الاتحاد الليبرالي الكوردستاني - سوريا حول تصريحات المعلم وقرارات الجامعة العربية
الاتحاد الليبرالي الكوردستاني - سوريا
حول تصريحات المعلم وقرارات الجامعة العربية
واضح للجميع أن الجامعة العربية لم تتحرك
حيال المشهد السوري إلا مؤخراً وبعد إلحاح من الشارع السوري والمجلس الوطني
السوري، على خلاف تحركها السريع والفاعل بخصوص الشأن الليبي بعيد بدء الثورة
الليبية بفترة قصيرة، وإحالتها الملف الليبي على عجل إلى مجلس الأمن، وهذا بحد
ذاته مؤشر واضح إلى عدم جدية الجامعة العربية وعدم اكتراثها بما يجري في سوريا، أو
بمعنىً آخر لنقل إلى أية درجة تتسم قراراتها بالاستقلالية والمصداقية هنا.
إن تدخل الجامعة العربية في الوضع السوري
يستند أساساً إلى مطالبة الجماهير الثائرة لها بذلك، و كان يفترض عليها الاتصال
بالجهة الداعية والاستماع إلى أقوالها، والوصول إلى المواقع الساخنة في المدن التي
ترزح تحت نير القمع الأسدي، لا أن يلتزم وفدها بخارطة السير التي يحددها له الأمن
السوري، ويسير وفق توجيهاته وبملازمته.
في الحقيقة كانت الشكوك منذ البداية تحوم حول
صدق نوايا أمين العام للجامعة العربية السيد نبيل العربي، الذي لم يحسن الاختيار
لعناصر وفده إلى سوريا برئاسة الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي، الذي تحوم حوله
الشبهات في ارتكاب جرائم بحق الإنسانية في دارفور.
وهناك شبه إجماع من قبل المحللين السياسيين
أن الجامعة العربية فشلت فشلاً ذريعاً في تنفيذ البروتوكول الذي وقعته مع الجانب
السوري، فلا الآليات المدرعة السورية انسحبت من المدن إلا تكتيكياً في معظم
الأحيان، ولا القتل توقف بحق المتظاهرين السلميين، ولا الإعلام الحر وخصوصاً منه العربي تمكن من
الوصول إلى مواقع الأحداث، ولا تم فعلياً إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وقد جاء
التقرير الذي قدمه السيد دابي محشواً بالكذب والتضليل وتزييف الحقائق، وفي النهاية
جاء التقرير لصالح النظام.
إننا نعتبر الجامعة العربية مؤسسة هلامية
فارغة من محتواها لاحول لها ولا قوة ومسلوبة الإرادة، تأتمر بأوامر لا تمت بصلة
إلى شعوب دولها، بل هي تلبي رغبات أنظمتها التي تحرس مصالح الآخرين في المنطقة.
إنها تشكل مظلة يستغلها النظام في جرائمه
الوحشية بحق الأبرياء، لذا نطالبها بقوة
بنفض يديها من العملية برمتها اليوم قبل الغد، ونقل الملف السوري كلياً، وبأسرع
وقت ممكن إلى مجلس الأمن، ليقف وجهاً لوجه مع مسئولياته الأخلاقية تجاه شعب أعزل
يتعرض لأبشع أنواع القتل والتعذيب والاعتقال، وبذلك لن يبقى أمامه أي عذر حتى يقف
مكتوف اليدين لا يحرك ساكناً في هذه القضية الإنسانية السياسية، كما هو الحال حتى
اليوم.
وفيما يتعلق بتصريحات وزير خارجية النظام
السوري وليد المعلم فهي لم تخرج من اطار ما كانت عليه من ترديد اجوف لخطاب سيده
الاسد، وانا ترافق مؤتمره الصحفي بحالة هستيرية غريبة من الهتافات والتصفيقات
والتهكمات، وتصريحات المعلم ماهي الا شرح وتفصيل وتوضيح لأبعاد المؤامرة الكونية
ضد بشار الاسد ونظامه (كما يجول في اذهانهم)، وان تجاوز في حديثه الاخير كل حدود
اللباقة والادب والدبلوماسية من شخص يغتصب العمل الدبلوماسي السوري منذ سنوات.
المعلم وان اثنى على دور روسيا وعول على بقاء
الموقف الروسي بالشكل الحالي، فهل هذا الثناء سيدوم على ما هو عليه ان تغير الموقف
الروسي؟؟ وهو ما يؤكده تاريخ روسيا مع حلفائها من دكتاتوريات الشرق.
اننا في الاتحاد الليبرالي الكوردستاني –
سوريا نشيد بموقف القيادة السعودية في سحبها لمراقبيها من سوريا ونتمنى ان يكون
نواة لتحرك قوي في مجلس التعاون الخليجي، لوقف القتل والإبادة الجماعية للشعب
السوري، ونتمنى من بقية الدول العربية المشاركة في بعثة المراقبين الانضمام الى
السعودية في سحب مراقبيها، فالشعب السوري الذي يقمع ويقتل ويذبح في كل ساعة ويوم
على مذابح الحرية والكرامة بحاجة الى مواقف جادة وقوية وشجاعة، تجبر الاسد على
الرضوخ لمطالب الشعب والرحيل عن حكم سوريا، ووضع نفسه مع من معه في تصرف عناية
عدالة سوريا المستقبل.
لكم ولنا ولسوريا آزادي
24-1-2012
الاتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا.