السبت 20 نيسان / أبريل 2024, 06:45
بشار العيسى: الثورة السورية تقترب من أخطر مراحلها وأكثرها مصيرية




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
بشار العيسى: الثورة السورية تقترب من أخطر مراحلها وأكثرها مصيرية
الأحد 05 شباط / فبراير 2012, 06:45
كورداونلاين
يبدو من واقع الحال وكأن هناك توافق دولي ـ عربي في فوضى تعدّد الجيوش الحرّة وتعدد مراكز الإعلام فيها، على أننا نقترب من أخطر مراحل الثورة السورية التي ستؤدي إلى حرب داخلية مصيرية، لن يكون بمنجاة من آثارها ولمدة طويلة أحد، عربياً أو إقليمياً ودولياً

 وصف معارض سوري بارز ما يجري في مجلس الأمن بـ "الدبلوماسية الرمادية" التي لا تأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعوب، وأعرب عن قناعته بأن القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن وفق التسريبات "أشد قسوة من الفيتو الروسي نفسه"، وقال إنه سيكون "خارطة طريق لتشريع القتل وإجهاض الثورة السلمية بتسليحها"، وشدد على أن الثورة السورية تقترب من أخطر مراحلها التي ستؤدي إلى حرب داخلية مصيرية لن ينجو منها أحد، عربياً وإقليمياً ودولياً

 

وقال المعارض السوري المقيم في المنفى بشار العيسى لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "لقد أصبح واضحاً أن المسار الذي تدور فيه مداولات التسويات في مجلس الأمن يتم في حاضنة تسوية دبلوماسية رمادية لا تأخذ بعين الاعتبار حقوق الإنسان والشعوب، حيث يُقايض زعماء مرتشين فاحشي الانتهاك لقيم ثقافة حقوق الإنسان (روسيا والصين) الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية في سورية بمصالحهم الخاصة، وتأتي مداولات مجلس الأمن وكأنها استكمال لسيرورة تعاطي الجامعة العربية التي منحت سلطة الأسد مزيداً من الفرص القاتلة التي شوشت على الثورة وشتتت ثقتها بالمجلس الوطني السوري الذي فوضته حق تمثيلها" حسب تعبيره

 

وتابع "اليوم يُعاد غسل خبز الثورة السورية بماء الفيتو الروسي، من خلال الابتزاز المشين لدماء السوريين وللإجماع الدولي الذي عبّر عنه مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة الذي أدان أعمال القتل التي تمارسها السلطة السورية كجرائم بحق الإنسانية" على حد قوله

 

وأضاف "لقد خدع العرب وأمين جامعتهم شعب الثورة السورية ومنظومات تمثيلها بالمساومة، واستهتروا بأرواح آلاف الشهداء وعشرات آلاف الأسرى، والمبادرة العربية هي الحد الأدنى المقبول ضمن سلسلة تسويات ضبط إيقاعها النظام السوري بالتهديد تارة والتحايل مراراً، في ظل تصعيد عمليات القتل كنوع من العقاب المنظم لشعب أمل منها حماية ما"، وأوضح "لقد أمهلت الجامعة سلطة القتلة شهوراً لمزيد من القتل ليحصلوا في النهاية على تقرير مشين للجنرال الدابي وكلمة متلعثمة لنبيل العربي أمام مجلس الأمن، والحقيقة تؤكد أن الاثنين نصرا السلطة السورية على الشعب السوري، واليوم تقوم روسيا بالدور عينه في إخضاع الأسرة الدولية لعملية ابتزاز لحفظ ماء وجه بعض الدول (أمريكا وأوربا وبعض العرب) تقايض جرائم إنسانية بكلمات دبلوماسية ووهم اتفاق سيكون أشد قسوة من الفيتو عينه، تهدف منه حماية مجرم ونظام بإلغاء عملي للمبادرة العربية المتواضعة أصلاً، وهذا الاتفاق سيغدو بالمآل الأخير خارطة طريق لتشريع القتل وإجهاض الثورة السلمية بتسليحها" حسب تعبيره

 

وقال عيسى "على الدول ذات القدرة أن تتصرف بطريقة أكثر جذرية وبسرعة بالضرب على أيدي القاتل (مراكز قوة نيرانه) ولا أرى ذلك يحدث قريباً في ظل تداخل لثلاثة عوامل: رفض السلطة السورية وعجزها عن القبول بأي مساس بسطوتها القاتلة التي تبقيها طويلاً في السلطة، ثم انعدام القدرة لدى المجموعة الدولية على القيام فعلياً بمهمة حماية الشعب السوري لعدم توفر الإرادة والقناعة، وأخيراً عجز المعارضة السورية ومنظوماتها الهشّة في امتلاك رؤية ناضجة كنخبة تتقدم بها للعالم، قادرة للتنطح لمهمة قيادة الثورة والمجتمع ببرنامج سياسي بشخصيات مؤهلة لقيادة دولة الاستقلال لتيههم في لعبة كراسي واطئة ملهاة لعجزهم وضحالة ملكاتهم" حسب تعبيره

 

وتابع المعارض السوري المقيم في فرنسا "إن المداولات التي مسّخت مشروع القرار العربي ـ الأوربي إلى خارطة طريق مبهمة يغيب عنها تنازل الأسد عن سلطاته لنائبه، وحوّلته إلى إجراء توافقي يُبقي الأسد في منصبه وتبقي أجهزته الأمنية بالسيطرة الفعلية حتى على تنفس نائبه في فراشه وتُلغي أي إجراء ردعي يحمي التظاهر السلمي، بتغييب وإلغاء أسس المبادرة العربية في وقف القتل بإعادة الجيش إلى الثكنات، وإطلاق سراح المعتقلين جميعاً واستمرار التظاهرات السلمية لفترة انتقالية يتم من خلالها تنظيم انتقال سلمي للسلطة، والتسويات المسرّبة من أروقة المداولات، تجعل من القرار الأممي إذا صدر مكافأة للقاتل ورشوة للابتزاز الروسي مقابل حفظ ماء وجه الأسرة الدولية ومنظمتها البائسة" على حد قوله

 

وأضاف "من سيرورة الأحداث، تغدو المعارضة السورية، التي أُعطيت شرعية تمثيل الثورة، عاجزة عن هذا الدور الذي تخلت عنه أكثر من مرة، كأنها تزيح عن كاهلها حملاً أثقل مما تقدر على حمله، بارتمائها المريح في الوهم التركي زمناً ومن ثم الاسترخاء في أروقة الجامعة العربية والدخول في مهزلة التفاوض بغرض توحيد المعارضة والمهزلة التي آلت إليها

 

ستكشف الأيام القادمة أن العجز الذاتي الذي تتخبط فيه تشكيلات منظومات المعارضة السورية الكلاسيكية ومجلسها الوطني جعلت من تمثيلها للثورة السورية أسيرة لدى العجز العربي الرسمي متمثلاً بالجامعة العربية التي لجأت إلى مجلس الأمن بضغط الشارع لتغطية عورتها لاستجداء قرار يقوم على تسوية دولية يفعّل الفيتو الروسي ـ الصيني بطريقة كأنه قائم، ستدفع، وبدأت تباشير هذا الدفع، بقوى الميدان للثورة إلى الانتقال العلني والصريح إلى دمج الثورة السلمية بالمقاومة المسلحة الشرعية، وأمام حجم هذا القتل القائم ستصبح الثورة مقاومة مسلحة مدعماً بحراك شعبي سلمي" حسب تعبيره

 

وختم العيسى "يبدو من واقع الحال وكأن هناك توافق دولي ـ عربي في فوضى تعدّد الجيوش الحرّة وتعدد مراكز الإعلام فيها، على أننا نقترب من أخطر مراحل الثورة السورية التي ستؤدي إلى حرب داخلية مصيرية، لن يكون بمنجاة من آثارها ولمدة طويلة أحد، عربياً أو إقليمياً ودولياً إن مما يؤسف له أننا سنخسر، حتى لو انتصرت الثورة، وهي منتصرة بقدرة التحمل وحجم التضحيات، سنخسر استرجاع بلد بنظام وآليات ديمقراطية إلى حين" على حد

 

(آكي)

434.

ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات