في وقت تقترب فيه ثورة الحرية والكرامة  السلمية في سوريا لدخول عامها الثاني يطل علينا اليوم العالمي للمرأة , هذه المناسبة التاريخية التي أقر فيه المجتمع الدولي ومن خلال مؤتمر النساء العالمي الذي انعقد في العاصمة الدانمركية  منذ ما يزيد عن قرن، بشخصية المرأة معتبرة إياها الجزء الآخر المكمل للمجتمع الذي يبقى ناقصا دون مشاركتها الفعلية في بنائه .مطويا بذلك صفحات مظلمة من تاريخ البشرية التي ألحق خلالها أبشع أنواع الاضطهاد والاستغلال بالمرأة  الأم والأخت والزوجة و البنت.

لكن رغم ما شهده العالم من تطور ملحوظ على صعيد انتزاع المرأة لجوانب من حريتها إلا إنها لا تزال تعاني من قسوة الكثير من القوانين والأنظمة والعادات التي تنال من حريتها ومساواتها في المجتمع كفرد من أفراده ، لا سيما على صعيد حرياتها الشخصية وهويتها ومستقبلها ، والمرأة الكوردية ليست بمعزل عن شقيقاتها في بقية المجتمعات التي لا تزال ترزح تحت نير الأنظمة الاستبدادية والقوانين المبررة للقمع والاستغلال والعنف. لكنها وكما كانت على مر العهود تظل صامدة في وجه كافة أشكال العنف والقسوة أيا كان مصدرها وتسعى بكل ما تملك من طاقات لأن تلعب دورها في بناء المجتمع وتحرره وتطوره ،وآخر تأكيد لها أنها لم تتأخر من المشاركة في النضال التحرري لشعبها المضطهد في أجزاء كوردستان الأربعة مثلما نراها اليوم جنبا إلى جنب مع أشقائها من الرجال تتقدم المظاهرات السلمية ومختلف النشاطات الميدانية والخدمية التي تصب في خدمة الثورة السورية ضد الاستبداد ،داعية إلى الحرية والكرامة والديمقراطية التي ترى فيها السبيل الوحيد لحريتها وكرامتها .

إننا وبهذه المناسبة  العظيمة  نتقدم بأطيب التهاني إلى المرأة الكوردية والسورية عموما، آملين أن تحتفل بالعيد القادم وهي تتنعم بالحرية والمساواة وتعيش بأمن وسلام واطمئنان في ظل دولة يسودها القانون الذي يتساوى أمامه كافة أبناء سوريا بالحقوق والواجبات  دولة ديمقراطية تعددية يقر فيها الدستور بشراكة الشعب الكوردي لهذا الوطن الذي تأسس بدماء أبنائه جميعا . وليتصاعد النضال والعمل من أجل إفساح المجال أمام انخراط المرأة الكوردية في مجالات الحياة كافة للارتقاء  بدورها في بناء المجتمع .

عاش النضال التحرري للمرأة الكوردية

عاشت الثورة السورية

المجد لشهداء الحركة النسائية .

قامشلو / 8 /آذار /2012

المكتب السياسي

للبارتي الديمقراطي الكوردي ـ سوريا