نص كلمة رئيس إقليم كوردستان في مؤتمر اربيل للجالية الكوردية السورية في الخارج
الأحد 29 كانون الثّاني / يناير 2012, 07:48
كورداونلاين
إننا لانريد أن نتدخل في أموركم بأي شكل كان، بل نريد أن نساعدكم ونتيح لكم الفرصة كي تتخذوا قراركم هنا في بلدكم وعاصمتكم بملء الحرية، واننا سندعم أي قرار تتخذونه
نص كلمة رئيس إقليم كوردستان في مؤتمر اربيل للجالية
الكوردية السورية في الخارج
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات وأيها الأخوة الإعزاء
أيها الحضور الكرام
أهلا وسهلا بكم
اتيتم الى بيتكم وبلدكم؛
اليوم تتباهي أربيل وتفتخر بوجودكم، آمل نجاح مؤتمركم
وتحقيق الأهداف التي إنعقد المؤتمر من أجلها، وان مؤتمر الجالية الكوردية في كوردستان
سوريا يهدف الى دراسة وتقييم الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة، وكذلك لإتخاذ قرارات
مناسبة إستعدادا لأي إحتمال.
ومثلما نرى بأن تغيرات كبيرة قد حدثت في المنطقة
منذ العام الماضي والى الآن، وان هذه التغيرات مستمرة، وبإعتقادنا لم يكن بمقدور أية
دولة أو قوة مجابهتها، لهذا يجب على الشعب الكوردي أن يأخذ إستعداده تحسبا لأي إحتمال.
ان الوضع السوري مهم بالنسبة إلينا، بحكم الجيرة
ومن ثم وجود حدود مشتركة طويلة بيننا وبسبب وجود مليوني كوردي يعيشون في سوريا، لذا
ان التغيرات التي تحدث فيها هي مهمة بالنسبة إلينا، ومن المهم أن نعرف كيف سيكون وضع
إخواننا الكورد في سوريا، الذين حرّموا من حقوقهم على مدى التأريخ، وحرّموا حتى من
حقوق المواطنة، والآن يجب حصول تغيير إيجابي بخصوص وضع الكورد في سوريا.
وان التغيير هو ليس من مهامنا أو أي طرف آخر، بل
هو من مهام الشعب السوري؛ عربا وكوردا وقوميات أخرى تعيش في سوريا، ولكن المسألة تهمنا
ولانستطيع أن نقف موقف المتفرج، ويهمنا أن نعرف الى أي منحى يتجه مسار التغيرات.
إننا لانريد أن نتدخل في أموركم بأي شكل كان، بل
نريد أن نساعدكم ونتيح لكم الفرصة كي تتخذوا قراركم هنا في بلدكم وعاصمتكم بملء الحرية،
واننا سندعم أي قرار تتخذونه، وتوصيتنا لكم؛ ان أي قرار تتخذونه يجب أن يكون بعيدا
عن العنف، يجب تبني خيارات السلم والديمقراطية والحوار، في الحقيقة اننا لاندري مالذي
سيكون عليه الوضع في سوريا، لكن كل المؤشرات توحي الى ان التغيير قادم، وعليكم التحضير
لمواجهة أي إحتمال.
وان شرطنا لدعمكم هو توحيد صفوفكم، لأن هذه الفترة
هي فترة حساسة للغاية، ويجب أن تبتعدوا عن الحزبية الضيقة لحين توضيح الأوضاع في سوريا،
عليكم السعي بروح كوردية وثابة وتحت مظلة النهج القومي (الكوردايتي)، وان الممارسة
الحزبية وأحزابكم وأنتم أيضا تحظون بكل الإحترام والتقدير، لكن الحزبية الضيقة تؤدي
الى إضاعة الفرصة عليكم، ونحن أيضا لن نستطيع مساعدتكم آنذاك، لهذا أتوجه اليكم كأخ
وككوردي وأقول؛ أنني أدعوكم الى ترك الحزبية الضيقة وخلافاتكم الداخلية جانبا لحين
وضوح الأوضاع في سوريا، ولتكن أنظاركم متوجهة صوب مستقبل مشرق، وفي إعتقادنا أنكم سوف
تحققون مكاسب كبيرة بعون الله سبحانه وتعالى.
وبهذه المناسبة أريد أن أشير الى اننا سنعقد في هذا
العام وفي هذا المكان مؤتمرا موسعا لجميع القوى الكوردستانية بإذن الله سبحانه وتعالى،
وان الهدف من إنعقاده هو أن نعلن خطابا كوردستانيا موحدا للعالم ولجميع الشعوب التي
نعيش معها ونقول لهم؛ اننا شعب مسالم وعلى مرّ التأريخ تعرضنا كأمة الى غدر كبير، اننا
نتفهم الواقع الذي نمر فيه، لكن من غير الممكن أن نتخلى عن نضالنا، ونضالنا هذا إنما
هو نضال سلمي وديمقراطي وعبر وسائل الحوار.
لقد ولى زمن إنكار وجود الكورد، وكذلك زمن إستخدام
السلاح أيضا، الآن هو زمن المنطق والسلام، زمن الديمقراطية والتعايش وفتح صفحة جديدة
بين الأمم والشعوب.
وان غايتنا من ذلك المؤتمر هي مدّ يد التآخي والسلام
لإخوتنا العرب والترك والفرس، وكذلك أن نقول للعالم اننا شعب مسالم ولسنا مع الحرب
والسلاح، لكننا نريد ان نستمر في نضالنا عبر إنتهاج المنطق وإتباع الخيار السلمي للمطالبة
بحقوقنا.
أكتفي بهذا القدر، وأكرر ترحيبي بكم وأقول؛ أهلا
وسهلا بكم، أنتم في بيتكم وبين أهليكم، وأتمنى النجاح لمؤتمركم و دمتم.