر انتفاضة آذار المباركة في ذكراها الثامنة، فإننا ندين بشدّة
النظام الأمني الاستبدادي الدموي في سوريا الذي لايزال يواصل هدر دماء الشعب السوري
بكل أطيافه، ونطالب بوقف هدر دماء المواطنين، كما نطالب العالم باتخاذ ما يطلبه الضمير
الأخلاقي والقيم الإنسانية اتجاه الشعب السوري وهو يشاهد كل هذا القتل والاعتقال والتهجير
والتشريد. ونستذكر زميلنا حسين عيسو الناشط والكاتب الصحفي ابن مدينة الحسكة الذي يقبع
الآن في سجن النظام بوضع صحي سيء بسبب مقالاته وموقفه من الثورة.
عاش الثاني عشر من آذار يوماً للثورة السورية الأولى
عاش الثامنة عشر من آذار ذكرى ثورة الكرامة و الحرية
المجد للشهداء
عاشت سوريا حرة أبية
رابطة الصحفيين السوريين
12\3\2012