السبت 15 شباط / فبراير 2025, 05:54
يلينا سوبونينا : علامة سوداء للأسد




يلينا سوبونينا : علامة سوداء للأسد
الإربعاء 15 شباط / فبراير 2012, 05:54
كورداونلاين
لم يتبق من الفرص أمام سورية إلا القليل لمعالجة النزاع سياسيا في أجواء أصبح فيها التدخل العسكري الخارجي أكثر احتمالا ما لم يقع حدث مفاجئ كانقلاب على سبيل المثال

* يلينا سوبونينا

لم يتبق من الفرص أمام سورية إلا القليل لمعالجة النزاع سياسيا في أجواء أصبح فيها التدخل العسكري الخارجي أكثر احتمالا ما لم يقع حدث مفاجئ كانقلاب على سبيل المثال، يمكّن من تغيير النظام وفق سيناريو أكثر مرونة.

ولم يعد ثمة شك في ذلك بعد النقاش حول سورية الذي تم في الجمعية العمومية في نيويورك.

 

الرئيس السوري بشار الأسد هو حاليا متهم على المستويات الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

 

فضلا عن ذلك، في نيويورك استمر النقاش حول مبادرة عربية جديدة كانت قد أطلقت في القاهرة، بشأن إنشاء "مجموعة أصدقاء سورية". وتم تحديد اللقاء التأسيسي على مستوى وزراء الخارجية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري في تونس.

 

وسرعان ما ستعترف المجموعة بالمجلس الوطني السوري وستتعامل معه باعتباره شريكا لها.

 

روسيا من جهتها تنتقد هذه الفكرة ولكنها لا تستطيع أن تعترض عليها.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد طلب "توضيحا" بخصوص المؤتمر المزمع عقده في تونس، وخصوصا  الجواب على سؤال: من هم أصدقاء سورية؟

 

يذكر أن لافروف كان قد طرح السؤال عينه العام الماضي بشأن ليبيا. ورغم أن الحديث عن تنفيذ عملية عسكرية تجاه سورية لا يدور حاليا تذكر مجموعة "أصدقاء سورية" كثيرا بمثيلته مجموعة "أصدقاء ليبيا".

 

بالطبع، هناك فروقات بين الوضعين الليبي والسوري، ففي ليبيا بدأت مباشرة عمليات القصف، بينما سورية شهدت محاولات لوقف النزاع عن طريق إرسال بعثة المراقبين العرب.

 

أما الآن فوردت فكرة إرسال مراقبين دوليين برعاية هيئة الأمم المتحدة.

 

غير أن الرئيس السوري لم يحبذ هذه الفكرة، مما قد يؤدي بخصومه إلى رسم خطة عمل جديدة في تونس.

 

وفي غضون ذلك شكل تقرير المفوّضة السامية لحقوق الإنسان نافي بالاي المحطة الرئيسية في اجتماع الجمعية العمومية التي شملت ممثلين عن 193 بلدا.

 

ووصفت بالاي الأحداث في سورية بأنها جرائم ضد الإنسانية مقترحة نقل الملف إلى محكمة الجنايات الدولية. وتحدثت عن قتل أكثر من 5400 شخص محملة السلطة المسؤولية.

 

ولم يحظ الموقف الروسي القائل إن طرفي النزاع مشاركان في الجريمة دعم غالبية أعضاء هيئة الأمم المتحدة إذ أن النقد الأساسي كان موجها إلى الحكومة السورية.

 

في الوقت الحالي وبعد مرور 11 شهرا على اندلاع النزاع في سورية يقبع في السجون السورية، حسب بيانات الأمم المتحدة 18 ألف معتقل سياسي. ومن أطلق سراحه وغادر البلاد يروي حقائق رهيبة عن سجنه.

 

وتحدثت بيلاي بشكل خاص عن شهادات حول حالات اغتصاب في السجن أكدها المعتقلون والشباب المراهقون.

 

وفي الواقع بدأ النزاع بتوقيف أطفال في مدينة درعا كانوا قد كتبوا على جدران المنازل عبارات معارضة تقول "باستقالة الرئيس" وأشياء من هذا القبيل.

 

وكان يمكن لهذا العمل "الطفولي" أن يبقى مجرد "دعابة" مستوحاة من ثورات البلدان المجاورة لولا قيام قوات الاستخبارات باعتقالهم.

 

وتبين أن أحد الضباط الذين أصدروا هذا الأمر قريب للرئيس السوري ما لا يعتبر مفاجأة: فهرم الحكم في البلاد قائم على مبدأ الانتماء العشائري.

 

وقوات الاستخبارات التي تتمتع بصلاحيات لا رقابة عليها قاسية ولذلك عندما اختفى الأطفال لمدة طويلة خرج الشعب إلى الشارع،  وجاء الرد على الاحتجاجات بإطلاق موجة أخرى من الاعتقالات.

 

أصبح اسم الطفل حمزة خطيب رمزا بالنسبة لكثير من العرب في هذا النزاع. خرج حمزة للمشاركة باحتجاج مع أصدقائه في نيسان (أبريل) الماضي ثم أعيدت جثته إلى أهله وعليها آثار التعذيب في حزيران (يونيو). ولاقى المصير عينه الكثير من أصدقائه.

 

في تقريرها أشارت بيلاي إلى أن حوالي 25 ألف مواطن فروا من سورية.

 

غالبية الفارين يتوجهون إلى تركيا وإلى لبنان وإلى الأردن وحتى إلى العراق الذي يعاني من عدم الاستقرار حاليا.

 

أما من يملك المال فيتوجه إلى الغرب أو إلى الدول العربية الثرية، وتوجه حوالي 70 ألف شخص، حسب معطيات الأمم المتحدة، إلى أماكن أكثر هدوءا في سورية على الرغم من أن هذه الأماكن تتقلص يوما بعد يوم.

 

وهكذا، إذا كانت مدينة حلب بشمال البلاد، العام الماضي هادئة نوعا ما فأصبحت في مطلع العام الجاري معقلا للاحتجاجات، حتى أن سيارتين مفخختين فجرتنا يوم الجمعة الماضية على مقربة من مبنى الاستخبارات والأمن ما أسفر عن مقتل 28 شخصا.

 

أما مدينة حمص حيث كانت موجة العنف الأكبر، فأصبح الوضع فيها أكثر سوءا اليوم ما تطلب من بيلاي وقفة خاصة.

 

على مدى 10 أيام قتل في هذه المدينة حوالي 300 شخص، بينما تتعرض الأحياء السكنية حسب ما أفاد به الناشطون في مجال حقوق الإنسان للقصف من الأسلحة والدبابات بشكل متواصل.

 

من جهتها، تؤكد السلطات السورية على أن حوالي ألفي قتيل في هذه المعارك هم من الجنود والشرطة وقوات الأمن.

 

وكانت كلمة المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري مؤثرة، فهو تكلم عن دخول إرهابيين من تنظيم "القاعدة" إلى سورية ومن بينهم انتحاريون، مضيفا أن المدنيين يقتلون على أيدي المعارضة المسلحة وفي العمليات الانتحارية.

 

وحاولت روسيا والصين لفت الانتباه إلى هذه الحجج عندما استخدمتا للمرة الثانية حق نقض (الفيتو) لإحباط مشروع قرار بشأن سورية.

 

التفاوت في الآراء بين القوى العظمى حول سبل معالجة النزاع في سورية لا تزال قائمة، غير أن عدد الدول التي ترفض المساواة بين السلطة والمعارضة في سورية أخذ يزداد، وهي تحمل النظام المسؤولية الأساسية.

 

في تقرير بيلاي علامة سوداء للرئيس السوري بشار الأسد.

* عن " انباء موسكو "

442.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات