الخميس 24 نيسان / أبريل 2025, 04:47
ساطع نور الدين :أكراد سوريا ينفصلون




ساطع نور الدين :أكراد سوريا ينفصلون
الثلاثاء 31 كانون الثّاني / يناير 2012, 04:47
كورداونلاين
منذ زمن بعيد، تحولت مدينة أربيل العراقية الكردية الى مقصد وملاذ ومركز لرسم السياسات وصنع القرارات التي تتعدى حدود العراق، وصار رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني قطبا إقليميا يحسب له حساب

* ساطع نور الدين

منذ زمن بعيد، تحولت مدينة أربيل العراقية الكردية الى مقصد وملاذ ومركز لرسم السياسات وصنع القرارات التي تتعدى حدود العراق، وصار رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني قطبا إقليميا يحسب له حساب، تقاس بمواقفه توجهات العديد من الدول المؤثرة وردود فعلها.

المؤتمر الذي نظمه برزاني في اليومين الماضيين في أربيل لأكراد سوريا يقع في هذا السياق ويؤكد ان الرجل والمدينة، بل والاقليم الذي يشهد استقرارا سياسيا وأمنيا وازدهارا اقتصاديا متميزا عن بقية أجزاء العراق وبقية أرجاء العالم العربي، بات مرجع الكرد في مختلف أنحاء العالم ومصدر إرشادهم نحو نيل حقوقهم الوطنية والقومية التي حصل عليها أكراد العراق في العقدين الماضيين.

هي أولا وقبل كل شيء نقطة تحول في موقف برزاني الذي نسب إليه وحده إحجام أكراد سوريا وترددهم في المشاركة الواسعة في الثورة السورية، وهي بادرة رد عليها النظام السوري بالتسامح مع التظاهرات الكردية المحدودة التي خرجت في الشرق الشمالي لسوريا.. بل لعله هو الذي بادر اولا باتجاه الأكراد السوريين عندما كان اول قرارته الإصلاحية في آذار الماضي هو منح المكتومين منهم حق الجنسية السورية.

ومثل هذا التحول يعزى على الأرجح الى قراءة برزاني لتطور الوضع في سوريا او لشعوره بأن فرصة نجاة النظام صارت معدومة، كما يمكن ان يعزى أيضاً الى تحليله للكثير من الإشارات التي يتلقاها من الأميركيين والأوروبيين والأتراك والإيرانيين والعرب، وطبعا من الإسرائيليين الذين كان ارتباكهم وتشوشهم إزاء ما يجري في سوريا احد اهم عناصر وأسباب ارتباك الموقف الدولي في الأشهر القليلة الماضية.

برزاني هو مرجعية أكراد سوريا الذين رفضوا من اللحظة الاولى للثورة ان تكون تركيا هي مقصدهم، أو ان تكون القاهرة هي ملاذهم، ودخلوا في جدال مبكر حول عروبة سوريا في جميع المؤتمرات التي نظمها المعارضون السوريون سواء في اسطنبول او في إنطاليا او في باريس او لندن او اي عاصمة عربية سعت ولا تزال الى توحيد المعارضة السورية في تحالف واحد وعلى برنامج موحد.

لكن مؤتمر أربيل يتعدى ذلك الجدل الذي كان حتى الأمس القريب سابقا لأوانه، فصار الآن جزءا من العمليات الجارية في اكثر من مكان من اجل حصر الإرث السوري: اعلن أكراد سوريا للمرة الاولى وتحت سقف اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالفدرالية المنصوص عليها في الدستور ان مطلبهم هو «حق تقرير المصير ضمن الوحدة السورية»، وهو ما لا يعني سوى النظام الفدرالي.

ليس في خطاب المعارضة السورية ولا في جدول أعمالها مثل هذا العنوان المتفجر، الذي يفرز أكراد سوريا عن بقية أشقائهم السوريين، ويشكل تحديا خطيرا للوطن السوري، لن يستفيد منه سوى النظام بشعاره حماية الوحدة الوطنية، التي تتفتت الآن على يده، وعلى مرأى من الجميع.

 

*عن " السفير "

858.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات