اندلعت معارك في الشوارع يوم الاثنين قرب العاصمة السورية دمشق في الوقت الذي تسعى فيه القوات التابعة للرئيس السوري بشار الاسد لتعزيز قبضتها على ضواح كان المسلحون قد سيطروا عليها على بعد كيلومترات معدودة من مقر سلطة الاسد
اندلعت معارك في الشوارع يوم
الاثنين قرب العاصمة السورية دمشق في الوقت الذي تسعى فيه القوات التابعة للرئيس السوري
بشار الاسد لتعزيز قبضتها على ضواح كان المسلحون قد سيطروا عليها على بعد كيلومترات
معدودة من مقر سلطة الاسد.
وقال نشطاء إن القوات السورية انتزعت السيطرة على حمورية وهي واحدة من
عدة أحياء استخدمت فيها القوات السورية العربات المدرعة والمدفعية لاجبار المسلحين
على التقهقر بعد ان تقدموا لمسافة لا تبعد عن دمشق سوى ثمانية كيلومترات.
وقال نشط ان الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين عن الجيش السوري النظامي
والذين تجمعوا بشكل فضفاض تحت لواء الجيش السوري الحر الذي تربطه علاقات مع المعارضة
السورية المنقسمة شن هجمات متفرقة على القوات الحكومية التي تقدمت عبر حي سقبا الذي
سيطر عليه المسلحون قبل أيام معدودة.
وقال "قتال الشوارع مندلع منذ الفجر" وأضاف ان الدبابات تتحرك
عبر شارع رئيسي في وسط الحي وان "صوت اطلاق النيران يتردد في كل مكان."
وذكر المسلحون ان 15 شخصا على الاقل قتلوا اثناء انسحابهم من سقبا وكفر
بطنا. وكان نشطون قد زعموا مقتل عشرات خلال ثلاثة ايام من المعارك في الاحياء التي
شهدت احتجاجات متكررة ضد حكم الاسد وحملات من الجنود خلال الانتفاضة المستمرة منذ عشرة
اشهر.
وقال نشط كان يتحدث من ضاحية كفر بطنا "انها حرب مدن. هناك جثث في
الشارع".
وتحدث سكان بوسط دمشق عن رؤية جنود ورجال شرطة منتشرين حول الميادين الرئيسية.
وأدى تصاعد العنف الى تعليق الجامعة العربية لعمل بعثة المراقبين التابعة
لها يوم السبت. ودعا وزراء الخارجية العرب الاسد الى التنحي وافساح الطريق امام حكومة
وحدة وطنية. ومن المقرر ان يناقش الوزراء الازمة السورية في اجتماعهم يوم الخامس من
فبراير شباط.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء يوم الاثنين إن "مجموعة إرهابية"
فجرت "خطا لنقل الغاز من حمص الى بانياس بالقرب من تلكلخ."
وتحدثت أيضا قناة الدنيا التلفزيونية الموالية للحكومة عن وقوع هجوم وقالت
ان الانفجار الذي وقع قرب تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية أدى الى تسرب نحو 460
ألف متر مكعب من الغاز.
كما قال سكان في مدينة درعا الجنوبية التي انطلقت منها الاحتجاجات في
الانتفاضة المستمرة منذ عشرة اشهر ان المنشقين عن الجيش والقوات الحكومية اشتبكوا في
معارك خلفت ما لا يقل عن 20 قتيلا معظمهم من القوات الحكومية.
وتقيد سوريا دخول الصحفيين الى البلاد وهو ما يجعل التأكد من هذه الاقام
من جهة مستقلة مستحيلا.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان عدد القتلى من المدنيين
يوم الاحد بلغ 41 شخصا بينهم 14 شخصا في محافظة حمص و12 في مدينة حماة. وقال ان 31
فردا من الجيش وقوات الامن قتلوا اغلبهم في هجومين نفذهما منشقون عن الجيش في محافظة
ادلب.
وفي مواجهة مظاهرات حاشدة ضد حكمه شن الاسد حملة لاخماد الاحتجاجات. وانضمت
أعداد متزايدة من المنشقين عن الجيش والمسلحين الى المتظاهرين مما أدى الى زيادة الاضطرابات
في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة.
ويقترب التمرد تدريجيا من العاصمة التي يقطن ضواحيها الجزء الاكبر من
سكان دمشق. وتتألف ضواحي دمشق من سلسلة من البلدات ذات الاغلبية السنية وتحوطهاالبساتين
والمزارع التي تعرف بالغوطة.
وقال ناشط ان حي سقبا يتعرض لقصف مكثف وأضاف ان الجيش يواجه مقاومة شرسة
من المسلحين.
وقال ناشط اخر عرف نفسه باسم رائد ان المساجد تحولت الى مستشفيات ميدانية
وتحتاج الى التبرع بالدم. واضاف قائلا "لقد قطعوا الكهرباء. محطات الوقود خالية
والجيش يمنع الناس من مغادرة المنطقة للحصول على الوقود للمولدات أو للتدفئة."
وشهدت ضواحي دمشق مظاهرات ضخمة تطالب برحيل الاسد الذي ظلت عائلته تحكم
البلاد على مدى العقود الخمسة الماضية.
وفي بلدة رنكوس الجبلية على بعد 30 كيلومترا الى الشمال من دمشق قرب الحدود
اللبنانية قال نشطاء وسكان ان قوات الاسد قتلت 33 شخصا على الاقل خلال الايام القليلة
الماضية في هجوم يهدف الى القضاء على المنشقين عن الجيش والمسلحين
المصدر : (رويترز)