محمد خليفة : حمص حيث ينتهك شرف السوريين .. وشرف العالم كله
حمص في هذه اللحطة تمثل شرف السوريين جميعا , بل شرف العالم كله . وعندما تنتهك حرمات حمص على أيدي قرامطة العصر فإن شرف السوريين كلهم ينتهك
حمص في هذه اللحطة تمثل شرف السوريين جميعا , بل شرف
العالم كله . وعندما تنتهك حرمات حمص على أيدي قرامطة العصر فإن شرف السوريين كلهم
ينتهك , بل شرف العالم كله , ولا سيما العالم الجر , والدول الديمقراطية المتخاذلة
جبنا ورياء
في هذه اللحظة الفاصلة من الملحمة النضالية الكبرى
لأحياء حمص العظيمة الصامدة , وفرسانها الأبطال , أرجو أن نرتقي جميعا في كل مواقع
المعارضة السورية وقوى الثورة بلا استثناء إلى مقام هذه المعجزة , أو الملحمة
الاسطورية , بالقول والعمل الجاد أو بالفعل الثوري والابداع والاخلاص والتفاني
في مقدمة ما يجب أن نفهمه بعمق , وما يقع على عاتقنا الان هو أن نعي
أهمية المواجهة الدائرة حاليا في بابا عمرو ,والخالدية , وباب السباع , وكل خنادق
القتال الشريف في حمص , قلعة الثورة الحصينة التي فقأت أعين النظام وعصاباته
الوحشية المحتلة , وكشفت معدنه الخسيس , واسقطت قناعه التنكري الذي اختفى خلفه حتى
نسي العالم ملامحه الحقيقية باستثناء السوريين الذين لم ينسوا شيئا منها ابدا
لا بد ان نعي ان هذه الالياذة السورية الخالدة بمثابة
معركة فاصلة , إذا انتصرنا فيها وصمدت حمص في وجه الحملات الضارية للوحوش المهاجمة
, فإن ذلك سيكون تطورا حاسما في مسيرة ثورتنا ونضالنا من أجل إسقاط هذا النظام
الاحتلالي الغاشم , وسيكون ضربة قاصمة له , ولأدواته الحربية وهيبته الداخلية
خاصة , وسيكون مقدمة قوية للانتقال إلى طور
أعلى من أطوار الثورة , يتمثل في تحرير مدن اخرى , بقوى شعبية مدنية , لا بأساطيل
أجنبية ولا بجيوش عربية . وإذا سقطت القلعة الحمصية الحصينة
فإن ثورتنا ستصاب بانتكاسة خطيرة جدا , وأتحاشى القول قاتلة , ربما تترتب عليها
نتائج بالغة الضرر والتأثير السلبي على بقية مواقع المجابهة في المحافظات والمدن
كافة
لا بد أن يكون هدفنا الجماعي الأسمى الان هو الدفاع عن
صمود حمص , وتدعيمه بكل عناصر المناعة والحصانة
, وحماية أهلها وأهلنا المدنيين والمقاتلين , على حد سواء , وإيصال المعونات
الانسانية والطبية والعسكرية بكل وسيلة أو طريقة ممكنة , تهريبا وتمريرا , بطرق
مشروعة أو غير مشروعة
لا بد أن نشن حملة دولية عالمية لتوعية العالم بجرائم
الحرب التي يقترفها بشار الحقير , وشبيحته وانكشاريته وأن نطالب الهيئات الحقوقية
والمنظمات الانسانية والاغاثية بالعمل بكل ما تستطيع لنجدة المدينة الباسلة
وسكانها , وتسليط الأضواء على ما يحدث فيها
حاليا من قتل وجرائم إبادة وانتهاكات صارخة لحقوق البشر والحجر . وعلينا أن نطالب
مجلس الامن بالانعقاد مجددا , وتحمل مسؤولياته , حتى ولو كنا نعرف
سلفا أن روسيا والصين سيستخدمان حق النقض , وعلينا أن نطالب المدعي العام في
المجكمة الجنائية الدولية بالتحرك فورا لإصدار لائحة اتهام بحق بشار الاسد كمجرم
حرب , ومذكرة اعتقال له ولعدد كبير من اسرته وأركان عصابته ومطاردتهم حول العالم
كمجرمين مطلوبين للعدالة الدولية . هذا هو الوقت المناسب للقيام بهذه الخطوة المهمة
بعد أن تأخرت طويلا . وكان يجب أن تتم منذ شهور , بل منذ 2005 حين أمر باغتيال
الشهيد رفيق الحريري , وبقية شهداء لبنان من الكتاب والسياسيين
.
لا بد أن تكون هذه الملحمة المعجزة التي يسطرها فرسان
بابا عمرو وثوار حمص , وغيرها من المدن والقرى الثائرة
المقاتلة , رافعة ودافعة لتجديد المساعي لتوحيد المعارضة السورية , وتنظيم صفوفها
وتكثيف جهودها لتفرض على النظام تسليم السلطة . إن اضطراب مواقف وسيناريوهات
المعارضة ومواقفها أدى ويؤدي لتنصل الدول الكبرى من مسؤولياتها , وتخويف وتهريب
الدول الراغبة فعلا في العمل معنا ودعمنا لتحقيق النصر , بشرط أن نكون صفا موحدا
لا بد من العمل بجهد خاص على تدعيم عمليات الدفاع
المشروع عن النفس في داخل سوريا ولا سيما في حمص , وادلب ودير الزور , وحوران ,
وريف حلب , حيث تدور المعارك , وترتكب المجازر , ويستخدم الطيران الحربي من طرف
العصابة المتسلطة التي تهدد البلدات المنتفضة بإبادتها ومسحها عن الخريطة
, وغير
ذلك من جرائم وحشية ومروعة . وأعني بالطبع العمل لإيصال السلاح والعتاد الحربي
للمقاتلين في حمص وبقية المواقع , طالما ظلت تتعرض لهجوم المحتلين بهذا الشكل من
العدوان الذي يستهدف إبادة الثوار والانتقام من المدنيين على حد سواء . نعم لا بد
من تسليح المدافعين والمقاتلين للدفاع عن انفسهم , ولا من التنسيق مع الدول الشقيقة
التي أظهرت إرادة واضحة لدعم التسليح والقتال لا حبا بالخيار العسكري , ولكن كخيار
وحيد واضطراري للدفاع عن النفس وعن الثورة نفسها , لأن الثورة ستكون مهددة فعلا
بالقضاء عليها ووقوع مجازر جماعية إذا أتيخ للألة العسكرية للسلطة اقتحام المناطق
المحررة او المحاصرة حاليا . التطور الايجابي المتحقق حاليا هو تفهم العالم حاجة
السوريين للدفاع عن أنفسهم في وجه الجيش الاسدي , وإبداء الاستعداد والعزم لتقديم
السلاح وإيصاله ويحسن بنا اسثمار هذا التطور , من دون أن نلغي حقيقة أن ثورتنا
بدأت واستمرت وستبقى ثورة سلمية وشعبية ووطنية , أما استخدام السلاح فهو إجراء
اضطراري فرضه الاستخدام المفرط للقوة العسكرية من الطرف الأخر وهدفه الدفاع
المشروع عن النفس
أما ما يجب ان نقوله بصوت موحد وعال للولايات المتحدة
بخاصة والدول الغربية الديمقراطية بعامة , إنكم لستم برءاء من دمنا , ولا من هذه
الفظائع التي يقترفها بشار الاسد وهويضحك ملء شدقيه , وينام ملء عينيه قرير الخاطر
والفؤاد . لأنكم منذ اثني عشر شهرا ترسلون التطمينات له بأوضح العبارات بأنكم لن
تتدخلوا أبدا في الازمة السورية بالقوة المسلحة , ولا تريدون التورط فيها , بل
قلتم بنفس الوضوح إنكم لا تسعون ولا تريدون تغيير النظام
, ولا
السعي لإسقاطه , ثم تبنيتم روايته عن وجود دور للقاعدة في دعم الثوار
, ثم
تذرعتم بانقسامات المعارضة تبريرا لمواقفكم المتخاذلة وتعبيرا عن جبن سبق أن
رأيناه مرات ومرات في أماكن كثيرة ومناسبات كثيرة . لقد رميتم أحمالكم على ظهور
شعبنا وثورتنا وتريدون تحقيق مصالحكم واستراتيجياتكم الدولية ,
وتقاتلون
روسيا وإيران بأيدينا , وعلى ظهورنا وعلى حساب دمائنا ...
إن
هذا كله لا معنى له سوى أنكم شركاء أصلاء في هذا المسلسل الدموي المرعب الذي ينفذ
بأيدي سفاح الشرق الاوسط , ولكن بتغطية وتواطؤ ودعم جماعي منكم , دعم بعضه إيجابي
معروف وسافر , وبعضه سلبي ومجهول ومموه , وهذا النوع هو الاخطر ,
لأنه
ينفذ في شرايينا كالسم القاتل
نقول للرئيس أوباما في رسالة موقعة بالدم السوري القاني
: تبا لكم ولديمقراطيتكم , ولمصداقيتكم الزائفة , ولانتخابات الرئاسة التي بعتمونا
في سبيلها ! كيف سنصدق ديمقراطيتكم ومبادئكم وانتم تتخاذلون عن نجدة شعب يذبح ,
ويقتل
بهذه الجرأة الوحشية ... أم أنكم خائفون منا إذا حصلنا على حريتنا ,
ولا
تريدونها لنا ؟؟
يا سيد اوباما أنتم شركاء في قتلنا وحصارنا , وأنتم
واقفون في خندق القتلة ... وكفاكم كلاما دخانيا وضبابيا للتغطية
على هذا السلوك المخزي
حمص شرف السوريين جميعا , وشرف العالم الحر كله
الخميس الاول من أذار 2012
محمد خليفة