الأحد 16 شباط / فبراير 2025, 18:55
طه الحامد: شبح ب ي د بين الحقيقة والوهم




طه الحامد: شبح ب ي د بين الحقيقة والوهم
الأحد 19 شباط / فبراير 2012, 18:55
كورداونلاين
عبدالله أوجلان قائد تاريخي لجزء من الحركة الكوردية ,ضحى بحياته من أجل ذلك ولكنه إنسان بالتالي ,وكل إنسان فان ولايعقل أن يبقى أنصاره أسرى ذلك الحب القاتل له ,وأن تختزل كل القضية الكوردية بشخصه

طه الحامد

شبح P Y D بين الحقيقة والوهم 

يدور في المناطق الكوردية هذه الايام، شبح اسمه pyd الوريث الشرعي لجناح حزب العمال الكوردستاني في غرب كوردستان، حيث بدأت المرحلة السوداء من العلاقة الكوردية -الكوردية تعيد نفسها من جديد، بكل آلامها وانتكاساتها، والتي انهكت كاهل السياسيين الكورد في العقد الماضي ، وأدخلت الحركة الكوردية في دوامة خطيرة ،لم تتعافى منها الى الآن .

وهنا لسنا في وارد التخوين لأي طرف لصالح  آخر، بقدر ما نريد أن نضع يدنا على الجرح ومحاولة مداواته .

لاشك إن المسيرة الثورية لحزب العمال الكوردستاني، وقائده عبدالله أوجلان كانت ولم تزل محل نقاش وجدل في الساحة الأقليمية والدولية، لما أحدث من انقلاب ثوري في ذهنية غالبية عظمى من الشعب الكوردي ، وخاصة في كوردستان تركيا وعلى كافة الاصعدة الثقافية والسياسية والعسكرية، وبفضلهم ادخلت قضية الشعب الكوردي في تركيا في صلب اهتمامات الرأي العام ،سواء من ناحية كسب التأييد العارم لقضيته العادلة أو الأنجازات الهامة التي تحققت على الأرض ،ولكن في جانب آخر ساهموا من خلال ممارسات غير موفقة في الصاق تهمة الارهاب  على بعض أعمالهم ، حيث أستغلت الفاشية التركية تلك الممارسات , وحشدت القوى المؤثرة في القرار الدولي ضد الحزب وقائده عبدالله أوجلان، وحاكت تلك المؤامرة الدولية لاعتقاله وسوقه الى جزيرة نائية والحكم عليه لاحقا بالأعدام .

وقد أحدث إعتقال القائد التاريخي هزة عنيفة، وزلزالا كارثيا في الحزب , أفقدته توازنه لفترة طويلة، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى طبيعة التنظيم الذي شيده القائد على قاعدة فردية ,جعل من نفسه القائد الأوحد والمطلق فهو أصبح القائد العسكري والايديولوجي والثقافي ,الذي يدور الآخرون بفلكه مما أبعد الكثير من الكوادر المبدعة ,والنخب الثقافية عن دائرة صنع القرار ,وتقديم المشورة حتى أصبح القائد محاطا ببعض المثقفين الانتهازيين , والسياسيين الذين لم يقدموا له سوى الولاء الأعمى , وساهموا في تقديم صورة مزيفة عن الواقع والتطورات المتلاحقة في المجتمع الكوردي .

وغابت عن اذهان القائد الرؤوية العلمية ,والواقعية ,واسلوب القيادة الجماعية لحل قضية  الشعب الكوردي, لصالح رؤوية مثالية ذاتية بقي القائد اسيرا لها حتى وقع في قبضة العدو بطريقة مأسوية .

عبدالله أوجلان قائد تاريخي لجزء من الحركة الكوردية ,ضحى بحياته من أجل ذلك ولكنه إنسان بالتالي ,وكل إنسان فان ولايعقل أن يبقى أنصاره أسرى ذلك الحب القاتل له ,وأن تختزل كل القضية الكوردية بشخصه ,ورفع شعار لا حياة بدون آبو لان التاريخ الكوردي مليئ بالبطولات الفردية ,وإن بقينا تحت رحمة عواطفنا اتجاههم ,سوف نقود شعبنا الى النفق المظلم ,لأن الحياة تمضي مع آبو وبدونه ايضا ,ولكنه يبقى رمزا جديرا بالتقدير ويستحق أن يبقى خالدا في الذاكرة الجمعية كسائر القادة .

لقد ترك حزب العمال الكوردستاني تراثا نضاليا غزيرا ,طرز بدماء آلاف الشهداء ,وساهم في بناء مؤسسات إعلامية عظيمة ,وبناء كوادر نضالية نشيطة مفعمة بالحيوية والنشاط ,وأسس تنظيما حديديا مركزيا ,وميزانية ضخمة تضاهي ميزانيات دول ذات سيادة ,وشبكة علاقات ضخمة كسبت ود الكثيرين لصالح قضية الشعب الكوردي .

اننا نتطلع الى الأخوة في حزب الأتحاد الديمقراطي الكوردي ,استثمار هذا الميراث النضالي للحزب وقائده في خدمة قضية تحرر الشعب الكوردي , وحمايته من خلال وضع كل إمكانياته الاقتصادية والبشرية والعسكرية على المسار الصحيح ,لاننا امام استحقاقات تاريخية ومصيرية لا تفيد فيها التحزب والبحث عن السيطرة هنا او هناك ,بل يجب ان تكون تلك الامكانيات موجهة الى صدور أعداء القضية الكوردية .

نحن ندرك إن سقوط النظام سيترك فراغا في المناطق الكوردية ,ويجب سد هذا الفراغ من خلال تأسيس المؤسسات ,واللجان الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والادارية ,لتسيير مناطقنا والحفاظ على الارواح والممتلكات , ولكن يجب أن  لاتخرج الامور من نصابها وتسلك بعض المجموعات طرق ميليشاوية, وانتقامية ضد اخوتهم المخالفين لهم بالرأي والإنتماء الحزبي ,وأي سلوك من هذا النوع يضع صاحبه أمام مسائلة تاريخية .

إن الإخلاص لروح الشهداء ،ولقيم الثورة الكوردية على مر التاريخ يلزم كل الأطراف التمسك بالوحدة الوطنية الكوردية ,والحفاظ على الدم الكوردي وتحريم الاقتتال الداخلي مهما كانت الدوافع ،والبحث عن المشتركات ونبذ الخلافات عبر حوار عقلاني  ينجز مشروعا وطنيا ,مرتكزه الاول  حق تقرير المصير، ومرجعية واحدة ، متفق عليها  دون اقصاء والغاء ، والتوجه الى المستقبل القادم بروح وطنية خالصة.

ان حزب الاتحاد الديمقراطي مدعوا اليوم , الى الاجابة عن التساؤلات المشروعة للجماهير الكوردية ,حول بعض الممارسات التشبيحية التي توجه فيها اصابع الاتهام الى كوادرها ,وتحديدطبيعة العلاقات مع النظام الايل الى السقوط وموقع الحزب من الثورة السورية بشكل قاطع .

ان اثبات حسن النوايا يبدا من خلال توجيه الماكينه الاعلامية للقيام بالدور التوحيدي, والكف عن توجيه التهم والتخوين الى بقية الفصائل.

وعلى الطرف الاخر ايضا ان يمد يده الى الحزب , والكف عن النبش في الصفحات القديمة وايقاف حملة التخويف والتشكيك بدور كوادر ومؤوسسات ب ي د الحزبية والاستفادة القصوى من امكانياتها البشرية والعسكرية وكطاقات وطنية كوردية ومرتكزات قوة رادعة لاي جماعة تحاول انكار الحقوق القومية للشعب الكوردي .

665.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات