الإثنين 10 شباط / فبراير 2025, 20:42
محمد قاسم :الكلمات عندما تفقد دلالتها، ومعانيها




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
محمد قاسم :الكلمات عندما تفقد دلالتها، ومعانيها
الإثنين 27 شباط / فبراير 2012, 20:42
كورداونلاين
لا يخفى ، أن الكلمات هي مجرد حروف وأصوات،وأنها تستمد حيويتها وأهميتها وقيمتها، من المعاني التي تختزنها. أو بعبارة أخرى مما تعبر عنها من مضامين.

الكلمات عندما تفقد دلالتها، ومعانيها

"عودة الجاهلية"

محمد قاسم " ابن الجزيرة "

m.qibnjezire@hotmail.com

لا يخفى ، أن الكلمات هي مجرد حروف وأصوات،وأنها تستمد حيويتها وأهميتها وقيمتها، من المعاني التي تختزنها.

أو بعبارة أخرى مما تعبر عنها من مضامين.

لذا فإن الكلمات التي لا دلالة واضحة لها توصف بـ "كلمات فارغة" أو" لغو" أو "ثرثرة" أو " جدل "... الخ.

 وهناك حالات متعمدة من تحريف معاني الكلمات ودلالاتها ، تسمى في المنطق: "مغالطة". فهي تبدو وكأنها تعبر عن معنى منطقي(حقيقة عقلية)، ولكنها واقعيا تكون مموّهة.

إن المغالطة تتعمد تغليب مخالفة الحقيقة، وتلبسه رداء الحقيقة ؛ بقصد التعمية والتضليل لغاية خاصة.

وفي الأدبيات الشعبية –قبل النخبوية - تعتبر "الثرثرة" من عيوب الحديث ،  يقول"  جبران خليل جبران"  ما معناه:

 تعلمت من بعضهم قيما ،لا فضل لهم علي فيه ، ويعد منهم: "الثرثار". فيقول: تعلمت أن الناس يكرهون الثرثرة، فتعلمت أن الثرثرة سلوك سيء ،وتجنبته.

لكن قد يكون الأخطر، هو اللجوء إلى تحريف المعاني عامدا، وخاصة من قبل الأحزاب السياسية –والنظم-الأيديولوجية –باعتبارها  تعتمد على البعد الذاتي في صياغتها، عبر أسلوب يبدو فلسفيا من حيث الشكل،  و يسعى- حقيقة- لغاية مختلفة، وهي:

 تثبيت مفاهيم محددة تخدم غايات معينة مسبقا... وهذا يميز الأيديولوجيا السياسية - وان لبست لبوسا فلسفيا –عن البحث الفلسفي الذي قد ينتهي إلى مذهب مؤطر شبيه بـ "الأيديولوجيا"  .

  المفاهيم في الأيديولوجيا السياسية ينتجها مثقفون سياسيون،  بينما مثقفوا الاتجاه المختلف-  أي الباحثون، هم مثقفون علماء، وفلاسفة-وقليل منهم يهتم بـ"الممارسة" السياسية..وان كان التفكير السياسي النظري يشكل موضوعا لأبحاثهم...

وكمثال،فإن "أرسطو" الفيلسوف اليوناني  المعروف ،كان من كبار العقول الفلسفية تاريخيا، ولا تزال فلسفته تتفاعل-وتدرّس – كمذهب فلسفي -  ودون تبني أية جهة سياسية متنفذة لها، (لأنها لا تتوافق مع منهجهم الأيديولوجي السياسي) ولا تجيز هذه الفلسفة قيما سلبية ضد الإنسانية تشرعنها الأيديولوجيا  مثل: القتل من أجل تحكم سلطوي بلا مشروعية، والاغتيال السياسي، أو تبرير شراء الذمم، والكذب ...الخ.بعناوين مختلفة تدغدغ المشاعر والمصالح الذاتية.

إن دور السياسة الأيديولوجية يتجاوز الدور المفترض للسياسة في حياة البشر، عندما تتبنى منظومة فكرية خلاصتها:

 التحكم بحريات الآخرين  تحت شعارات  أيديولوجية مختلفة تنتهي جميعا إلى وصاية الحكام على الشعوب وتكريس نهج استبدادي مثل" دكتاتورية البروليتاريا"  أو "لا صوت يعلو صوت المعركة" وسن قوانين الطوارئ بحجج مختلفة،  تهدف إلى تعزيز قواعد الحكام فضلا عن تضخم هائل لأجهزة استخبارية فوق القوانين..

وهذه  المفاهيم "الشعارات" تكون-عادة- ذات إيقاع خاص  له صدى في الذهنية والسيكولوجية الشعبوية ، وتتخذها الأيديولوجية السياسية مطية للوصول إلى التحكم بأسماء براقة كالمشروعية الثورية ... وأهداف  بأسماء صاعقة للوعي الشعبوي البسيط... اعتمادا على نتائج دراسات نفسية لتحقيق أهداف خاصة، خلفيتها المصالح.

 

416.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات