السبت 08 شباط / فبراير 2025, 07:54
سؤال الشارع السوري.. ماذا في جعبة لافروف




سؤال الشارع السوري.. ماذا في جعبة لافروف
الأحد 05 شباط / فبراير 2012, 07:54
كورداونلاين
الاتجاه الثاني يقارب الزيارة من منظور معاكس يرى فيه أن روسيا معنية بالإقدام على تغيير نوعي في موقفها من الأزمة السورية، لأن القيادة الروسية لا تستطيع موضوعياً أن تبقى في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي

تلقف الشارع السوري بوابل من الجدل والتكهنات خبر الإعلان عن الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق يوم الثلاثاء القادم، وبرفقته رئيس جهاز المخابرات الروسية ميخائيل فرادكوف، بتكليف من الرئيس ديمتري ميدفيدف، حيث حاز خبر الزيارة على اهتمام السوريين إلى درجة أنه غطى تقريباً على متابعتهم لجلسة مجلس الأمن الدولي مساء أمس (السبت)، وسقوط مشروع القرار العربي-الأوروبي حول سورية بـ(فيتو) روسي صيني مزدوج، وربما يكون ذلك لأن نتيجة التصويت كانت معروفة سلفاً

 

ويتساءل المواطنون السوريون، على صعيد النخب والشارع، عما سيحمله الوزير الروسي معه إلى القيادة السورية، وعن سر مرافقة فرادكوف له، وإذا ما كانت الزيارة ستفضي إلى تحوِّل في مواقف روسيا من الأزمة السورية أم ستعيد الـتأكيد على المواقف السابقة. لكن الإجابات على هذه الأسئلة تتسم بالحذر والتردد بناء على ثوابت الرؤية الروسية -حتى الآن- إزاء معالجة الملف السوري، مع تسجيل ملاحظة أن الشارع السوري بمختلف تلاوينه المؤيدة أو المعارضة ينظر إلى الدور الروسي كدور محوري ومؤثر في مسار الأزمة والحلول المقترحة للخروج منها، فالمؤيدون يراهنون على استمرار الموقف الروسي الحالي كحاجز صد لأي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السوري، بينما يأمل المعارضون تعديل هذا الموقف باتجاه ممارسة ضغوط على الحكومة السورية وإفساح المجال لتحرك عربي ودولي فاعل، وما بين هذين التيارين تيار ثالث يتفهم التحفظات الروسية على التحرك الدولي والعربي في مجلس الأمن، من زاوية محذور أن يذكي التدخل الخارجي بوجهته الراهنة حرباً أهلية بدأت تلوح نذرها في محافظة حمص.  

 

وهكذا يمكن تصنيف توقعات المراقبين والمحللين السياسيين حول زيارة لافروف و.... في ثلاث اتجاهات رئيسية:

 

الاتجاه الأول ينظر إلى الزيارة كامتداد طبيعي لعلاقة التحالف والتفاهم القائمة بين موسكو ودمشق، ويؤكد أصحاب هذا الاتجاه أن الزيارة ستحمل رسالة تأييد قوية لبرنامج الإصلاحات الشاملة الذي أعلنت عنه الحكومة السورية، وفي هذا المضمار من الطبيعي أن يتضمن البحث وضع الوفد الروسي في صورة الخطوات العملية لتنفيذ الإصلاحات ضمن الجدولة الزمنية التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير، بالإضافة إلى بحث ما تستطيع أن تقدمه روسيا من دعم في السياق ذاته، وعلى وجه التحديد في رعاية حوار بين السلطة والمعارضة، كأرضية لا غنى عنها في نجاح برنامج الإصلاح.

 

الاتجاه الثاني يقارب الزيارة من منظور معاكس يرى فيه أن روسيا معنية بالإقدام على تغيير نوعي في موقفها من الأزمة السورية، لأن القيادة الروسية لا تستطيع موضوعياً أن تبقى في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والعديد من دول العالم، وبالتالي مما لا ريب  فيه هي ملزمة بمراجعة مواقفها، والمرجح أن تكون الخطوة الأولى على هذا الطريق الطلب من الحكومة السورية تنفيذ سريع ومجدول وملموس للإصلاحات، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لوقف التدهور الأمني، وعلى ضوء مقدار استجابة الحكومة السورية لذلك ستحدد موسكو خطواتها اللاحقة سلباً أم إيجاباً.

 

الاتجاه الثالث يخشى من أن أي مبادرة روسية ستصطدم بالوقائع المتسارعة على الأرض، وكثافة الحملات السياسية الخارجية، ورفض أطراف رئيسية في المعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار مع السلطة، مما سينقل الأزمة السورية إلى مرحلة أشد خطورة وتعقيداً لا تنفع معها مبادرات سياسية لا تحظى بمظلة عربية ودولية تضغط على المعارضة للقبول بالحوار، وتضغط على السلطة والمعارضة معاً لوقف دوامة العنف. ويؤكد المناصرين لهذا الاتجاه بأنه لا مناص في نهاية المطاف من جلوس السلطة والمعارضة إلى طاولة الحوار، غير أن السؤال هنا ما هي الأرضية التي سيستند إليها المتحاورون، وكم من الضحايا سيسقط إلى حين الوصول إلى مثل هكذا أرضية تكون مقبولة من الجانبين؟.    

 

"أنباء موسكو"

603.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات