رحب المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا)، بالمبادرة العربية الجديدة حيال الوضع في سوريا، على الرغم من بعض التحفظ حولها، ورغم قناعة "المؤتمر"، بأن نظام بشار الأسد اللاشرعي،
رحب المؤتمر
السوري للتغيير (أنطاليا)، بالمبادرة العربية الجديدة حيال الوضع في سوريا، على
الرغم من بعض التحفظ حولها، ورغم قناعة "المؤتمر"، بأن نظام بشار
الأسد اللاشرعي، تلقى مبادرات ومهل وفرص عربية وغير عربية، لا تتناسب وويلات
حرب الإبادة التي يشنها على الشعب السوري الأبي الأعزل منذ أكثر من عشرة أشهر.
ويأتي ترحيب "المؤتمر" بهذه المبادرة التي تنص على أن يقوم رئيس النظام
السوري بتسليم سلطاته إلى نائبه، في إطار حرصه على مواصلة تعرية هذا النظام
سياسياً، لاسيما وأنه الأسد (ومعه أعوانه) يسوق بصورة بائسة ومفضوحة أكاذيب ترتبط
بتعاون وهمي مع الجهود العربية لحل الأزمة، التي وفرت له الكثير من المخارج.
ويُذَكر
المؤتمر السوري للتغيير، الشعب السوري الأبي، وجامعة الدول العربية والمجتمع
الدولي، بأنه (أي المؤتمر) أطلق قبل ثمانية أشهر، مبادرة مشابهة للمبادرة العربية،
لوقف عمليات القتل والتعذيب والاعتقال والتدمير والتهجير والسحل التي يتعرض لها
السوريون، ولكن مع فارق واحد بين المبادرتين، ينحصر في ضرورة أن يستقيل بشار الأسد
من مناصبه كلها فور نقلها إلى نائبه، بينما لا تشير المبادرة العربية بوضوح إلى
ضرورة استقالة رئيس النظام السوري اللاشرعي، بل وتشير إلى التعاون مع النظام
لتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة. وهذا يعني أن مبادرة العرب وفرت مساحة لبقاء
النظام، دون أن ينتحى الأسد، علماً بأن المؤتمر السوري للتغيير، أعلن في مطلع
حزيران/يونيو من العام 2011 ، أن نقل السلطة إلى نائب رئيس النظام السوري، ينبغي
أن يتم وفق الإجراءات الدستورية وأن تكون مؤقتة، إلى أن يتم انتخاب مجلس انتقالي
يضع دستوراً جديداً للبلاد، وعلى هذا الأساس تتم الدعوة إلى انتخابات برلمانية
ورئاسية حرة ونزيهة خلال فترة لا تتجاوز العام بدءاً من استقالة الأسد.
وأشار المؤتمر السوري للتغيير، إلى أن العرب الذين اتُهموا من قبل بشار الأسد
وأعوانه بالخيانة والتآمر وتنفيذ أجندات لجهات أجنبية، تلقوا منه رداً سريعاً على
مبادرتهم.. برفضها جملة وتفصيلاً، وهذا يؤكد مجدداً على أنه ماض حتى النهاية في
حرب الإبادة التي يشنها، وأنه لن ينتهي قبل أن ينشر المصائب والويلات على أكبر
مساحة ممكنة له في البلاد. إنه نظام وضع نفسه في مواجهة أمة بأكملها أرادت فقط
استرجاع حرية سلبت منها على مدى أكثر من أربعة عقود. وفي هذا السياق يجدد المؤتمر
السوري للتغيير، استنكاره الشديد لاتهامات نظام لا شرعي للأشقاء العرب بالتآمر.
ويشدد على أن المتآمر الوحيد على الشعب السوري والأشقاء العرب والإنسانية
جمعاء، ليس سوى بشار الأسد وأعوانه.
ويؤكد المؤتمر السوري للتغيير، على أنه أن الأوان لقيام المجتمع الدولي بمسؤولياته
كاملة، بما في ذلك توفير الحماية للمدنيين العزل في سوريا، كما آن الأوان لإلغاء
مهمة المراقبين العرب في البلاد، التي أضافت أعباء أخرى على كاهل الشعب السوري، لا
سيما بعدما ثبت فشلها في القيام بالمهمة التي أوكلت لها. وحيا "المؤتمر"
بهذا الخصوص، المملكة العربية السعودية الشقيقة (والأشقاء الخليجيين جميعاً)، على
قرار سحبهم مراقبيهم من البعثة العربية، ورفضهم أن يكونوا شهود زور على ما يجري من
فظائع في سوريا. وطالب "المؤتمر" في الوقت نفسه بقية الدول العربية
الشقيقة بالإقدام على خطوات مماثلة بأسرع وقت ممكن. وتكفي الإشارة هنا إلى أن أكثر
من 1000 شهيد سقط في الثورة الشعبية السلمية العارمة، منذ وصول بعثة المراقبين
العرب.
خلفية:
يذكر أن المؤتمر
السوري للتغيير، عُقد في أنطاليا بتركيا في الفترة الواقعة ما بين 31 أيار/ مايو
و3 حزيران/ يونيو، بمشاركة أغلب القوى والأحزاب السياسية والشعبية، فضلاً عن
مشاركة عدد كبير من الشخصيات الوطنية السورية المستقلة. وبلغ عدد المشاركين 420
شخصاً، انتخبوا في نهاية المؤتمر، هيئة استشارية مكونة من 31 شخصاً، تم تفويضها
بالعمل على الوقوف إلى جانب الثورة الشعبية العارمة في سوريا ودعمها. وكانت الهيئة
الاستشارية قد انتخبت بدورها مكتبها التنفيذي المكون من 10 أعضاء. وقد طالب
المؤتمر السوري للتغيير في بيانه الختامي، باستقالة رئيس النظام السوري بشار الأسد
من كل مناصبه، ونقل السلطات وفق الأطر الدستورية، إلى أن يتم تشكيل مجلس انتقالي،
يقوم بوضع دستور جديد، والتحضير لانتخابات حرة تقود إلى قيام دولة ديمقراطية مدنية
في البلاد، بعد أن شدد المؤتمر على أن الشعب السوري يتكون من قوميات عديدة، عربية
وكردية وآشورية وسريان وتركمان وشركس وأرمن وسواهم.
26-1-2011