المجلس الوطني الكردي في سوريا و هو يحيي ذكرى هذه الانتفاضة و البلاد تعيش ثورة سلمية ترمي إلى إسقاط النظام الأمني و المستبد بكل مرتكزاته و الإتيان بنظام ديمقراطي تعددي تكون فيها سوريا لكل السوريين بدون تفرقة أو تمييز
يا جماهير شعبنا الكردي أيتها القوى الوطنية و
الديمقراطية
في الثاني عشر من آذار يستعيد أبناء الشعب الكردي
في سوريا و معه كل الوطنيين في البلاد الذكرى الثامنة للمجزرة المروعة التي
ارتكبتها قوات أمن النظام بحق العزل من الأبناء الكرد إثر المشاجرة التي خطط لها و
افتعلها أزلام النظام ممن سميوا حينها بمشجعي فريق الفتوة القادم من دير الزور على
أرض ملعب القامشلي لكرة القدم مع جمهور نادي الجهاد الرياضي اللذين تعرضوا للشتم و
القدح و الإساءة للرموز القومية الكردية و لاهانة الشعب الكردي على خلفية انهيار
الدكتاتورية في العراق و خلاص الشعب العراقي من عهود الظلم و الظلام و الاستبداد ،
هذا الانهيار الذي أرعب بقية الدكتاتوريات في المنطقة و بعث الأمل لدى شعوبها بفجر
جديد، و أثبت أن نضالاتهم في سبيل الحرية و الديمقراطية بات تحقيقها قاب قوسين أو
أدنى .
ففي نفس اليوم وساعة الشجار سقط عدد من الشهداء و
أصيب العشرات إثر إطلاق الرصاص الحي على المتجمهرين الكرد بأمر مباشر من المسؤولين
آنذاك ، و في اليوم التالي و إثر تشييع جثامين هؤلاء الشهداء تعرض المشيعون من
جديد لوابل الرصاص سقط على إثرها كوكبة أخرى من الشبان و الذين تحدوا رصاص قوات الأمن
بصدورهم العارية، و على الفور هب أبناء الشعب الكردي في كل المناطق الكردية و في
مناطق التواجد الكردي بانتفاضة عارمة ملأت الشوارع و الساحات بالمظاهرات و على مدى
أيام متتالية منادية بالتحقيق في الجريمة و محاسبة المجرمين التي لم تلق أذانا
صاغية إلى اليوم ، و مطالبة بالحرية و الديمقراطية و بالحقوق القومية للشعب الكردي
و سقط خلال تلك التظاهرات شهداء آخرون، في مدن و بلدات كردية أخرى .
و بدلا من الاستجابة لمطالب الجماهير التي نادت
بها و هتفت لها حناجر الشبان و الأطفال و الرجال و الأمهات ، زاد النظام من قمعه ،
فزج بآلاف الشبان في السجون و المعتقلات حتى طال النساء أيضا و استشهد تحت التعذيب
شبان آخرون .
لكن كل ذلك لم يفت من عزيمة الشعب الكردي بل واصل
النضال و التف حول حركته الوطنية التي عملت بكل حكمة و مبدأية على قيادة الجماهير
للدفاع عن حقوقها و الابتعاد عن كل ما يسيء إلى سمعتها النضالية و الوطنية، و رغم إن
موقف القوى و الأحزاب الوطنية على الساحة السورية لم يرق إلى مستوى الحدث آنذاك
نتيجة قفر الحالة السياسية و القمع المستديم للرأي الحر طيلة عقود من الزمن ،فإن
الحركة الوطنية الكردية عملت ما بوسعها على إيصال ما يعانيه الشعب الكردي في سوريا
من ظلم و تهميش و إنكار للحقوق و ما تعرض له في الثاني عشر من آذار إلى كل باب و
كل محفل وطني و سياسي .
مما لا تنساه الذاكرة الكردية في الثاني عشر من
آذار عام 2004 هو ذلك التلاحم المصيري لدى كل أبناء الشعب الكردي في كل مدينة و
قرية و بيت، و ما قامت به المرأة الكردية من تضحيات و قدمت صورا رائعة من الصمود و
الجرأة ، و ما لا ينساه أيضا هو تضامن الشعب الكردي في كل أجزاء كردستان و المهجر
، و وقفتهم مع إخوتهم في سوريا مما خفف عنهم و زاد من عزيمة النضال لديهم ضد القهر
و الظلم و الاستبداد.
إن المجلس الوطني الكردي في سوريا و هو يحيي ذكرى
هذه الانتفاضة و البلاد تعيش ثورة سلمية ترمي إلى إسقاط النظام الأمني و المستبد
بكل مرتكزاته و الإتيان بنظام ديمقراطي تعددي تكون فيها سوريا لكل السوريين بدون
تفرقة أو تمييز ، و يتمتع الجميع بكل حقوقه بما فيهم الشعب الكردي ، فانه يدعو:
1- إشعال الشموع على
الشرفات و الأرصفة أمام البيوت و المحلات ليلة الحادي عشر من آذار.
2- الوقوف خمسة دقائق
حدادا على أرواح شهداء انتفاضة 12 آذار و على أرواح شهداء الحرية في سوريا بدءا من
الساعة 11 صباحا.
3- تكلف المجالس
المحلية للمجلس الوطني الكردي في المدن و البلدات بإحياء هذه الذكرى بشكل يتناسب و
ظروفهم الخاصة.
4- يهيب المجلس أبناء
الشعب الكردي إلى إحياء هذه الذكرى يليق بعظمة هذا اليوم و بعظمة الثورة السورية و
سلميتها، و عدم التعرض للممتلكات العامة و الخاصة.
المجد و الخلود لشهداء انتفاضة 12 آذار في
يوم الشهيد الكردي
و
لشهداء الثورة السورية
11/3/2012
الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي في
سوريا