لم يرق هذا الموقف لمحي الدين اللاذقاني الذي كان بجنب فاروق محمد المصارع، حيث قاطعه أثناء حديثه قائلاً "الشعب السوري يدين بشدة التهاون الدولي في التعاطي مع نظام الرئيس بشار الأسد،
تباينت آراء
ومواقف المعارضة السورية التي توافدت الى تونس للمشاركة في أعمال مؤتمر
"أصدقاء سوريا"، اليوم الجمعة، وتضاربت الى حد التناقض حول المؤتمر الذي
تنظّمه وتموله قطر في تونس.
وقال محي الدين اللاذقاني عضو المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة برهان غليون،
ليونايتد برس إنترناشونال اليوم الجمعة، "ننتظر من مؤتمر تونس توجيه رسالة
واضحة ورادعة للنظام السوري، وأخرى أكثر وضوحاً إلى المعارضة السورية من خلال
الخروج بقرار يقضي بتسليح الجيش السوري الحر".
واعتبر أن "الجيش السوري الحر هو جيش حقيقي وقانوني، ومن حقه التسلح للرد على
أعمال القوات الموالية لنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد التي تقتل الأبرياء وتحرق
القرى في كافة أنحاء سوريا".
وأضاف أنه يعتبر "نظام بشار الأسد أصعب وأخطر من الإستعمار، وعلينا أن العمل
بجهد لكي يرحل في أقرب وقت"، مشيراً في نفس الوقت إلى أن "تسليح الثورة
وعسكرتها أصبح خياراً مطروحاً".
وكان دبلوماسي عربي مقيم في تونس، قال يوم الأربعاء الماضي ليونايتد برس
إنترناشنال، إن مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي ستبدأ أعماله في قمرت
بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة، "تُنظمه وتُموّله دولة قطر"، بينما
تكتفي تونس بتسهيل الإجراءات التنظيمية.
وأوضح الدبلوماسي العربي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن السفارة القطرية في تونس هي
التي تكفّلت بدفع كافة مصاريف المؤتمر، كما أن أفراد طاقمها هم الذين يسهرون على
تنظيمه، فيما يكتفي الجانب التونسي بتسهيل الإجراءات، وتأمين الحماية الأمنية
للضيوف، بالإضافة إلى توزيع الدعوات للمشاركة في هذا المؤتمر المثير للجدل.
في المقابل، حذّر فاروق محمد المصارع أمين سر الهيئة العليا لـ"المجلس الوطني
السوري" المعارض، من خطورة تسليح الثورة وعسكرتها، وقال ليونايتد برس
إنترناشونال على هامش مشاركته في مؤتمر "أصدقاء سوريا" اليوم، إنه يرفض
التدخل العسكري الأجنبي في سوريا.
وشدّد على أن المعارضة السورية الحقيقية "ترفض الدعوات لعودة الإحتلال إلى
سوريا، كما أنها ترفض إعادة إستنساخ النموج العراقي أو الليبي في سوريا التي يبقى
شعبها الوحيد القادر على تحقيق تطلعاته".
ولم يرق هذا الموقف لمحي الدين اللاذقاني الذي كان بجنب فاروق محمد المصارع، حيث
قاطعه أثناء حديثه قائلاً "الشعب السوري يدين بشدة التهاون الدولي في التعاطي
مع نظام الرئيس بشار الأسد، وقد حان الوقت لتسليح الجيش السوري الحر للدفاع عن
أبناء سوريا".
وهنا قطاعه المصارع داعياً المعارضة السورية في الخارج إلى وقف غرورها، والنظر إلى
المصالح الوطنية العليا، والكف عن تمرير أجندات لا تخدم القضية السورية.
وأضاف أن نظام الأسد "إنتهت أوراقه، ولكن ذلك لا يعني أبداً تبرير أو تشريع
أي نوع من التدخل الأجنبي في سوريا".
الى ذلك، دعا المعارض السوري نصر حسين إلى ضرورة "بلورة آلية واضحة ورادعة
لحماية المدنيين السوريين من دون الوصول إلى حد عسكرة الحراك الإجتماعي في
سوريا".
وتشارك فصائل المعارضة السورية بصفة مراقب في هذا المؤتمر المثير للجدل الذي يعقد
على مستوى وزراء الخارجية، حيث ينتظر أن يحضره مسؤولون من 70 دولة إلى جانب العديد
من المنظمات الإقليمية والدولية.
(يو بي أي)