قالت صحيفة "الوطن" السورية إن الحكومة وافقت على مبدأ التعامل بالمقايضة في تبادل السلع والمواد الغذائية مع بعض الدول الأوروبية الصديقة وأخرى أبدت استعدادها لذلك.

    وأضافت الصحيفة السورية أن الحكومة وافقت على طلب إحدى الشركات الأوروبية التي طلبت مقايضة بعض السلع كالقمح الطري والشعير العلفي والرز مع القمح السوري القاسي والقطن والقطن الخام «دوكمة» والفوسفات.

    وأشارت المصادر إلى أن الشركة السويسرية الإيرانية "بلاك هوك المحدودة" طالبت أيضاً بمقايضتها مع بعض السلع التي حددتها بحيث شملت القمح الخبزي الطري والرز والسكر الأبيض المكرر، اليوريا، الشعير مقابل إعطائها النفط الخام السوري الخفيف.

    ويقول مراقبون سوريون إن الخبر الذي كشفته الصحيفة السورية يذكّر بما حصل العراق وما يعرف باسم "برنامج الغذاء مقابل النفط"، مع فارق أن هذا البرنامج كان تحت رعاية دولية ووفق قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، فضلا عن أنه كان يسمح بتصدير جزء محدد من نفط العراق، والحصول على الغذاء بشكل غير مباشر عبر شرائه من عائدات بيع النفط، وأما في سوريا فيبدو أن المقايضة مباشرة حيث تقدم سوريا النفط لهذه الشركات مقابل حصولها على سلع غذائية محددة، وعبر التعامل مع شركات خاصة ووفق سياسة صرف النظر من المجتمع الدولي الذي يمنع أصلا بيع النفط السوري.

    ويضيف المراقبون "منذ بداية الأزمة ونحن نسمع عن الاكتفاء الذاتي، والآن نسمع عن مقايضة النفط بالشعير والقمح، فأين القمح السوري خاصة وأن سوريا بلد زراعي بامتياز".

    ويقول أحد المراقبين "لنتحدث عن أبسط الاشياء في حياة السوريين: سوريا البلد الزراعي الكبير تبحث عن السكر والرز والقمح بعد عقود طويلة من شعارات الاصلاح الزراعي ودعم الفلاحين والاشتراكية، وسوريا اليوم ثمن علبة المتة فيها 125 ليرة سورية وأحيانا لا يمكن أن يحصل عليها المواطن إلا إذا أجبر من قبل التاجر على شراء علبة شاي معها أو قطعة من الصابون، فماذا كان النظام يفعل خلال السنوات العشر الماضية ؟ كنا نسمعه كثيرا يتحدث عن العمل العربي المشترك وهم اليوم يشاهدون نتائج العمل العربي المشترك وما فعله بهم"، على حد تعبيره.

المصدر : سيريا بوليتيك