الثلاثاء 11 آذار / مارس 2025, 08:00
حوار مع الأستاذ نصر الدين إبراهيم سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا




حوار مع الأستاذ نصر الدين إبراهيم سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا
الثلاثاء 14 شباط / فبراير 2012, 08:00
كورداونلاين
البعد الكردستاني للقضية الكردية في سوريا لا يعكس ما يقال , ودعم وتعاطف الأخوة في الأجزاء الكردستانية الأخرى لا يعني بشكل من الأشكال التدخل في شؤوننا الداخلية أو التحكم بقراراتنا , فلكل جزء خصوصيته

حوار مع الأستاذ نصر الدين إبراهيم سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )

1- لديكم - كما تزعمون – في المجلس الوطني الكوردي رصيد شعبي غالب يصل إلى 70% , هل فكرتم بتحريك الشارع للضغط باتجاه ما تبغون الوصول إليه ؟ و ما هي قدرتكم على ممارسة التأثير على الأوضاع ؟

بغض النظر عن مصدر هذه النسبة التي ذكرتها أو دقتها , إلا أنّ المجلس الوطني الكردي في سوريا يملك رصيداً جيداً بين شعبنا الكردي سواء من حيث هذا الكم من التنظيمات السياسية و التنسيقيات الشبابية والشخصيات الوطنية المستقلة المنضوية تحت مظلته أم من حيث الجماهير المؤيدة له , ودون شك نعمل جاهدين إلى استثمار طاقاتنا في زجها في هذه المرحلة بغية تحقيق تطلعات شعبنا الكردي القومية , وكذلك الوطنية , ونعتقد أنّ ما لقيه المجلس من التفاف جماهيري , ودعم كردستاني ... يعطينا الكثير من التفاؤل بأن المجلس سيكون له دور كبير في تحديد مسار المجريات في هذه المرحلة الحساسة . 

2- كيف ترد على الذين يتهمون مؤتمري القامشلي و هولير " للمجلس الوطني الكوردي  " بفرض منطق الإقصاء و الإلغاء بحق الآخر المختلف من جهة "و الاستئثار واحتكار" صوت الكورد لنفسه من جهة أخرى ؟

إننا في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي ) أكدنا مراراً على رفضنا لمنطق الإقصاء ضد أية جهة كانت , وعملنا بشكل حثيث وما نزال من أجل توسيع المجلس الوطني الكردي في سوريا ليشمل كافة أطياف الحراك السياسي والشعبي على الأرض ورفضنا فرض أي فيتو من قبل أي طرف وضد أي طرف كان , إلا أنه لا بد من وجود ثغرات في أي عمل من هذا النوع , ونأمل أن نتجاوزها قريباً ...

إن مؤتمر القامشلي كان مؤتمراً وطنياً كردياً وليس مؤتمراً للمجلس الوطني الكردي , بل انبثق المجلس الوطني الكردي عن هذا المؤتمر , حيث حضر المؤتمر 256 مندوب ، شمل مناضلين أوائل في الحركة الكردية وشخصيات وطنية مستقلة وممثلين عن المجموعات الشبابية وكذلك ممثلي الأحزاب المشاركة  ، و نشطاء يمثلون لجان حقوق الإنسان ، وفعاليات اجتماعية وثقافية وإعلامية..  وكذلك الأمر بالنسبة لمؤتمر أربيل كان مؤتمراً للجالية الكردية السورية في الخارج , وقد قمنا بجهود كبيرة لتحقيق أكبر قدر من الإجماع إلا أنه لم نستطع التوصل إليه حينها لأساب عدة , كما أننا نؤكد  بأنه تم توجيه الدعوة إلى بعض الأطراف إلا أنها لم تحضر لقناعاتها الخاصة .

إننا نؤكد مجدداً بأننا سنواصل مساعينا من أجل توسيع المجلس الوطني الكردي في سوريا ليكون بحق الممثل الشرعي لشعبنا الكردي في سوريا .

3- المجلس الوطني الكوردي جاء رداً على " نبذ حالة التشرذم كوردياً ... " , فما الذي تم في هذا الصدد ؟ و كيف تقوم المزاعم التي تقول إنه ضرب من الاستحالة أن يتم توحيد الخطاب الكوردي السوري الآن كما كان في السابق ؟

كما نوهنا سابقاً فإن المجلس الوطني الكردي يحاور جميع الأطراف الأخرى , سواء من حيث انضمام البعض إلى صفوفه أو إيجاد آليات للتنسيق بينهم بغية الحفاظ على وحدة الصف الكردي ومنع الشارع الكردي من التشتت ... بالأمس ما كان لأحدٍ أن يصدق بأن مؤتمراً كردياً قابل للانعقاد في سوريا , وكذلك المجلس الوطني الكردي بهذا الحجم , لا يوجد شيء مستحيل أمام إرادة شعبنا , من أجل تحقيق وحدة الصف الكردي نحتاج إلى نبذ الأنانية الحزبية والمصالح الشخصية والحساسيات القديمة جانباً والتحلي بروح عالٍ من المسؤولية , والاستعداد لتقديم التضحيات .... نعم لا وجود للمستحيل ...

كما أن وحدة الخطاب الكردي لا يعني أن يكون هناك كتلة سياسية واحدة , فالتعددية لا تعني التشرذم في ظل وجود تعاون إيجابي .

4- دعوت من خلال مقالة سابقة , إلى " ترك باب الانضواء تحت مظلة المجلس الوطني الكوردي مفتوحاً للجميع دون أي فيتو", بمنظورك , ما هي المعوقات و الأسباب الحقيقية التي تحول دون اتساع المجلس ؟

هناك عدة أسباب , لعل أبرزها الاختلاف في الرؤى , وهذا شيء مشروع , كما أن هناك بعض العوامل السلبية كالنظرات الاستعلائية للبعض بالإضافة إلى بعض الأنانيات الحزبية والمصالح الشخصية و غيرها...

5- بعد إعلان البارزاني و الطالباني دعمهما الكامل للمجلس الوطني الكوردي , هل ترصدون تدخلاً كوردستانياً عراقياً في الشأن الكوردي السوري ؟ أو بمعنى أوسع هل الملف الكوردي السوري محكوم بأيادي كوردستانية " عراقية و تركية " ؟

هذا غير صحيح , البعد الكردستاني للقضية الكردية في سوريا لا يعكس ما يقال , ودعم وتعاطف الأخوة في الأجزاء الكردستانية الأخرى لا يعني بشكل من الأشكال التدخل في شؤوننا الداخلية أو التحكم بقراراتنا , فلكل جزء خصوصيته ... قرارنا يعود لنا حكماً . 

6-  أثار تبني شعار " حق تقرير المصير " جدلا واسعا بين الأوساط السورية المعارضة , بعضهم رأوه طرحا قوميا "مغاليا" يهدف إلى تحييد الكورد عن الثورة و إبعادهم عن شعارها الرئيس " إسقاط النظام ", كيف ترد على ذلك ؟

أولاً حق تقرير المصير حق مشروع لجميع الشعوب دون استثناء وهذا ما ضمنته المعاهدات والمواثيق الدولية , إلا أننا حين سعينا لإقراره , لم يكن القصد منه الانفصال بدون شك , حيث أن المجلس الوطني الكردي يطرح الحل العادل للقضية الكردية في سوريا ضمن وحدة البلاد ... لعل سوء الفهم أو حتى الخلفية العنصرية وعدم قبول الآخر كان وراء هذه الضجة المفتعلة .

 

7- ما الذي يجنيه المجلس الوطني الكوردي للكورد من إتباع مبدأ البراغماتية من خلال طريقة أسلوبه و تعامله مع الشارع و النظام و المعارضة بنفس المسافة والمسطرة ؟

من أين تم استنتاج كل هذه المغالطات والإجحاف بحقنا , أظن أن الجميع يعرف أن المؤتمر الذي انبثق عنه المجلس الوطني الكردي قد أقر  تبني الحراك الشبابي الكردي كجزء من الثورة السورية السلمية مشيداً بدوره المساهم في إعلاء شأن الكرد وتعميق وطنية القضية الكردية , وقد أكد المؤتمر على أنه جزء من المعارضة السورية , كما أنه يعمل من أجل  التغيير الوطني الديمقراطي  وانهاء حكم الحزب القائد للدولة والمجتمع وإسقاط البنية الأمنية والاستبدادية للنظام في البلاد .

فهل يعني كل هذا أننا نقف على مسافة واحدة من النظام والشارع والمعارضة , يا ترى مالذي يجنيه أصحاب هذا الطرح ؟!!

 

8- هل من خطوات عملية و اجتهادات نظرية لتحقيق شعار" حق تقرير المصير " الذي تبنيتموه ؟

إن توحيد الخطاب الكردي , والحوار مع المعارضة  والتقارب في وجهات النظر , والعمل الميداني في الشارع هي الخطوات المثلى لتحقيق أهدافنا , أما إذا ما كنا مشتتي الصفوف فسيكون لذلك تداعيات سلبية على تحقيقنا لأهدافنا .

9- علقتم عضويتكم من كل كتل المعارضة السورية "لعدم استجابة أي من هذه الأطر حتى الآن لتطلعات الشعب الكردي وقرارات وتوجهات المجلس الوطني الكردي " , ألا ترى أن المجلس الوطني السوري تبنى موقفاً متقدما من الكورد في مؤتمره الأخير المنعقد في تونس ؟ و هل تضطلعون إلى أن  تتبنى المعارضة السورية شعاركم " حق تقرير المصير " حتى يرضيكم ؟ 

نحن نسعى إلى حل توافقي بين المكونات الوطنية السورية , نعمل من أجل إقرار حقوقنا القومية دستورياً , على أساس أن الشعب الكردي في سوريا هو ثاني أكبر قومية في البلاد , نسعى إلى أن يختار أبناء الشعب الكردي بأنفسهم الشكل الأمثل لعيشهم ضمن وحدة بلدهم سوريا الجميع , وليس سوريا الشمولية , لن نقبل أن يمن أحد علينا بأن يهبنا الفتات , إنها حقوقنا المشروعة ولن نتنازل عنها , إننا واقعيون في طرحنا , ولكن البعض يحاول أن يهمش الدور الكردي في سوريا وهذا كان واضحاً في لقاءات القاهرة بين وفدي المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق والتي تمخضت عنها اتفاقية ولدت ميتة ,

10- رغم تصريحات بعض الأطراف من المجلس الوطني الكوردي بأنه ثمة مفاوضات لضمه إلى المجلس الوطني السوري , كيف ترد على الذين يقولون بأنكم لن تنضموا إلى المجلس الوطني السوري كونه يدعو إلى إسقاط النظام بكل رموزه ؟ و هل موضوع إسقاط النظام لم يحسم عندكم ؟

إن أسباب الخلاف مع المجلس الوطني السوري أو أية أطراف أخرى في المعارضة تعود إلى عدم تبني رؤية المجلس الوطني الكردي في حل القضية الكردية في سوريا وكذلك حل القضية الوطنية , وأيضاً , وأيضاً عقلية الهيمنة و الاستئثار بتمثيل الثورة ...

 نحن متفقون على إسقاط هذا النظام الأمني الاستبدادي في البلاد.

11- ما الذي حققتموه حتى الآن في المجلس من أهدافكم و شعاراتكم ؟

هناك أهداف إستراتيجية لا يمكن تحقيقها خلال فترة قصيرة , إنما نعمل دون كلل من أجل إقرارها دستورياً , وبعضها الآخر بدأنا بها كالعمل من أجل توحيد الخطاب الكردي والمشاركة في الحراك السلمي , و بدء الحوار مع المعارضة لتوحيدها أولاً و تبنيها للحقوق القومية لشعبنا الكردي ... كما إنّ المجلس الوطني الكردي قام بتشكيل هيئاته المختصة لتفعيل أدائه , وقام بالعديد من النشاطات لترسيخ الموقف الكردي على المستوى الكردي والوطني والإقليمي والدولي ....

12- في ظل عدم توحيد صفوف المعارضة السورية و مواقفها , كيف سيؤثر هذا  على مستقبل البلاد  قبل و بعد مرحلة إسقاط النظام  ؟  

إنّ انقسام المعارضة السورية و ضبابية موقفها يعطي مبرراً لاستدامة الأزمة ويجعل الموقف العربي والدولي متردداً في التعاطي الحاسم مع الوضع السوري , كما أن ذلك يفقد من ثقة الشارع السوري بها بشكل تدريجي .

13- أيدتم في بيان لكم المبادرة العربية الأخيرة لحل الأزمة السورية , ما هي شروطكم للبدء بالحوار مع النظام  ؟

بخصوص الموقف من موضوع الحوار مع السلطة فالمجلس الوطني الكردي باعتباره جزء من المعارضة الوطنية السورية فقد أكّد على ضرورة عدم القيام بأي حوار مع النظام بشكل منفرد ... أي أن إقرار إجراء أي حوار يجب أن يكون بقرار متفق عليه من قبل المعارضة الوطنية السورية بمختلف أطيافها .

14- ما هي رؤيتكم للخروج من الأزمة السورية التي قاربت على إكمال عامها  ؟

إنّ المجلس الوطني الكردي في سوريا يرى بأن إنهاء الأزمة في البلاد يمر من خلال تغيير النظام الاستبدادي الشمولي ببنيته التنظيمية والسياسية والفكرية وتفكيك الدولة الأمنية وبناء دولة علمانية ديمقراطية تعددية برلمانية وعلى أساس اللامركزية السياسية ، بعيداً عن العنصرية ، دولة المؤسسات والقانون تحقق المساواة في الحقوق والواجبات لكل المواطنين وتحول دون عودة أي شكل من أشكال الاستبداد والشمولية ...

15- هل تتوقع أن بمقدور الأحزاب التقليدية اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻟﯽ استمراريتها و حماية نفسها من الزوال ما بعد مرحلة إسقاط النظام ؟

إن كل حزب يناضل في سبيل نيل شعبه لحقوقه سيكون له رصيد كبير دون شك , ومدى التفاف الجماهير حول الحزب وخطه السياسي الوطني سيقرر استمراريته من عدمها , وأعتقد أن المرحلة القادمة ستكون حبلى بالعديد من العمليات الوحدوية بين الأحزاب المتقاربة فكرياً ...

16- هل من كلمة تريد أن توجهها إلى شباب الثورة ؟

أحيي شبابنا الغيارى على مصالح شعبنا والذين تتفانى ذواتهم أمام مصالح شعبهم , وأدعوهم إلى المضي قدماً جنباً إلى جنب مع حركة شعبنا السياسية بغية تحقيق أهدافنا الوطنية والقومية , وأحثهم على التمسك بسلمية الثورة كما عهدناهم , ويكونوا صمام أمان للحفاظ على وحدة الشارع الكردي وعدم السماح لأحد بالانزلاق إلى خطر التناحر الكردي – الكردي .

إن ما يحدث في سوريا اليوم سيؤرخ بدقة , وسيذكر التاريخ الأبطال بالقدر الذي قدموه من تضحيات من أجل حقوق شعبهم ... وليس بقدر ما حققوه من مكاسب حزبية أو شخصية .

شكراً لكم أيضاً لجهودكم التي تبذلونها .

Welatî - المواطن

 اجرى الحوار: بروسك ديبو

1897.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات