السياحة في الهند قنبلة إذ أن عدد السياح في الأعوام الأخيرة قد فاق بصورة ملحوظة سياح دول جنوب شرق آسيا بعد أن كانت تحتل المقدمة لأعوام طويلة مثل تايلاند والفلبين ومينامار. هكذا قررت التوجه نحو الهند وأكثر
* بدل رفو : الهند\إقليم راجستان القسم الأول
السياحة
في الهند قنبلة إذ أن عدد السياح في الأعوام الأخيرة قد فاق بصورة ملحوظة سياح دول
جنوب شرق آسيا بعد أن كانت تحتل المقدمة لأعوام طويلة مثل تايلاند والفلبين
ومينامار. هكذا قررت التوجه نحو الهند وأكثر هذه الأماكن والمقاطعات التي تكون
قبلة السياح هو إقليم راجستان لمشاهدة القصور والمدن الأثرية المخلدة للفترة التي
حكم فيها الإسلام والطابع الكلاسيكي للتصميم
الإسلامي لفن العمارة. وقتها أفاد الإسلام من خبرات وطاقات المسلمين
في العالم وخاصة من بلاد فارس وأفغانستان .أما
بالنسبة للأديان في الهند فالمسلمون يحتفظون بالديانة الثانية بنسبة 11
بالمائة والمسيحيون بنسبة 2،4 وغالبيتهم
يعيشون في الجنوب. وهناك أكثر من 330 ألف إله للهندوس وآلهتهم هي رموز لهم ، ومن
آلهتهم وتماثليهم كريشنا وهو يعزف الناي
وشيفا هي آلهة التطيب وكالي ووو.
الهند..بلاد
التحف والكنوز الفنية وكل هذه التحف الإنسانية
يمكن مشاهداتها في قصور القياصرة والملوك. وهناك قانون في الهند من يضع يده على تحفة فنية عمرها أكثر من مائة عام يتوجب عليه
الحصول على رخصة من الدولة.كذلك يعد فن النحت والطرق على الخشب من الفنون الرائعة وخاصة التماثيل الصغيرة التي تبرز حضارة الهند وتباع للسياح بأسعار
زهيدة وأجود أنواع الخشب المستخدم للنحت هو من كشمير وأما بالنسبة للملابس فليس
هناك بلاد في العالم تميزت ملابسها بالألوان الزاهية بقدر الهند. وأقمشة الهند مشهورة وخاصة الساري في كشمير، وتتنوع
صناعة القطن فيها ومشهورة بصناعة الشال و الساري .أما بالنسبة لوجبات الأكل فقد
غزتنا البهارات الهندية وخاصة الكاري.
الرحيل
والسفر إلى الهند كان الحلم الذي راودني منذ الطفولة ،منذ أيام السبعينيات حين كنا
نطرق أبواب صالات السينما في مدينة الموصل وخاصة سينما السندباد التي تقابل حديقة
الشهداء.أسباب كثيرة دعتني لهذه الرحلة الشاقة.
وبالرغم من أنها رحلة جوية لكنها استغرقت ساعات طويلة: السفر من النمسا
لعمان ومنها لدلهي. ومن هذه الأسباب : طيبة الشعب الهندي ،الأفلام السينمائية
القديمة مثل سنكام وسوراج وانداز واليتيم
والأم وماسح الأحذية وبالرغم من أني لم أر ماسح أحذية هناك عكس مدينة دهوك التي
يعج مركزها بصف طويل من صباغي الأحذية والتي يعدها الأوربيون إهانة لكرامة الإنسان وحقوقه فكل إنسان يصبغ حذائه بنفسه.وكذلك من الأسباب
طبيعة الهند الساحرة وريفها الجميل وبساطة ناسها وكذلك اهتمامي الكبير بلغتهم التي
كنت أجيدها أيام الطفولة .
الهند...بلاد
الشعر والفن والرسم والحضارات ومهرجان الألوان وعيد الراكي والآلهة.
إنها
الساعة الثامنة والنصف صباحا والانطلاقة من مدينة غراتس النمساوية والتي تستغرق
ساعتين بالسيارة للوصول إلى مطار فيننا الدولي برفقة موسيقى هادئة واحلم ولا ادري
أين ستقودني الأحلام ،احلم بكوردستان ووالدتي التي ترافقني بدعائها وتقول لي: ما
لك والسفر يا ولدي. وهذه المرة خشيت أن لا أعود من رحلتي من بلاد الحلم الطفولي وتألمت جدا حين راودتني
هذه الأفكار. لكن يبقى الحلم برؤية حضارة لها ثقلها الكبير في التاريخ الإنساني.وأنا
أودع مؤقتا النمسا التي أحبها وأحب ناسها وتاريخها ومتاحفها وطبيعتها بجبالها وأنهارها لأكثر من عقدين ...في
مطار فيننا طالعتني السوق الحرة والمقاهي والشوكولاه وعلى أغلفتها صورة قيصرة
النمسا إليزابيث وشوارب قيصر النمسا بشواربه المفتولة وكذلك صور المتاحف والفنانين
النمساويين ليوصلوا حضارتهم للسياح بهذه
الصورة.
انطلقت
بنا الطائرة الثانية بعد الظهر من مطار فيننا الدولي متجهة صوب عمان في الأردن
وبالخطوط الجوية الأردنية. وصلنا مطار الملكة علياء ولم يستغرق الترانزيت سوى ساعة
واحدة.وبعدها انطلقت رحلة الحلم الجميل. وأنا احلق فوق الغيوم تذكرت تحيات وسلام
صديقي الصحفي عبد الوهاب الطالباني بأن أنقل مشاهدات جميلة وكتب لي هذه
الجملة(الهند مرة وحدة !!)وكذلك تحيات الفنان الكوردي المبدع عصام حجي طاهر وان
اجلب له فيلا من الهند وهو يستحق كل خير
لما يقدمه في سبيل وطنه كوردستان وشعبه ..أشياء كثيرة بدأت تراودني ،فلكل
مشاهد وسائح وكاتب رحلات مشاهداته الخاصة وأسلوبه الخاص في نقل الصورة وطريقة
كتابة الموضوع والوصف ولكل مصور له عدسته
وزاويته ولحظات اقتناص الفريسة الصورة ولكل إنسان طريقته الخاصة في الحياة..في
الطائرة بدأت الأفكار تزدحم في بالي وفكري ورحلة لأعوام كثيرة من سفر الحياة ..يا ترى
هل سيكون حلم الطفولة كما حلمت؟أم سأصطدم بواقع مرير؟إنها رحلة إلى بلاد العشق
والجمال والأغاني والحضارات ولأنقل لشعبي وللقراء ما اقدر عليه وتستمر الرحلة.
* تنشر على حلقات بالاتفاق مع الكاتب
الصور بعدسة الكاتب
