الأحد 16 شباط / فبراير 2025, 19:42
سوريا: دولة مستقلة وذات سيادة ... أم محمية روسية




سوريا: دولة مستقلة وذات سيادة ... أم محمية روسية
الأحد 12 شباط / فبراير 2012, 19:42
كورداونلاين
أجل بلادنا التي كنا نظنها دولة مستقلة وذات سيادة على سن ورمح إنما هي في الواقع محمية روسية . وهذا هو جذر الاسباب العديدة التي تجعل موسكو تستقتل وتستبسل في الدفاع عن عصابة الاسد

محمد خليفة : سوريا: دولة مستقلة وذات سيادة ... أم "محمية روسية" ؟؟!!

ما زلنا أمام المجهر السياسي نتفحص السلوك الروسي المشين من الازمة السورية ونستجلي دلالاته .

كان لا بد من الثورة السورية التي سبق أن سميتها ثورة الفرقان لأنها كشفت الوجوه والمواقف والاطراف كافة وعرت الزيف والنفاق واسقطت الاقنعة .. كان لا بد منها لكي نتعرف بالملموس على حقيقة النظام الذي يحكمنا منذ نصف قرن دون أن نتوصل لا كباحثين سوسيولوجيين ولا كساسة إلى إدراك طبيعة وحقيقة "نظام الاستعباد " الذي نخضع له تحت عنوان النظام "الوطني التقدمي" وكان لا بد من هذه الثورة لكي نكتشف قماشة الانظمة الممانعة وقواها الحليفة كلها , وكان لا بد من الثورة كذلك لكي نكتشف اليوم أن سوريا "محمية روسية " .

أجل بلادنا التي كنا نظنها دولة مستقلة وذات سيادة على سن ورمح إنما هي في الواقع محمية روسية . وهذا هو جذر الاسباب العديدة التي تجعل موسكو تستقتل وتستبسل في الدفاع عن عصابة الاسد التي تقوم بوظيفة الشريك المحلي لها في إدارة شؤون البلد .

السلوك الروسي على المسرح الدولي , القتال العنيد على أبواب مجلس الامن , توجيه وإصدار الاوامر والتعليمات من موسكو وبلسان قادتها للأطراف السورية كافة , حكومة ومعارضة وشعبا , بالعمل حسب الأجندة التي تقررها وتريدها صاحبة الولاية . فموسكو هي التي تقرر حاليا طريقة معالجة الازمة وهي التي تقرر متى يبدأ العلاج والاصلاح , وهي التي توجه الان للأسد وعصابته بالبدء في حوار مع المعارضة , بشرط أن يتم في موسكو نفسها أو في دمشق حصرا , وهي التي تحدد سقف الحوار والمطالب , أي تحت سقف عرش بشار الاسد , دون أن تتجاوزه إلى المطالبة بإسقاطه أو استبداله , لكي يبقى كل شيىء على حاله . ولا بد أن المراقب يلاحظ درجة التطابق في الموقفين الاسدي والموسكوفي , منذ شهور , لا من اليوم وحسب .

الديكتاتور الروسي بوتين هو الذي يقرر : سيبقى الاسد في الحكم مادام هو في الحكم , لأنه لا يهنأ له الحكم بدون ظله السوري .!!

مهندس السياسة الروسية الخارجية لافروف هو الذي أفشل مداولات الكواليس في الامم المتحدة , وأفهم الاطراف التي حشرت أنفها في ما لايعنيها , أي الشأن السوري الذي يعتبره شأنا داخليا فقط ولا يشكل خطرا على الخارج , وبالتالي فلا مبرر لحشرية العالم في هذا التمرد الداخلي البسيط , وقال إن دور العالم الوحيد هو إقناع المعارضة السورية بالرضوخ لعصابة الاسد والجلوس معها على طاولة الحوار , وهو الذي رأى أن العصابة المذكورة ضحية عنف من جانب المعارضة المسلحة التي تمولها أطراف خارجية , أي نفس الرواية المفبركة للعصابة , دون أن ندري للأسف حتى الان من منهما صاحب الملكية الفنية في تأليف الرواية السخيفة !!.

تشوركين ممثل روسيا في مجلس الامن يهدد رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم , ويقول له إنه سيمسح قطر عن الخريطة .. نفس العبارة التي تفوه بها وزير بشار الاسد بليد المعلم مرتين أولاهما عن الدول العربية و ثانيتهما عن أوروبا . ولا ندري أيضا من منهما ينقل من دفتر الأخر !!

وقد لفت انتباهي قول مراسل الجزيرة في موسكو إنه لم يعرف من قبل إجماعا روسيا على الدفاع عن أي جهة خارجية كالاجماع على دعم نظام الاسد في سوريا حاليا , حيث يصطف الكرملين والدوما والأحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني في خندق واحد وراء قرامطة الشام , أكثر مما فعلوا بالنسبة لأقربائهم الأرثوذوكس الصرب في ازمات البلقان خلال العقدين السابقين , البوسنة وكرواتيا وصربيا وكوسوفو . وفي هذا دليل على مدى قرب عصابة الاسد من قياصرة الكرملين ومدى أهمية موقعهم على خريطة المصالح الروسية في العالم الان .

الروس لم يكفهم الخازوق الذي وضعونا عليه في مجلس الامن , أقصد الفيتو ..بل وقف لافروف يهاجم الدول التي تريد مساعدة الشعب السوري , واتهم تصرفها بالمعيب , بينما سلوكهم هو الادب بعينه والحكمة والمسؤولية في أنصع صورتيهما . ثم ذهب إلى دمشق يؤكد أنه حامي حمى النظام القرمطي , ولا بد انه أفهم بشار بأنه صار مدينا ببقائه له وللكرملين , وأن حبل المشنقة الدولي ملتف حول رقبته الطويلة , وهو من يستطيع إنقاذه أو التخلي عنه فينشد الحبل وينقضي أمره في اي لحظة !!

ذهب لافروف إلى دمشق مصحوبا برئيس الاستخبارات الروسية الخارجية الذي حمل معه كمية ضخمة من المعلومات عن المعارضة السورية , وتحركاتها وخططها , وصورا من اقمار التجسس عن تموضع وتحرك الجيش الحر , وهذا ما يفسر الحملات العسكرية الضارية التي بدأت عصابات الاسد بشنها على حمص وإدلب وحوران ودير الزور , وارتفاع عدد الشهداء والاصابات , لأنها مبنية على قاعدة معلومات تجسسية دقيقة .

ورشحت معلومات مفادها أن موسكو أرسلت عددا من رجال الاستخبارات الروسية ليقيموا بدمشق ومساعدة الاجهزة السورية , ونقل معلومات الاقمار الروسية أولا بأول . s

أليست هذه قرائن دامغة على أن سوريا تحت حماية روسيا..؟!!

هل تريدون المزيد ؟؟

تناقلت مصادر عديدة ومعظمها دولية معلومات عن سيناريوهات محتملة وضعتها موسكو للتعامل مع الأزمة السورية في حال تفاقمها أكثر , مفادها أن الروس يدركون جيدا أن الصبي الغبي بشار لم يعد مقبولا للحكم , لا من السوريين ولا من العالم , ما يحتم التضحية به قربانا للمحافظة على النظام ومصالح الطائفة الحاكمة ومعهما مصالح روسيا . وبحسب هذا السيناريو يفترض ببشار ان يضحي بنفسه طوعا , بأن يتخلى عن السلطة لشخص أخر ,و إجراء بعض الاصلاحات لإمتصاص النقمة , والضحك على ذقون الشعب , وإذا لم يستجب الصبي الغبي فلا بد من انقلاب تصحيحي يطيح به ويمهد لتغييرات تحقق بعض مطالب الناس , والعالم , ويحفظ النظام في أيدي العسكر العلويين حفظا لهم ولمصالحهم وتطمينا للطائفة العلوية , أي حل [ لا يميت الذئب ولا يفني الغنم ] . ويعتمد هذا السيناريو على ثقة موسكو بقدرة استخباراتها العسكرية خاصة على تنفيذ الانقلاب , نتيجة التغلغل العميق والقديم لها في المؤسسة العسكرية نظرا لأن الضباط السوريين جميعا يتلقون منذ خمسين عاما تعليمهم العالي في المعاهد العسكرية السوفياتية > الروسية , مما يعزز أيضا مفهوم التبعية السورية للمركز الروسي من نواح عديدة سياسية وعسكرية وشخصية وأمنية !!

لاحظوا أخيرا وراقبوا أن جميع الردود والتعليقات على مواقف الدول الغربية والعربية التي تتعلق بتطورات الازمة السورية قد انتقلت من دمشق إلى موسكو وصار مسؤولو الكرملين هم من يتولون الرد والتعليق والتصريح نيابة عن عصابة دمشق التي يبدو انها فقدت التوازن والصدقية والموثوقية ... وهو أمر حتمي وتحصيل حاصل بعد فقدان الشرعية والانحطاط إلى الدرك الاسفل من التهافت والتفاهة والإجرام الدموي .

السبت 11 - 2 - 2012

 

425.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات