أعتبر الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك أن تعبير "تنظيف" المدينة الذي تستخدمه السلطات السورية لدى هجومها على حمص "تقشعر له الأبدان" ولا سيما أنه عادة ما يسبق الكثير من القتل.
أعتبر الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك أن تعبير
"تنظيف" المدينة الذي تستخدمه السلطات السورية لدى هجومها على حمص
"تقشعر له الأبدان" ولا سيما أنه عادة ما يسبق الكثير من القتل.
ودلل على ذلك في مقاله بصحيفة "ذي إندبندنت" اللندنية باستخدام
الإسرائيليين لمرادف ذلك التعبير بالإنجليزية عندما اجتاحوا لبنان في حزيران (يونيو)
عام 1982، وسقط أكثر من 17500 قتيل وقتذاك.
وهو ما تكرر قبل ذلك بخمسة أشهر، عندما اجتاحت القوات السورية حماة (إلى
الشمال من حمص) وسقط ما بين عشرة آلاف و15 ألفا.
ويشير فيسك إلى أن السلطات السورية قالت حينها إنها تفتش المنطقة وتحقق،
وكانت الكلمة المستخدمة "بحث". ويقول إن تلك الكلمة بمثابة حلاوة الكلام
الذي تستخدمها الجيوش عندما تعتزم التخلي عن الحقوق الإنسانية.
فالبريطانيون استخدموا كلمة "تمشيط" في الحرب العالمية الثانية،
وكذلك فعل الروس.
كما استخدم الألمان كلمة "تطهير" اليهود بالشوارع عام 1944،
وهي الكلمة التي استخدمها اللواء ستروب يورغن في تقرير الشرطة حين قتل خمسين ألفا،
كما يقول فيسك.
ويخلص الكاتب البريطاني إلى أن "التنظيف" و"البحث"
و"التمشيط" و"التطهير" كلمات تعبر عن قتل جماعي معفي من المسؤولية.
ويعلق على ما هدد به مسؤول سوري من أن "شهر الحسم" قد بدأ،
قائلا إن كل شهر في سورية كان شهر حسم، ولكن ذلك امتد إلى عام حتى الآن.
ويذكر الكاتب بأن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تحدث عن "شهر
الحسم" في الحرب مع إيران، ولكن تلك الحرب امتدت ثماني سنوات، وقتل فيها نحو مليون
ونصف المليون.
ويختم فيسك بالقول: للأسف، إن جميع العطور العربية لن تجمل تلك الأيدي
المتورطة في عمليات القتل.
"أنباء موسكو"