أحمد الجبوري: أنا مع حق تقرير المصيرللشعب
الكردي في سوريا ضمن حدود البلاد
برلين-آزادي
يعد أحمد الجبوري عضو المجلس الوطني السوري , و عضو
الامانة العامة للإئتلاف العلماني الديمقراطي السوري , و أمين عام حركة الوفاق
الوطني السوري أحد أصدقاء الشعب الكردي في سوريا الذين عرفوا بمواقفهم الإيجابية
إلى جانب أخوتهم الكرد، والجبوري درس الحقوق في جامعة دمشق , وفي عام 1999 أسس حركة الوفاق الوطني السوري
التي تدعو لأسقاط النظام السوري بكل الوسائل، وقد تم اعتقاله في الفترة مابين1999
- 2011بعد أن حكم عليه بالسجن ست سنوات،بتهمة
مدبرة، ماحفزه على حد قوله لتأسيس حركة معارضة لهذا النظام
ويقول : بعد ذلك هربت من سورية، قبل إكمال
مدة الحكم إلى ألمانيا و لا زلت اعيش فيها . انضممت إلى جبهة الخلاص التي كانت تضم
جماعة الإخوان المسلمين و نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام و أطراف
كردية و يسارية و قومية و مستقلين بصفة عضو امانة عامة، امثل حركة الوفاق الوطني
السوري و ذلك بمؤتمر برلين 2007 , شاركت في معظم فعاليات المعارضة السورية بالخارج
منذ 2002 و حتى يومنا هذا، بما فيها جميع المؤتمرات التي عقدت أثناء الثورة و
أخيراً شاركت بمجادثات استانبول مع جماعة الإخوان المسلمين و العلمانيين و القبائل
و أطراف المعارضة الأخرى لتأسيس المجلس الوطني السوري و تحقق هذا بعقد المؤتمر
التأسيسي للمجلس الوطني السوري في تونس في التاسع عشر من شهر ديسمبر 2011 . و
حاليا عضو بمكتب التنظيم و الإدارة بالمجلس الوطني السوري
- كيف تنظر إلى واقع المعارضة السورية الآن؟
لابد في البداية من ذكر ان المعارضة السورية لم
تكن يوما تعيش واقعا معارضا على الارض في ضل نظام حافظ الاسد او وريثة بشار الاسد
فهي كانت دائما تتعرض الى القمع الشديد و تعمل بسرية تامة و في اطر ضيقة جدا خوفا
من بطش النظام القمعي التي تعيش في ظله , وبعد اندلاع ثورة الحرية و الكرامة في 15
آذار 2011 بدأت هذه القوى التي كانت تعيش عصر القمع و الاضطهاد و التشرد و
الشخصيات المعارضة و المثقفين الذين كانوا يعارضون بصمت او ببعض الكتابات على
اسحياء , من محاولة تجميع انفسهم في اطر تنظيمية جديدة من خلال مؤتمرات عديدة تجمع
في طياتها اديولوجيات و توجهات و رؤى سياسية مختلفة , لكنها تتفق على هدف واحد هو
التغيير , و هنا جاءت عمليات الفرز من خلال سقف الرؤى السياسية للتغيير في سورية .
فانبثق عن تلك المؤتمرات اطاران سياسيان معارضان
للنظام هما المجلس الوطني السوري و هيئة التنسيق و هذه الاخيرة انشطرت عدة
مرات فتشرذمت و التحق قسم منها بالمجلس الوطني و قسم آخر التزم الحياد بين المجلس
الوطني و هيئة التنسيق مثل الاحزاب الوطنية الكردية السورية , حيث جمدوا عضويتهم
مما اثر سلبا على الحراك السياسي الوطني السوري .
و من هنا نبدأ بتقييم واقع المعارضة السورية
بانه افضل حالا من فترة ما قبل الثورة بكثير و قد تطور اداء المعارضة و اصبحت
تستحق ان تسمى معارضة سواء بالداخل او الخارج , و خاصة المجلس الوطني السوري الذي
جمع تحت خيمته اغلب اطياف المعارضة السورية و اكتسب شرعية الشارع السوري و شرعية
تمثيله سياسيا , اما الاداء للمعارضة فهو في حالة تطور من خلال تبلور اطر هذه
المعارضة سواء في المجلس الوطني السوري او تلك التي خارج المجلس , و انسجام المعارضة
و التزامها بمطالب الشارع السوري يعطيها مصداقية التمثيل و قوة الشارع , و هي تسير
في هذا الاتجاه من خلال المجلس الوطني السوري برأيي المتواضع , .
مع إني اتمنى ان ارى جميع القوى و الشخصيات
المعارضة و خاصة الكوردية منها تنضم الى المجلس الوطني السوري إلا أن بقاء قسما
منها خارجه لن يؤثر على الاداء العام للمعارضة ما دامت جميعها تتفق على الهدف و هو
اسقاط النظام القمعي في سورية و بناء الدولة المدنية الديمقراطية التداولية
البرلمانية التي تتسع لجميع ابنائها بدون استثناء و تستند الى شرعية انتخابات حرة
ديمقراطية شفافة .
- برأيك، لم لم يسقط النظام السوري حتى الآن، بالرغم
من صمود الثوار السوريين ومواجهتهم آلة القتل لدى النظام بصدور عارية؟
كلنا يعلم ان وضع سورية كشعب متعدد الاطياف و
الديانات و القوميات و نظام حكم ديكتاتوري مستبد و شديد القمع لشعبه , و علاقات
اقليمية متشابكة و مصالح دولية اكثر تعقيدا يلعب دورا مهما و
حاسما بسقوط النظام السوري , حيث هناك دولا اقليمية تتدخل لدعم نظام بشار اسد
مثل ايران و اسرائيل و حزب الله و حكومة لبنان الحالية التي يقودها و يوجهها حزب
الله و حلفاؤه , و بعض الدول العربية للأسف التي تقف بالضد من إرادة الشعب السوري
تعطي النظام عمرا اطول من خلال تقديم المال و السلاح و الدعم السياسي و الفيتو
الروسي الصيني , إضافة لوقوف قسم من الشعب السوري على الحياد السلبي و هم من
المستفيدين من النظام الى جانب الاقليات التي لم تساهم حتى الآن بشكل فاعل بالثورة
نتيجة استخدام النظام لفزاعة أن النظام حامي لهذه الاقليات و يعمل على بث الفتنة و
الفرقة بين ابناء الشعب السوري على مبدأ فرق تسد , و من خلال خلق جو طائفي مريض
يبث الخوف و التحسب لدى الشعب السوري بسقوط هذا النظام , و هذا لا اساس له من
الصحة فالثورة السورية ثورة حرية و كرامة و ليست حربا اهلية او طائفية و الكل يعلم
ان شعارات الثورة سلمية وطنية لا طائفية و تدعوا الى وحدة الشعب السوري , و ثورتنا
مستمرة في سلميتها على مستوى الشعب السوري عامة , و سيسقط هذا النظام في النهاية و
إرادة الشعب هي من ستنتصر و النظام الى زوال و إن كان ستطول فترة اسقاطه .
- ماذا عن الموقف الدولي من كل هذه الحرب التي يمارسها
النظام السوري ضد الثورة السورية، وهل يمكن أن نجد تحولاً في مواقف كل من الصين
وروسيا؟
الموقف الدولي ينقسم الى قسمين :الاول و يتمثل
في دول الاتحاد الاوربي و امريكا مؤيد للتغيير في سورية و يقف الى جانب ارادة
الشعب السوري باسقاط نظام بشار اسد ,
و الثاني للأسف الشديد يقف الى جانب النظام و ضد
إرادة الشعب السوري مثل موقف روسيا و الصين و جنوب افريقيا و الهند و فنزويلا .
اما عن امكانية تغيير المواقف لروسيا و الصين , في السياسة كل شئ ممكن و متحول و
لا ثابت فيه لأنها علاقات مصالح , فالصين بدأت بتغيير موقفها تدريجيا بإدانة القمع
الذي يقوم فيه النظام و ما زيارة رئيس وزراء الصين الى دول الخليج العربي إلا دليلا
على هذا التحول خاصة انها وقعت عدة اتفاقيات اقتصادية مع دولة قطر الشقيقة و هذا
يصب في اتجاه تحول المواقف لصالح الثورة السورية , اما روسيا فهي تسعى كالعادة
للأستفادة اكبر قدر ممكن من موقفها الرافض لأدانة النظام السوري في مجلس , و اعتقد
أنها في النهاية ستحصل على صفقة من خلال الملف النووي الايراني , لأن لروسيا مصالح
اقتصادية كبيرة مع ايران و بذلك ستتنازل عن استخدام حق النقض بمجلس الامن بما يخص
ادانة النظام السوري في النهاية و هذا حصل سابقا بالنسبة لروسيا . و هذا الامر
يعني ايران ايضا بنفس الوقت حيث ستتخلى عن النظام مقابل غض النظر عن ملفها النووي
و رفع العقوبات عنها .
- كيف تقوم أداء المجلس الوطني السوري حتى الآن؟
مع إني عضو المجلس الوطني السوري , لكن هنا يجب
التحدث بحيادية عن أداء المجلس الوطني .
حتى مؤتمر تونس لم يكن أداء المجلس يرتقي
الى ما هو مأمول منه , لكن بعد مؤتمر تونس و التئام مؤتمره الاول صدر عنه وثائق
هامة مثل البرنامج السياسي و النظام الداخلي و الرؤية المستقبلية لسورية في الفترة
الانتقالية و ما بعد سقوط النظام . هذا فيما المجلس نفسه , اما أدائه فقد ارتقى
كثيرا ليقترب الى ما هو مأمول منه بالرغم من الضروف الصعبة جدا التي يواجهها من
الوضع الدولي المعقد حاليا اتجاه القضية السورية , و كذلك من خلال الموقف المنقسم
للدول العربية ايضا , لكن المهم في هذا الاطار هو ادائه اتجاه تبني مطالب الثوار
بشكل واضح لا لبس فيه و هو اسقاط النظام الديكتاتوري بكل منظومته من رئيسه بشار
الى ادنى مرتبة في هذا النظام القمعي , و بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية
برلمانية تداولية لا مركزية تتسع لجميع ابنائها بغض النظر عن انتمئهم العرقي او
الديني او المذهبي .
إضافة الى سعيه لتوحيد كافة قوى و شخصيات
المعارضة السورية الفاعلة من خلال انضمامهم الى المجلس الوطني السوري , و كذلك
تنسيق العلاقة مع الجيش السوري الحر الذي يعمل حاميا للمظاهرات السلمية و مدافعا
عن الثورة و هنا اضيف بأن هذا الجيش الحر هو النواة لتشكيل جيش وطني سوري بعد سقوط
النظام ليحمي الوطن و الشعب و يكون جيشا للشعب السوري و ليس لحاكم او حكومة , لأن
الحاكم و الحكومة غير دائمين لكن الشعب و الجيش دائمون ما دامت
الدنيا , و لذلك يجب على المجلس الوطني السوري دعم هذا الجيش السوري الحر و تبني
مطالبه و احتياجاته و اعتباره الجناح العسكري للمجلس الوطني السوري و الحامي
للثورة . و اخيرا لا بد من ذكر أن بعض النواقص و العثرات وجدت في المجلس لكن يتم
تجاوزها و تطوير الاداء مستمر و نأمل أن نصل الى المستوى الذي نصبوا إليه في
مجلسنا .
- ماذا عن سياسة "فرق تسد" التي طبقها
النظام السوري ضد المكونات السورية؟
النظام السوري منذ عهد حافظ اسد يعتمد سياسة فرق
تسد و تبعه في ذلك وريثه الغير شرعي ابنه بشار و قد خلقوا جوا من الحقد و التمييز بين الطوائف
المختلفة من خلال اعتماد النظام على طائفة بحد ذاتها للسيطرة على الجيش و الوظائف
العامة الكبرى في الدولة و خاصة الاجهزة الامنية المتعددة التي تدين بالولاء التام
للنظام و رئيسه . و هذا الاحتقان زاد عن حده بارتكاب النظام السوري لمجازر فظيعة
بالثمانينات بحق ابناء السنة بمحافظات عدة ابرزها في حماة و كذلك في سجن تدمر
العسكري على يد المجرم رفعت اسد الذي كان يقود العمليات آنذاك بهذه المجازر جميعها
. كما خلق النظام جوا من الاحتقان بين الكورد و العرب من خلال استجلاب مواطنين عرب
من محافظة الرقة عام 1974 الى محافظة الحسكة و اسكانهم في الشريط الحدودي السوري
مع تركيا تحت ذريعة غمر مياه سد الفرات لأراضيهم الزراعية .
لكن الشعب السوري بكافة اطيافه استوعب لعبة
النظام و لم ينجر الى فتنة طائفية يريدها النظام و يعمل لأجلها . بل اظهر انسجاما
و وحدة وطنية راقية و سامية . بالرغم من الجهود المتواصلة من النظام لزرع الفتنة و
الفرقة بين ابناء الشعب الواحد و الوطن الواحد , و خير دليل على ذلك شعارات ثورتنا
المباركة التي تؤكد وحدة الشعب السوري بكل اديانه و قومياته و مذاهبه . و هذا خير
رد على ألاعيب النظام الديكتاتوري السوري .
- قرأنا على صفحتك في الفيسبوك أنك تحلم بسوريا من
طراز خاص، يحقق الطفل الكردي حلمه بالتعلم بلغته، ماذا تضيف هنا؟
انا اؤمن بأن الانسان ولد حراً و يجب ان يعيش
حرا و يتمتع بما خلقه الله عليه من لغة و ثقافة و دين , بغض النظر عن انتماء هذا
الانسان الديني او العرقي او اللغة التي ينطق بها , حيث يقول الله عز وجل (إنا
خلقانكم شعوبا و قبائل لتعارفوا , إن اكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العظيم ,
حيث لم يفرق بين البشر لأنتمائهم العرقي او اللغة التي يتحدثون بها , و كذلك
الحديث الشريف الذي يقول لا فرق بين عربي و لا اعجمي إلا بالتقوى . هذا هو الميزان
فقط . و لذلك احلم بسورية يتمتع فيها ابناؤها بما هم عليه من لغة و ثقافة و دين
بكل حرية و أن تصان و تحترم جميع اللغات للشعب السوري و ان تدرس في المدارس و
الجامعات لما لها من أهمية ثقافية كبيرة نحن غافلون عنها في سورية , و سأذكر مثالا
عن نفسي و ابنائي هنا في المانيا , كنت احمل هم تعلم أبنائي لغتهم الام اللغة
العربية قراءة و كتابة , و فكرت أن اعلم ابنائي لغتهم فعملنا على فتح فصول لتعليم
اللغة العربية مع بعض الاخوة و تقدمنا الى الجهات التربوية المسؤولة في المنطقة
عندنا , فطلبوا منا ان يكون عدد المتقدمين للتعلم 100 طالب و هم مستعدون لتقديم
المدرسة و المدرس و اللوازم من المناهج و غيرها . و الذي يتخرج من هذه الفصول
الدراسية و ابتداءا من الصف العاشر بالمرحلة الثانوية في المدارس الألمانية تعتبر
اللغة العربية لغة اجنبية ثانية الى جانب اللغة الانكليزية و تحسب علامتها في
المحصلة النهائية للطالب . هذا يحصل عندنا في الغرب و نحن مهاجرين فيها .
فكيف بأبناء وطننا من الكورد، وهم محرومون من
التكلم بلغتهم الام في وطنهم اي عقلية هذه و اي ضمير انساني و اية وطنية و
اية شراكة فيها ؟
لهذا انا دعوت منذ تأسيس حركة الوفاق الوطني
السوري قبل عشرة اعوام و اكثر في ميثاق الحركة الى تبني تعليم اللغة الكوردية
في المدارس و الجامعات السورية كحد ادنى في المناطق التي يعيش فيها الكورد .
و هذا حق طبيعي لأي إنسان و ليس فيه منة من
احد و انما هو حق إلهي مكتسب .
- بين عامي 2004 و2012 ثمة تحول ملحوظ في الموقف من أبناء
الشعب السوري في سوريا ؟
حاول النظام في عام 2004 و على اثر انتفاضة
الكورد ان يخترق الصف الوطني و الوحدة الوحدة الوطنية للعرب و الكورد في المناطق
التي يعيشون فيها سوية , و حاول ان يحدث شرخا بينهم , و لكنه لم يستطع ذلك كما
يشتهي لتصدي العقلاء من الجانبين لهذه الفتنة التي حاول النظام اشعالها و تأجيجها
, لكنه نجح بكسب ضعاف النفوس و المتعاملين مع النظام ( الشبيحة ) بخلق حالة من
التوتر و الترقب و الحذر بين الطرفين , و عدم الثقة إلى حد ما لكنها لم ترقى الى
فتنة او شرخ كبير و الحمدلله . و بعد الثورة المباركة في 15 آذار 2011 و توحد
الشباب السوري من المالكية الى درعا من كورد و عرب و آشوريين و غيرهم من مكونات
شعبنا السوري العظيم ، تحول الموقف من قبل الطرفين الكوردي و العربي الى الهدف
الاساس المشترك إلا و هو اسقاط النظام الذي اوصل البلاد الى ما هي عليه من فساد و
فقر و بطالة و هدر للحقوق و حرمان المواطن من ابسط حقوق المواطنة في العيش الكريم
. و اظهر الطرفان و الفضل للشباب اولا و اخيرا صورة رائعة للوحدة الوطنية و المحية
و الفداء , حيث يفدي اهل درعا ابناء القامشلي و يطالبون بالحرية ( آزادي ) و
باللغة الكوردية , و يرد عليهم ابناء عامودا الابطال نفديك يا درعا و حنا معاكي
للموت , هذه الصور التي لا يليق سواها بشعبنا عكست مدى التحول الملحوظ في هذه
العلاقة التي يجب أن تكون هي السائدة و ستسود بإذن الله بسقوط النظام و التحرر من
عبودية دامت طويلا .
- كان لكم موقف موحد في القبائل العربية السورية من
أخوتكم الكرد: هل ممكن أن تحدثنا عن تفاصيل هذا الموقف المشرف؟
لا شك ان هناك رابطا وثيقا يربط القبائل العربية
و عشائرها مع الشعب الكوردي و عشائره ايضا , فلنا تاريخ مشترك و عيش مشترك و عندنا
نحن العرب مثل يقول الجار قبل الدار , و لا يوجد بيننا سوى القليل من ليس له جار
من الطرف الآخر و العكس صحيح , كما تربطنا علاقات قربى من خلال المصاهرة بين
الطرفين فاصبح لدينا علاوة على كل العلاقات السابقة روابط اسرية و دم .
و كل ما تقدم يترتب عليه ان نصون حسن الجوار و
العيش المشترك و الدم الذي يربطنا , و هذا ما جعل ابناء القبائل و العشائر العربية
يقفون موقفا مشرفا اتجاه الكورد بعدم انقيادهم لإرادة النظام و الوقوف بوجه الكورد
على انهم انفصاليون كما يروج له , بل على العكس من ذلك هم يرون ان الكورد شركاء
لنا بالوطن و وطنيتهم لا تقل عن وطنية اي عربي إن لم تزيد عنها , فالاكراد شركائنا
بتحرير سورية و بنائها دولة مدنية ديمقراطية و لم يكن لدينا في سورية فرق بين عربي
و كوردي و مسيحي و مسلم و غير ذلك حتى استولت على الحكم الديكتاتوريات التي جثمت
على صدورنا حتى الآن .
ففي مؤتمر انطاليا بتركيا بالشهر السادس من عام
2011 التقى ابناء القبائل العربية مع نظرائهم الكورد و اجتمعوا على كلمة سواء اننا
شركاء وطن، و نتعاهد على ان لا يمس أي طرف بالآخر بل سنكون قوة واحدة لإسقاط هذا
النظام الجائر و تعاهدنا على ذلك , و استمرت هذه العلاقة و هي تتطور و إن كانت
ببطء و لا تتناسب و سرعة الاحداث الجارية على ارض وطننا الحبيب سورية , و التي
نأمل أن تتطور هذه العلاقة من خلال لقاء الاطراف المعنية بشكل مستمر و إن كنت أفضل
عقد مؤتمر كوردي عربي سوري على مستوى رفيع .
لتوطيد هذه العلاقات و تنقيتها من بعض الشوائب و
المخاوف التي لا مكان لها بيننا .
- كيف تنظرإلى حقوق أبناء الشعب الكردي في سوريا؟
أنا كشخص لي رؤية في هذا عمرها اكثر من عشر
سنوات و موثقة و منشورة في ميثاق حركة الوفاق الوطني السوري و على العديدمن
الصفحات الالكترونية , تتلخص بأن يتمتع الشعب الكوردي بجميع حقوقه بما فيها
القومية و حق تقرير المصير ضمن حدود الوطن الواحد ( سورية ) و وحدة الشعب السوري
.و هذا الحق أراه لجميع القوميات التي يتكون منها الشعب السوري و منها الكوردي و
الآشوري , بشرط وحدة الوطن و الشعب السوري . كل ما هو لا يدعوا للأنفصال انا معه .
و نريد هنا أن نخرج من حقبة الظلم التي لحقت
بالكورد كشعب اصيل في سورية ليحقق حريته و يمارس حقوقه كمواطن حقيقي .
- ما الضمان-برأيك- لمستقبل العلاقة بين المكونات
السورية، ومن بينها أبناء الشعب الكردي؟
مستقبل العلاقة بين مكونات الشعب السوري جميعها
, يحدده عقد اجتماعي جديد يشارك في صياغته جميع ابناء الشعب السوري من خلال ممثليه
الشرعيين بعد سقوط نظام بشار اسد . بحيث يعبر عن جميع هذه المكونات و حقوقها
الدستورية التي يجب أن تحترم فيه .
- كيف تنظرإلى سوريا المستقبل؟
انتظر بناء سورية حرة ديمقراطية برلمانية تعددية
تداولية لا مركزية تحترم فيها حرية الفرد و أن يكون الانسان هو الاساس الذي ينى
عليه , و سوريا دولة مدنية لجميع ابنائها بدون تمييز , و إن كنت ادعوا لعلمانية
الدولة لأنني اراها الضمان الافضل و الانسب لنظام الحكم في سورية , كما احلم بأن
ارى سورية من بين الدول التي تحترم شعبها بكل ما تعني الكلمة من معنى , و لا يشعر
بذلك سوى من عاش في دول تحترم شعوبها و تقدس حريته .
- كلمة أخيرة إن أمكن؟؟
أنا مؤمن بانتصار ثورتنا و سقوط النظام في
النهاية , علينا بالمثابرة و العطاء لثورتنا و تقديم اسباب نجاحها و انتصارها ,
كما ادعوا شعبنا السوري العظيم بكل مكوناته الى الوحدة الوطنية و الالتفاف حول
الثورة و دعمها فهي السبيل لخلاصنا من الاستبداد و الظلم الواقع علينا جميعا , و
لاسترداد الحقوق المغيبة و المسلوبة علينا المشاركة الفعالة بالثورة و اسقاط هذا
النظام المجرم بحقنا .
الرحمة لشهدائنا و الشفاء العاجل لجرحانا و الحرية
لمعتقلينا و العودة الظافرة لمهجرينا
و عاشت سورية حرة
الخزي و العار لنظام بشار اسد الزائل .