الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025, 14:45
فواز العجمي : الثورة السورية.. ورصاصة قامشلو




فواز العجمي : الثورة السورية.. ورصاصة قامشلو
الإثنين 12 آذار / مارس 2012, 14:45
كورداونلاين
بالأمس وقعت الثورة السورية في خطأ قاتل عندما رفعت شعاراً جديداً لتظاهرات يوم الجمعة الماضي، حيث اختارت تلك الجمعة وأطلقت عليها "الوفاء للانتفاضة الكردية".

بالأمس وقعت الثورة السورية في خطأ قاتل عندما رفعت شعاراً جديداً لتظاهرات يوم الجمعة الماضي، حيث اختارت تلك الجمعة وأطلقت عليها "الوفاء للانتفاضة الكردية".

والانتفاضة الكردية التي يقصدون ما هي إلا عبارة عن "مشاجرة" و"احتكاك" بين ناديين سوريين يمثلهما لاعبون سوريون، من بينهم لاعبون أكراد استغلهم بعض الأكراد المتعصبين ليصنعوا منها قضية بين الأكراد والعرب، خاصة أن هذه المباراة تمت على أرض القامشلي وبهذه المحافظة يوجد بعض الأكراد لهذا تم تضخيم هذه المشاجرة وتصويرها على أنها قتال بين الأكراد والعرب.

هذا الاستغلال البشع والقذر لمشاجرة بين ناديين سوريين وجعله قضية صراع بين الأكراد والعرب يمثل رصاصة كان يحضرها أعداء سورية لتفجير النسيج الوطني للشعب السوري علماً بأن الأندية الرياضية السورية تضم لاعبين سوريين منهم الكردي والدرزي والآشوري والتركماني والعربي وكلهم مواطنون سوريون، وليس غريباً أن يكون من ضمن لاعبي نادي "الفتوة" الذي دخل المشاجرة مع نادي القامشلي يوجد بعض اللاعبين الأكراد وهذا يعني أن تلك المشاجرة ليست بين العرب والأكراد وإنما بين فريقين متنافسين سوريين، لهذا فإن اختيار الثورة السورية لشعار الجمعة الماضية "الوفاء للانتفاضة الكردية" مؤشر خطير لتوجه بعض أعضاء المجلس الوطني السوري المعارض وتوجه الذين حملوا وروجوا لهذا الشعار على امتداد المحافظات السورية مما يعرض الثورة السورية إلى الاتهام بأنها تحاول سرقة مطالب الشعب السوري العادلة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتداول السلطة والخلاص من نظام دكتاتوري فاسد وبناء نظام ديمقراطي يحقق للشعب السوري تلك المطالب المشروعة.

إن الشعب العربي عندما يؤيد مطالب الشعب العربي السوري إنما يؤيد نظاماً جديداً تتحقق فيه وحدة التراب السوري ويحافظ على استقلال وسيادة هذا القُطر العربي لكن ما نسمعه عن بروز كيانات قومية ومذهبية وطائفية وعرقية يجعلنا نخشى من انزلاق هذه الثورة نحو تقسيم وتفتيت سورية، خاصة بعد ارتفاع وتيرة بعض الأصوات ومنها الكردية والتركمانية الآن، حيث أعلن منذ فترة عن ولادة المجلس الوطني الكردي والمجلس الوطني التركماني وما نخشاه أن نسمع غداً ولادة كيانات أخرى درزية أو علوية أو مسيحية أو اسماعيلية وغيرها من الكيانات المذهبية والعرقية القاتلة التي تنسجم مع المخطط الصهيوني-الأمريكي في تقسيم المقسم وتفتيت المفتت في الوطن العربي لإضعاف هذا الوطن وجعله كيانات هزيلة وضعيفة أمام العدو الصهيوني، خاصة بعد أن رأينا ما حدث بالأمس في ليبيا بعد الخلاص من الدكتاتور القذافي عندما أعلنت "برقة" انفصالها عن الوطن الأم ورغبتها في فيدرالية ليبية.

الآن وبعد "برقة" الليبية نرى رغبة الأكراد في سورية في الرغبة والعمل على تقرير المصير واختار محافظ القامشلي لتكون عاصمة لهم لهذا يطلقون عليها اسم "قامشلو" ويرفعون الأعلام الكردية في كل مظاهراتهم التي اختلطت بمظاهرات الشعب السوري وأصبحنا نشاهد العلم الكردي إلى جانب العلم الذي يرفعه أعضاء المجلس الوطني السوري.

لهذا كله نحذر ثوار سوريا من محاولات البعض، خاصة المتعصبين من الكرد والتركمان وغيرهم من دعاة التقسيم والانفصال والتفتيت ألا يسمحوا لمثل هؤلاء بالتسلل إلى صفوفهم وأن يحافظوا على نقاء ثورتهم وصفاء مطالبهم الوطنية التي تحافظ على وحدة واستقلال وطنهم.. ونحذر هذه الثورة من رصاصة "قامشلو".

 

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية

 

http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=282737

753.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات