الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 23:12
كلمة لجنة العمل الكردي المشترك في مهرجان دعم الثورة السوريّة في الدانمرك




كلمة لجنة العمل الكردي المشترك في مهرجان دعم الثورة السوريّة في الدانمرك
الأحد 19 شباط / فبراير 2012, 23:12
كورداونلاين
نحن أبناء الشعب الكردي في سوريا نعتزّ بانتمائنا الوطني السوري, كما نعتزّ بانتمائنا القومي لأشقّائنا في الأجزاء الأخرى من كردستان, مثلنا مثل الاخوان العرب في انتمائهم للوطن السوري وللأمّة العربيّة,

كلمة لجنة العمل الكردي المشترك في مهرجان دعم الثورة السوريّة في الدانمرك

الأخوة والأخوات :

أيام معدودة على نهاية السنة الأولى وبداية السنة الثانية للثورة السورية المباركة التي فجّرها أبطال درعا وذلك بالخروج في مظاهرات سلميةٍ ردّاً على القمع والاستبداد .

إنّ سرعة انتشار الثورة في أرجاء البلاد لدليل قاطع على حجم معاناة الشعب السوري منذ اغتصاب حزب البعث للدولة والمجتمع في بدايات ستينيّات القرن الماضي, مستغلّاً بعض الشعارات القوميّة والوطنية البراقة ومستفيداً من الوضع العام المتردّي الذي كان سائداً وقت ذاك, حيث عمل على عزل الشعب وقواه السياسيّة عن الحياة العامة و القضايا المصيرية معتمداً على سياسات الحزب الواحد والقائد الأوحد, ليس هذا فحسب بل اتّبع سياسة كمّ الأفواه وقمع كلّ صوت مخالف ومعارض بدءًا بمحاربة المواطن في لقمة العيش والتشريد والاعتقال والنفي والتغييب والقتل بأساليب مختلفة ومتنوّعة عملاً بقانون الطوارئ, وصولاً إلى المظاهرَ الأكثر فاشيّةً لترهيب الشارع السّوري.

أيها السّادة والسيّدات:

هذه الثورة المجيدة التي بدأت شرارتها الأولى من حوران جنوباً وانتشرت شمالاً وشرقاً وغرباً دون أن ننسى مدينة حمص عاصمة الثورة ومدينة حماه الجريحة وادلب الشامخة وريف دمشق البطلة, هذه الثورة كسرت حاجز الخوف لدى كافة الشعب السوري الذي خرج بصدور عارية مطالباً بإسقاط النظام, إلّا أنّه جوبهَ بآلة القمع والتنكيل من قبل النظام وكعادته لم ولن يتوانى عن استخدام كافّة الأساليب لإخماد الثورة.  مستخدماً بذلك الجيش والقوات المسلّحة اللذان وُجِدَا للدفاع عن الوطن والمواطن وليس لزجّهما في قتل المواطنين وحماية الحكام والدكتاتوريّات ناهيك عن الأجهزة الأمنيّة المتعدّدة وجيشٍ من الشبّيحة ذوي النفوس المريضة.

أيها السّادة ! بعد أن نالت الثورة السوريّة احترام وتقدير كلّ المحبّين للحريّة والسلام وكرامة الانسان وبعد التضحيات الجسام وهذا العدد الهائل من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين والمشرّدين داخل البلاد وخارجه, وهذا الحجم من تدمير البُنَى التحتيّة للمدن والبلدات. وفي ظل ظروف اقليميّة ودوليّة بالغة التعقيد حيال الوضع السّوري , وشلّ حركة مجلس الامن باستخدام الفيتو السيء الصيت من قبل روسيا والصين وتلبيةً لدعوات الثوار وأنينهم من الداخل, نرى لزاماً علينا العمل على :

1-    توحيد صفوف المعارضة السوريّة بكل أطيافها في إطار شامل يضمّ الأحزاب والقوى السياسيّة والتيارات الفكريّة والتنسيقيّات الشبابيّة وذلك انطلاقاً من مبدأ تغليب مصلحة الشعب السوري الثائر على كلّ الاعتبارات الاخرى التي تطيل من عمر النظام وتزيد من معاناة شعبنا السوري.

2-    الاعتراف بالواقع السوري كما هو عليه وليس كما يراه البعض حيث أنّ الشعب السوري مركّبٌ من مكوّنات اثنيّة ودينيّة متعدّدة ومختلفة, ويجب الاقرار بحقوق الجميع كاملاً في إطار الوطن السوري ضمن نظام مدنيّ وديمقراطي علمانيّ تداولي يقوم على فصل السلطات الثلاث ( التشريعيّة – القضائيّة- التنفيذيّة).

3-    عزل النظام الذي يمارس القتل والتشريد والاغتيالات وحرق المدن ولا يوفّر جهداً لتأليب مكوّنات الشعب السوري على بعضه البعض, عزله عن الشعب بكلّ مكوّناته, وهنا نخصّ الأخوة في الطائفة العلويّة الكريمة التي ذاقت الأمرّين.

4-    الابتعاد عن أجنداتِ الأطراف والدول الإقليميّة الطامعة في سوريا والعمل فقط على أجندة الشعب السوري والابتعاد عن كلّ ما هو مضرّ بوحدة الشعب السوري مهما كان.

أيها الحضور الكرام :

نحن أبناء الشعب الكردي في سوريا نعتزّ بانتمائنا الوطني السوري, كما نعتزّ بانتمائنا القومي لأشقّائنا في الأجزاء الأخرى من كردستان, مثلنا مثل الاخوان العرب في انتمائهم للوطن السوري وللأمّة العربيّة, إنّنا لا نرى بأنّ تاريخ سوريا يبدأ مع حزب البعث والطغمة الحاكمة, ولا ينتهي بانتهاء هذه الحقبة السوداء في تاريخ سوريا وإنّما يبدأ بعشرات السنين قبل تشكيل الوطن السوري الحالي, أي منذ اتفاقيّة سايكس بيكو وتنفيذ بنودها على الأرض, حيث ناضل شعبنا الكردي إلى جانب اخوانهم من الأطياف السوريّة الأخرى دون أن يفكّر أحد بأنّه كرديّ أو عربي أو أشوريّ أو كلداني , ولا بأنه مسلم أو مسيحي, سنّي أو شيعي, علويّ أو درزي أو إيزيدي, حيث كان الوطن السوري عنواناً لنضالاتهم وثوراتهم وحاضناً لهم جميعاً, والتاريخ مليء بالأمثلة الدامغة لما نقوله, ولكن وبعد خروج المستعمر الأجنبي وبزوغ فجر الاستقلال بدأت مرحلة جديدة تميّزت بالإقصاء والإنكار وهيمنة العقلية العروبيّة العنصريّة التي أحرقت الأخضر واليابس كما نراه اليوم, ليس هذا فحسب بل مورست كافّة أشكال التعريب على باقي مكوّنات الشعب السوري وخاصّة الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخيّة والتي ألحقت بسوريا رغماً عن إرادة الكرد و إرادة كل السوريّين.

وفي ظل سياسات القهر والحرمان والصهر القومي كان لا بدّ من إيجاد أداة نضاليّة للدّفاع عن الكرد وقضيّتهم العادلة, وكانت ولادة أوّل حزب كردي في عام 1957 كتعبير سياسي عن واقع الشعب الكردي, وكان من أول أهدافه إزالة الاضطهاد عن كاهل الشعب الكردي وإلغاء المشاريع والقوانين العنصريّة وتمتين أواصر الأخوّة بين العرب والكرد, وتأمين الحقوق القوميّة المشروعة للشعب الكردي في إطار وحدة البلاد, ولا نبالغ إذا قلنا بأنّه أوّل طرف سياسيّ اقترح وتبنّى شعار الديمقراطية في سوريا.

والآن وبعد مضيّ أكثر من خمسين عامٍ على ولادة أوّل حزب كردي ونهاية السنة الأولى للثورة السوريّة, نجدّد مطالبتنا للأخوة في المعارضة العربية أينما كانت مواقعهم بضرورة الاعتراف بالشعب الكردي كشريك أساسي بكامل حقوقه إلى جانب بقيّة مكوّنات الشعب السوري, و ضرورة حلّ القضيّة الكرديّة حلّاً ديمقراطيّاً وعادلاً في إطار وحدة البلاد ليس لأنّها قضيّة شعب يعيش على أرضه فحسب وإنّما لأنّ هذا الحلّ هو معيار حقيقيّ لديمقراطيّة أي طرف من أطراف المعارضة السوريّة.

عاشت سوريا لكلّ السوريين

عاشت الثورة السوريّة

الخزي والعار للقتلة والمجرمين

الخلود لشهداء ثورة الحريّة.

 

لجنة العمل المشترك الكردي في الدانمرك

18/2/2012

كوبنهاكن




 

·        الصور من موقع: أخبار الدانمرك

650.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات