ينص مشروع القانون على فرض عقوبة بالسجن سنة ودفع غرامة بقيمة 45 الف يورو على كل من ينكر الابادات المعترف بها امام القانون الفرنسي وبينها الابادة الارمنية التي وقعت عام 1915
تكثفت ردود الفعل الغاضبة
الثلاثاء في تركيا بعد تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي الاثنين على قانون يقضي بتجريم انكار
الابادة الارمنية فيما دعت باريس انقرة الى الحفاظ على "الهدوء".
واعتبر رئيس الوزراء التركي
رجب طيب اردوغان الثلاثاء ان مشروع القانون "تمييزي" و"عنصري"
متحدثا عن "خنق لحرية التفكير". وقال في البرلمان امام نواب حزب العدالة
والتنمية ان "المشروع الذي اعتمد في فرنسا تمييزي وعنصري".
واكد ان هذا القانون
"باطل ولاغ" بالنسبة الى تركيا وان بلاده ستفرض "بشكل تدريجي"
على فرنسا العقوبات التي حذرت منها "دون امكان التراجع".وحذر من "اننا
سنعلن خطنا للعمل وفقا للتطورات في الملف"، مؤكدا ان "تركيا لا تزال تلزم
الصبر". واعرب اردوغان الذي اعتمد لهجة اكثر اعتدالا مما كان متوقعا ازاء باريس
عن امله في ان "تصحح فرنسا خطاها".
وبعدما ندد وزير العدل التركي
سعد الله ارجين "بغياب تام للاحترام لتركيا" دانت وزارة الخارجية التركية
بشدة ليل الاثنين الثلاثاء "عملا غير مسؤول" من جانب فرنسا.
من جهته اعتبر وزير العمل
التركي فاروق جليك ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي دعم النص يقوم بتشويه التاريخ.
ونقلت عنه وكالة الاناضول
القول ان "ساركوزي سيعتبر في التاريخ على انه الرجل الذي شوه التاريخ".
واجمعت الصحافة التركية
من جهتها الثلاثاء على التنديد بالضربة التي وجهتها فرنسا لحرية الرأي.
وعنونت صحيفة "وطن"
الشعبية التركية "فرنسا، عار عليك". وكتبت ان "فرنسا التي انطلق منها
مفهوم الحرية وجهت اقسى ضربة لحرية التعبير" مشيرة الى انه عبر تصويتها على القانون
"انما انكرت ماضيها".
من جهتها كتبت صحيفة بوستا
الشعبية ان "الرئيس الفرنسي ساركوزي ازدرى بالحرية وبتركيا مقابل بضعة اصوات".
اما صحيفة "حرييت"
الواسعة الانتشار فعنونت على صفحتها الاولى "لقد اغتال الديموقراطية" الى
جانب صورة للرئيس الفرنسي.
كما جاءت مواقف صحيفتي جمهورييت
العلمانية وزمان الاسلامية المحافظة، اللتين تعتبران عادة من المعارضة، مماثلة الثلاثاء
ونددتا على التوالي ب"عدالة على الطريقة الفرنسية" و"عار تاريخي".
وازاء ردود الفعل هذه، دعا
وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الثلاثاء تركيا الى "الهدوء" مشيرا الى
ان بلاده تمد يدها الى هذه "القوة الاقتصادية الكبرى".
وقال جوبيه متحدثا لشبكة
كانال بلوس التلفزيونية الفرنسية "اود ان ادعو اصدقاءنا الاتراك الى الهدوء"
مؤكد مد "اليد" الى هذا "البلد الكبير، هذه القوة الاقتصادية والسياسية
الكبيرة".
وتابع "نحن بحاجة لاقامة
علاقات جيدة" مع تركيا.واضاف انه "بعد تخطي هذه المواقف المبالغ بها بعض
الشيء، انا مقتنع باننا سنستعيد علاقاتنا البناءة" مع انقرة.
وقال "انا امد اليد
وآمل بان تقابل بالمثل". واضاف "ادعو الى التهدئة فهناك شركات فرنسية عدة
في تركيا ولدينا علاقات تجارية واقتصادية في غاية الاهمية".
ومضى يقول "نحن بحاجة
الى تركيا وتركيا بحاجة الينا ولهذا اعتقد ان الواقعية ستغلب على العاطفة".
واضاف انه يعتبر بصفته وزيرا
للخارجية ان هذا القانون "غير مناسب"، ورفض التعليق عليه.
وتبنى البرلمان الفرنسي
مساء الاثنين مشروع القانون الذي ينص على معاقبة انكار الابادة الارمنية في العام
1915 بعد تصويت اخير في مجلس الشيوخ ما يهدد بتفاقم الازمة بين باريس وتركيا.
وينص مشروع القانون على
فرض عقوبة بالسجن سنة ودفع غرامة بقيمة 45 الف يورو على كل من ينكر الابادات المعترف
بها امام القانون الفرنسي وبينها الابادة الارمنية التي وقعت عام 1915.
وترفض تركيا تسمية
"ابادة" ولو انها تقر بوقوع مجازر وبمقتل حوالى 500 الف ارمني في الاناضول
بين 1915 و1917 فيما يؤكد الارمن سقوط 1,5 مليون قتيل.
( ا ف ب )