السبت 08 شباط / فبراير 2025, 07:54
فتح الله حسيني :مؤتمر أربيل للجالية الكردية السورية




فتح الله حسيني :مؤتمر أربيل للجالية الكردية السورية
الأحد 05 شباط / فبراير 2012, 07:54
كورداونلاين
فقد توصل المؤتمر الى: ضرورة التركيز على ضرورة اللامركزية السياسية في سوريا، وأن تكون سوريا تعددية تحترم حقوق جميع مكونات الشعب السوري، وضرورة تفعيل دور سوريا بعد أن قزمه حكم الحزب الواحد والقائد الواحد

انطلقت يوم السبت 28/1، في أربيل فعاليات مؤتمر الجالية الكردية السورية في الخارج بحضور رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والدكتور برهم أحمد صالح رئيس حكومة الاقليم وأكثر من 200 شخصية سياسية وثقافية نخبوية من الكرد السوريين المقيمين في خمس وعشرين دولة خارج سوريا.

إذ أكد رئيس اقليم كردستان أن المؤتمر يهدف الى دراسة الوضع السوري، لأن الوضع السوري مهم لإقليم كردستان وذلك لوجود حدود طويلة مشتركة، ولأن هنالك شعب كردي يقيم على أرضه التاريخية، حيث شدّد بارزاني على أنه "يجب أخذ الاستعدادات اللازمة لاية تغييرات تحدث، لأن أي تغيير يجب أن يكون ايجابياً في وضع الكرد أيضاً، فالتغيير في سوريا من واجب الشعب السوري بكل مكوناته"، إذاَ أمامنا توحيد الخطاب، نحن المؤتمرين في مؤتمر الجالية الكردية السورية، وأمامنا الكثير من الأجندات لتناولها لكي نكون لائقين بصنوف الدعم والمساندة من لدن أصدقاءنا، فنحن في سوريا كما في خارجها نمرّ بلا ريب أو أدنى شك بفترة حساسة جداً.

انطلق فعاليات المؤتمر الذي ظل الكرد ينتظرونه بشغف عارم، بتنسيق مكثف بين تنسيقيات واتحادات شبابية كردية مختلفة وتنسيق 11 حزباً كردياً منضوياً تحت مظلة المجلس الوطني الكردي، بعد أن علقت ثلاثة أحزاب كردية عضويتها في هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي (وهي اطار المعارضة السورية في الداخل)، وتعليق الأحزاب الكردية الأخرى عضويتها في المجلس الوطني السوري (وهو اطار المعارضة السورية في الخارج) وذلك للتخلص من ازدواجية العضوية وتوحيد صفوف القوى الكردية وتعزيز وتمتين الخطاب الكردي في ظرف راهن حساس لا يحتمل أي خطأ أو تشرذم أو انقسام أو تشويش.

بعد الإنتهاء من مراسيم الجلسة الإفتتاحية للكونفرانس، تم البدء بنقاش عدة محاور، منها البديل السياسي في سوريا، علاقة الكرد والمعارضة السورية، الكرد وعلاقتهم مع المكونات الأخرى في سوريا، والوضع السياسي الراهن في سوريا، ودور الفعاليات المجتمعية الأخرى في دعم الثورة ورفدها بما يلزم، إذ شارك جل المؤتمرين في النقاشات، وظهرت بعض السجالات جراء مطالبة بعض المندوبين أن يصل الكونفرانس لإتخاذ قرارات هامة بصدد الثورة السورية وغرب كردستان، إلا أن الطلب قوبل بالرفض، وهذا شئ طبيعي لأن المؤتمر هو مؤتمر التوصيات وليس مؤتمر لإتخاذ القرارات.

أتى المؤتمر امتداداً للمؤتمر الذي عقد في مدينة القامشلي في 26/10/2011، والذي انبثق عنه المجلس الوطني الكردي في سوريا، وجل التوصيات التي تمخضت عن مؤتمر أربيل سيصل الى يد الهيئة التنفيذية والأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي لدراستها وإتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.

حظي المؤتمر بأهمية كبيرة، وذلك من خلال تكثيف الحوارات مع الأطراف التي بقيت خارج المؤتمر، لتقوية الخطاب السياسي والإعلامي الكردي في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها بلادنا سوريا، فالمطلوب من الجاليات الكردية السورية في الخارج تفعيل عملها الاعلامي والدبلوماسي بعد أن وصلت الثورة السورية والكردية في عموم سوريا الى ذروتها بعد سقوط أكثر من 800 آلاف شهيد وجرح أكثر من 20 ألفاً ونزوح أكثر من خمسة عشر ألفاً من مناطق سكناهم جراء لغة الحديد والنار التي تستخدمها السلطات الشوفينية البعثية وقواتها العسكرية العقائدية في اطلاق الرصاص الحي على صدور المتظاهرين العزل والمدنيين.

حافظ السوريون جميعهم على سلمية الثورة، رغم ما تمارسة السلطات السورية من قمع وموت، لذلك أوصى المؤتمر على حتمية وضرورة سلمية الثورة حتى تحقيق أهدافها، رغم كل ما مارسه النظام بأجهزته وأسلحته وزنزاناته، وتوصل الى عدة توصيات كانت مثار اعلان نجاح المؤتمر الذي كان بحق أول مؤتمر كردي يعقد في الخارج يؤكد على ضرورة رص الصفوف وتوحيد الخطاب الكردي في مواجهة أطر المعارضة السورية التي قد تتنصل من كل التزاماتها مستقبلاًَ.

فقد توصل المؤتمر الى: ضرورة التركيز على ضرورة اللامركزية السياسية في سوريا، وأن تكون سوريا تعددية تحترم حقوق جميع مكونات الشعب السوري، وضرورة تفعيل دور سوريا بعد أن قزمه حكم الحزب الواحد والقائد الواحد، والإحتفاظ بالخصوصية الكردية في سوريا المستقبل.

طبعاً، المؤتمر لم يخلو من بعض النواقص ومنها اللاتنظيم في جدولة المحاور والمداخلات الكثيرة جداً، حيث كان يضفي ذلك نوع من الفوضى والسجال في النقاشات على أجواء الكونفرانس، وعلى العموم الكونفرانس حقق أهدافه التي عقد من أجلها، وخاصة أهمية التواصل بين الداخل والخارج وايجاد آليات تنظيمية لتمكين الجالية الكوردية لدعم نضالات الشعب الكوردي في سوريا على ضوء توجيهات المجلس الوطني الكردي.

مؤتمر أربيل، صاغه الكرد في جغرافية كردية، بدعم كردي، وهذا ما يجعله مرجعية لتوحيد صفوف الكرد بعد عقود طويلة من الانشقاقات والاتهامات وتبادل الشتائم، أي روح كردية في جسد كردي، مما سيمكن الشباب الكرد من استمرارية ثورتهم بروح ثورية متجددة بعد أن وجدوا من يساندهم في حراكهم الجماهيري والنخبوي داخل سوريا متأزمة قمعية.

*مسؤول إعلام الحزب اليساري وعضو المؤتمر

ينشر المقال بالتزامن مع نشره في صحيفة "كوردستاني نوي" اليومية

752.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات