السبت 08 شباط / فبراير 2025, 07:05
صالح مسلم محمد : رد على السيد صبحي حديدي




صالح مسلم محمد : رد على السيد صبحي حديدي
الإربعاء 22 شباط / فبراير 2012, 07:05
كورداونلاين
نحن لسنا حزباً صغيراً نشحذ على أبواب الآخرين حتى نكون شبيحة لأحد، بل نحن حزب سوري كردي عريق ذو قاعدة جماهيرية واسعة بشهادة خصومنا قبل مؤيدينا،

صالح مسلم محمد ــ السيد صبحي حديدي المحترم تحية وبعد إنني أقرأ لكم ما استطعت إلى مقالاتكم سبيلا، وأعرفك من مقالاتك بأنك منصف لا تتعجل في إصدار الأحكام، ولكن الأسباب والدوافع التي دفعتكم إلى التحامل علينا بهذه القسوة من دون التأكد حتى من الأخبار التي يمكن التأكد منها عبر العديد من المصادر ومنها أصحاب الشأن لسماع إفادتهم على الأقل قبل الاتهام. إنني أقصد مقالتكم الأخيرة بعنوان "أوجالان أسير في تركيا.....". وبهذا الخصوص أود توضيح بعض النقاط وأتمنى أن تساهم في تصحيح الصورة المتكونة لديكم.

 

-           حزبنا PYD حزب الاتحاد الديموقراطي تأسس عام 2003 من القاعدة الجماهيرية المؤيدة للقائد آبو وحركة التحرر الكرية المعاصرة، ومنذ التأسيس وحتى قبل التأسيس كنا في صراع مرير مع النظام السوري ولا زال الصراع مستمراً من خلال الثورة السورية. والسلطة السورية مع إخواننا الأكراد اتهمونا بانتفاضة قامشلو 2004، ولدينا شهداؤنا الذين قضوا في أقبية المخابرات السورية مثلما لنا شهداء جرى استهدافهم من جانب السلطة أو عملاؤها. ولا يمكن أن نخون دماء شهدائنا.

 

-           عند اندلاع الثورة السورية لم تتوقف تظاهراتنا وخروج جماهيرنا إلى الشوارع والميادين، بل زادت وتضاعفت، ونظراً للتجارب التاريخية التي مر بها الشعب الكردي ارتأينا أن يكون حراكنا الجماهيري الكردي باللون الكردي والمطالب الكردية والشعارات الكردية، مما جعلنا هدفاً لأطراف كانت تريد لنا أن نكون جنوداً لها، ونحن أردنا أن لانكون ضحية لألاعيب الآخرين، وحرصنا على أن تكون الثورة سلمية ورفضنا التدخل الخارجي منذ البداية لقناعتنا بأن التدخل إذا حدث فسيكون من جانب الناتو وعن طريق تركيا تحديداً، لعلمنا بأن السيد أردوغان عقد اتفاقاً مع جورج بوش الابن بتولي مهمة نشر الإسلام السياسي في الشرق الأوسط مقابل إطلاق يد أردوغان في الشأن الكردي، ونعلم بعلاقات التيارات الدينية في المعارضة السورية مع حزب العدالة والتنمية التركي. ولهذا نحن لسنا مرغمين على أحد الخيارين؛ إما مع النظام أو مع المعارضة المصنوعة من جانب أردوغان الذي اشترط عليها الالتزام باتفاقية أضنة وعدم الاعتراف الدستوري بالوجود الكردي وبنود أخرى تتعلق بمحاربة الشعب الكردي، وبقي أمامنا الخيار الثالث وهو التحالف مع القوى الوطنية الديموقراطية التي نلتقي معها في كثير من الثوابت، وهكذا أصبحنا من مؤسسي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي، حيث التقينا في لاءات ثلاث وهي : لا للتدخل العسكري الخارجي، لا للعنف وتجييش الثورة ولا للطائفية. ولا زلنا ضمن رفاقنا في هيئة التنسيق مع أوسع تمثيل للشرائح والمكونات السورية. ولا زلنا نؤمن بصحة شعاراتنا، فالثورة السورية التي انزلقت إلى طريق العنف وضعت سوريا الوطن في متاهات لا يمكن التكهن بعواقبها، وهذا ما جاهدنا ونجاهد من أجل تجنبه.

 

-           وضعنا هذا أكسبنا كثيراً من المعادين والمناوئين لنا، فكل أعداء الحركة الأوجالانية أصبحوا أعداء لنا بسبب فكرنا وفلسفتنا الأوجالانية، وكذلك كل أعداء نهج هيئة التنسيق الوطنية أصبحوا أعداء لنا، بالإضافة إلى إخواننا الأكراد الذين نتقاسم وإياهم القاعدة الشعبية الكردية في غرب كردستان، هذه القاعدة التي نستمد منها قوتنا والجميع يشهد بمدى تأييدها لنا وارتباطها بنا. ونحن نعلم بأننا لن نتمكن من كسب تأييد ودعم المال والإعلام الخليجي لأن سياساتها لا تتضمن اعترافاً بالوجود الكردي. مثلما نعلم بأننا هدف لمراكز معينة استطاعت تسليط النظام السوري علينا على مدى سنوات منذ 1998 وإلى الآن وتحاول الإيقاع بيننا والمعارضة بهدف إبعادنا وحرماننا مما ستحققه المعارضة من مكاسب ديموقراطية.

 

-           انطلاقاً من هذه الرؤى عملنا على تنظيم شعبنا الكردي، انطلاقاً من أن الشعب المنظم قادر على كل شيء بما فيه حماية نفسه، فإذا كانت الشبيبة الكردية تحافظ على سلامة قراها ومناطقها في هذه الفوضى العارمة فهذا بفضل هذا التنظيم، ولا أعلم إن كنتم تعلمون بمدى عصابات التشليح واللصوصية المنتشرة في الوقت الراهن في سوريا في هذه الفوضى التي تعم الوطن، والصورة التي أشرتم إليها هي من راجو وربما مبالغ فيها بعض الشيء، وهي ليست لحماية النظام بل لحماية شعبنا الكردي في قراه ومناطقه، بل أزيدكم أن الشباب الكردي يقومون بحراسة أغلب القرى الكردية ليس في عفرين فقط، بل في المناطق الأخرى أيضاً.

 

-           ما حدث في عفرين كان حدثاً مؤسفاً لم نرغب في حدوثه، ولكن ما جرى لم يكن على النحو الذي شرحتموه. فمنطقة عفرين مشاركة في الحراك الجماهيري منذ اليوم الأول للثورة السورية، ولكن باللون والنكهة الكردية كما أسلفت، وجماهيرنا وتنظيماتنا لم تمنع أحداً من التظاهر والتعبير عما تريده لا في عفرين ولا في غيرها، وقبل أيام من تلك الجمعة تم نشر بيان يشكك في قوموية ووطنية جماهير عفرين، وتدعوها إلى التظاهر في يوم الجمعة وكأن عفرين لم تتظاهر قبل ذلك، وفي يوم الجمعة حاول بعض المتظاهرين رفع العلم التركي مما أثار الشباب وحدث اشتباك بين بعض الشباب وبعض المتظاهرين بالحجارة والهراوات، وفجت رؤوس ثلاثة متظاهرين بالإضافة إلى بعض الجروح الطفيفة واستمر التظاهر بعد ذلك بشكل طبيعي بالآلاف كما العادة. فمن الطبيعي أن تحدث بعض المشادات وبعض التنافر بين الشباب بسبب بعض اللافتات أو الشعارات. وهل هناك داع لاتهام الآخر بالتشبيح؟.

 

-           بالنسبة لما حدث في قامشلو حدث جنائي ليس للثورة السورية أية علاقة بالموضوع، شخص استولى على ممتلكات حزب العمال بدعم ومساندة مخابرات النظام، وعندما يذهب أشخاص للتفاهم يطلق هو وأولاده الرصاص عليهم ويقتلون رفيقهم الذي ناضل في الجبال على مدى سبع وعشرين سنة، فماذا تتوقع من رفاقه سوى الثأر لرفيقهم من هؤلاء اللصوص، ومتى كانت الثورة تحمي اللصوص والعملاء؟.

 

هذه بعض النقاط التي أردت شرحها لكم، ولا أعلم بالمصدر الذي تستقي منه معلوماتكم عن حركة التحرر الكردية المعاصرة وعن القائد آبو. وللعلم تسمية "آبو" تأتي من أسم التحبب من "عبدالله" بالتركية، وليس من العم الكردية كما شرحتها في مقالتكم، والذي نقل إليكم المعلومة لم يعرف ذلك. ولمعلوماتكم أيضاً لم يكن هناك مؤتمر لحزب العمال قبل 1978 حيث كان المؤتمر الأول التأسيسي، ولم يعقد أي مؤتمر في سوريا عام 1981، ولم تكن للحزب أية علاقة مع النظام السوري قبل حزيران 1982 عند الغزو الإسرائيلي للبنان وأسطورة قلعة الشقيف، وكانت علاقات الحزب مع المنظمات الفلسطينية فقط، ولم يحصل الحزب على أي دعم مادي أو سلاح من النظام السوري طيلة علاقاته بالنظام. أما بشأن انضمام الشباب الكردي السوري فذلك حقهم، ولكن الأرقام التي أوردتموها غير دقيقة إطلاقاً.

 

طبعاً من حقكم أن تكتبوا ما تريدون، وتنتقدوا ما تشاؤون ولكن لا يليق بكاتب مثلكم أن يعتمد على معلومات خاطئة أو ملفقة وخاصة إذا كان الموضوع يتعلق بحركة استطاعت التأثير في معادلات الشرق الأوسط إلى هذه الدرجة، وتهتم بل وتحدد مصير شعب بهذا الحجم، وتعمل من أجل رفع الظلم والإجحاف الواقع بحقه على مدى قرون. فإذا كان هذا الخطأ نابعاً من قلة المعلومات فنحن على استعداد لتزويكم بالمصادر والمعلومات اللازمة، أما إذا كان لسبب آخر فهذا شأنكم. ولكن إذا جاءكم من اقتلعت إحدى عينيه، فاسمع الآخر ربما اقتلعت عينتاه.

 

لعلمكم نحن لسنا حزباً صغيراً نشحذ على أبواب الآخرين حتى نكون شبيحة لأحد، بل نحن حزب سوري كردي عريق ذو قاعدة جماهيرية واسعة بشهادة خصومنا قبل مؤيدينا، ولنا مبادئنا وسياساتنا واستراتيجيتنا الراسخة، ونعمل كل ما نستطيع من أجل شعبنا السوري عموماً والكردي خصوصاً. وإذا أحببتم متابعة أخبارنا وتظاهراتنا وشعاراتنا وتقارنها بغيرنا فيمكنكم متابعتها على قناة "روناهي تردد 11353- 27500 V" على النايل سات، وتبث بالكردية والعربية من الساعة 20 بتوقيت أوروبا كل يوم، وتعيد برامجها في اليوم التالي الساعة التاسعة.

 

وأخيراً فنحن لم نختطف أحداً ولم نمنع أحداً من التظاهر، وحادثة اعتقال أعضاء حزب يكيتي والشخصين الآخرين اللذين كانا معه فهي حادثة ليس لنا بها أية علاقة وقد أصدرنا بيانات بهذه الأمور في حينها، كما ليس لنا علم بما أوردته من أحداث أخرى، مثل ركن الدين وغيرها. ولكن يبدو أنكم تتابعون الأمور من مصدر واحد، ومصدركم هذا يلقنكم ما يحلو له. وهذا وضع لا يليق بكاتب من حجمكم ونكن له كل الاحترام.

 

وأنتم أدرى بأن الشجرة المثمرة.....

 

أتمنى أن نبقى على تواصل، ونحن على استعداد للإجابة على كافة استفساراتكم.

 

وأخيراً تقبلوا منا فائق الاحترام.

 

صالح مسلم محمد / رئيس PYD

 

18/ 2 / 2012

684.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات