تتجه الجامعة العربية، التي تتعرض لضغوط لاحالة الملف السوري الى الامم
المتحدة، الى تمديد مهمة مراقبيها في سوريا لمدة شهر، في حين اعتبر رئيس المجلس الوطني
السوري المعارض برهان غليون من القاهرة "ان الظروف التي رافقت عمل بعثة المراقبين
لا تؤهلها لتقدم تقريرا موضوعيا" عن الوضع في سوريا.
ومن المتوقع ان يقدم رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد احمد الدابي الاحد
في القاهرة تقريرا الى وزراء الخارجية العرب سيقررون على اساسه التمديد من عدمه للبعثة.
والتقى وفد من المجلس الوطني السوري المعارض بقيادة رئيسه برهان غليون
السبت الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وقال غليون للصحافيين بعد الاجتماع "ابلغنا الامين العام للجامعة
العربية وجهة نظر المجلس الوطني بأن الشروط التي عملت بها بعثة المراقبين والظروف التي
رافقت عملها والامكانيات المحدودة التي قدمت لها لا تؤهلها، في نظرنا، لأن تقدم تقريرا
موضوعيا عن الوضع السوري بحيث يكون تقريرا يشفي بالفعل غليل الرأي العام السوري والدولي".
واضاف ان "الامين العام وكبار مسؤولي الجامعة العربية نقلوا لنا
ايضا وجهة نظرهم حول شروط عمل هذه البعثة والخطوات المقبلة التي يمكن للمجلس الوزاري
العربي أن يتخذها بعد اجتماعه الاحد".
وتابع "قلنا للامين العام أنه اذا جاء التقرير غير موضوعي فان المجلس
الوطني السوري سوف يرفضه شكلا ومضمونا".
من جانبها، قالت بسمة قضماني الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني أن
"موضوع رفع الملف السوري الى مجلس الامن أمر مطروح وننتظر تحديد شروط هذا التبني"،
مضيفة أن "مجلس الأمن ينتظر نتائج هذا التقرير وتقييم الجامعة العربية له واننا
ندعم نقل الملف الى مجلس الأمن الدولي".
واعتبرت انه اذا "تمت احالة الملف السوري من قبل الجامعة العربية
الى مجلس الامن وبطلب عربي فانه سيكون من الصعب على دول الممانعة وروسيا بالتحديد ان
تتجاهل هذا الطلب وستكون فرص نجاحه اقوى وله حظوظ في النجاح أكبر".
وتعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية اجتماعا قبيل
ظهر الاحد في القاهرة يعقبه اجتماع لوزراء الخارجية العرب مساء لاتخاذ قرار بالتمديد
من عدمه لبعثة المراقبين العرب في سوريا.
وقال مساعد رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية المكلفة متابعة مهمة المراقبين
على الجاروش "كل المؤشرات تدل على التمديد لمدة شهر لبعثة المراقبين العرب في
سوريا اذ لم يكف الشهر الاول لاداء المهمة بسبب تخصيص جزء كبير منه للتحضيرات اللوجستية".
واكد مسؤول اخر رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان "عدد المراقبين
قد يرفع الى حوالى 300"، اي تقريبا ضعف عددهم الحالي".
وقال المسؤول ان "العديد من الدول العربية رفضت فكرة ارسال قوات
عربية الى سوريا" وهو اقتراح طرحه امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني. ورفضت
دمشق كذلك هذا الطرح متهمة قطر "بتسليح العصابات الارهابية" في سوريا.
وبعد اكثر من عشرة اشهر من اعمال العنف طالب عدد من حركات المعارضة برفع
الملف السوري الى الامم المتحدة متفقا مع المطالب الغربية.
وانتشر المراقبون العرب بعد موافقة دمشق على بروتوكول يحدد اطر مهمتهم
التي تنص على وقف العنف وانسحاب الدبابات من المدن وحرية تنقل وسائل الاعلام الاجنبية.
لكن ايا من تلك البنود لم يطبق.
واعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان انه "على الجامعة
العربية ان تعترف علنا بعدم احترام سوريا خطتها" وحث مجلس الامن الدولي على فرض
عقوبات على دمشق لوقف العنف.
ميدانيا اعلن مصدر حقوقي ان عبوة ناسفة انفجرت بحافلة كانت تقل سجناء
في محافظة ادلب ما اسفر عن مقتل 15 سجينا فيما افاد مصدر رسمي عن مقتل 14 موقوفا واصابة
26 اخرين و6 من عناصر الشرطة المرافقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان "سقط 15 شهيدا خلال انفجار عبوة
ناسفة بحافلة كانت تقل مساجين على طريق ادلب قرية المسطومة" (شمال غرب) مشيرا
الى "عشرات الجرحى بعضهم في حالة حرجة".
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن الحادث نفسه ان
"مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت سيارة تابعة لقوات حفظ النظام تنقل موقوفين بين
اريحا وادلب في منطقة المسطومة ما ادى الى مقتل 14 واصابة 26 من الموقوفين".
ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي ان الاستهداف تم على مرحلتين "ما ادى
الى وقوع هذا العدد من القتلى والجرحى" موضحا ان "ستة من عناصر الشرطة المرافقين
لسيارة نقل الموقوفين اصيبوا وجراح بعضهم خطيرة".
كما استهدفت المجموعة ايضا "سيارات الاسعاف التي قدمت لاسعاف المصابين"
بحسب الوكالة.
وفي ريف دمشق، افاد مدير المرصد في اتصال هاتفي لوكالة فرانس برس ان
"رجال الامن اطلقوا النار على مشيعين شاركوا في جنازة شخص قتل في دوما يوم امس
(الجمعة) ما اسفر عن جرح 25 شخصا بينهم اربعة بحالة حرجة".
واشار عبد الرحمن الى ان "نحو 20 الف شخص شاركوا في التشييع".
من جهة ثانية اعلن المرصد مقتل تسعة عسكريين بينهم اربعة ضباط خلال اشتباكات
جرت مع منشقين في بلدة تقع في محافظة ادلب، شمال غرب سوريا.
ونقل مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن ضابط منشق في المنطقة في اتصال هاتفي
مع وكالة فرانس برس قوله "ان اشتباكات جرت بين الجيش وجماعة منشقة على المدخل
الشمالي لمدينة معرة النعمان اسفرت عن مقتل تسعة عسكريين بينهم اربعة ضباط، اضافة الى
منشق".
وفي هذه المنطقة ايضا، تحدث المرصد في بيان عن "اشتباكات عنيفة بين
الجيش ومجموعات منشقة في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية استخدم خلالها الجيش الرشاشات الثقيلة"
مشيرا الى "مقتل عنصر امن على الحاجز الغربي في البلدة".
واضاف في بيان منفصل ان "اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش ومجموعات
منشقة بين بلدتي احسم والبارة بجبل الزاوية" مشيرا الى انه "لم ترد اي انباء
حتى اللحظة عن اصابات".
كما عثر على جثامين ثلاثة عسكريين بينهم ضابط برتبة ملازم اول على مفرق
قرية بابولين، بحسب المرصد.
ونفذت قوات الامن السورية فجر السبت حملة اعتقالات في قرية ابلين بجبل
الزاوية واعتقلت سبعة مواطنين اربعة منهم من عائلة هرموش، بحسب المصدر ذاته.
ووقع السبت حادثان على الحدود بين لبنان وسوريا.
فقد اعلن مصدر رسمي سوري السبت مقتل ثلاثة عناصر من "مجموعة ارهابية
مسلحة" اثناء محاولتها التسلل ليل الجمعة السبت عبر الحدود السورية اللبنانية.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) "اشتبكت عناصر من الجهات المختصة
مع مجموعة ارهابية مسلحة الليلة الماضية اثناء محاولتها التسلل عبر الحدود السورية
اللبنانية بمنطقة تلكلخ (ريف حمص) وقتلت ثلاثة من افرادها بينما فر باقي افراد المجموعة
باتجاه الاراضي اللبنانية".
ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي ان "المجموعة الارهابية كانت تحاول ادخال
كميات من الاسلحة الى سوريا بالقرب من قرية المشيرفة" السورية، كما اشار
"الى انه تمت مصادرة هذه الاسلحة مع الذخائر التي كانت بحوزتها دون وقوع اصابات
بين عناصر الجهات المختصة".
والحادث الثاني وقع في البحر على الحدود الشمالية للبنان مع سوريا. فقد
اعلنت مصادر لبنانية ان ثلاثة صيادين لبنانيين كانوا يصطادون في زورق خطفوا ونقلوا
الى الاراضي السورية ليعلن لاحقا عن مقتل احدهم واصابة آخر بجروح واعتقال الثالث.
وكان علي اسعد خالد مختار بلدة العريضة الحدودية بين لبنان وسوريا، اعلن
لفرانس برس ان "مسلحين كانوا على متن مركب صغير خطفوا صباح السبت ثلاثة صيادين
لبنانيين كانوا في زورق صيد داخل المياه الاقليمية اللبنانية" قبالة شاطىء العريضة،
و"توجهوا بهم نحو الاراضي السورية".
واضاف ان المسلحين الذين لم تعرف هويتهم "اطلقوا النار على الزورق
اللبناني قبل الامساك بالصيادين الثلاثة"، مشيرا الى ان الحادث وقع قرابة السادسة
والنصف صباحا (4,30 ت غ).
وفي المساء اعلن اللبناني احمد حمد لفرانس برس ان ابنه وشقيقيه كانا على
الزورق، موضحا ان زوجته دخلت سوريا بعد الحادث وتمكنت من رؤية ابنها ماهر "ميتا
نتيجة اصابته بالرصاص في مشرحة مستشفى باسل الاسد في طرطوس".
كما اكد ان شقيقه خالد (35 عاما) الذي كان كذلك على المركب الذي تعرض
للاعتداء "مصاب وموجود في المستشفى"، بينما شقيقه الآخر المخطوف ايضا فادي
(36 عاما) "موجود في فرع المخابرات السورية في طرطوس"، بحسب قوله.
وفي اول تعليق رسمي على الحادث، "استنكر" رئيس الجمهورية ميشال
سليمان "اطلاق النار الذي ادى الى سقوط ضحية".
واكد سليمان في بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئاسة "ضرورة احترام
سيادة كل دولة على اراضيها"، و"دعا الى التعاون بين الجانبين السوري واللبناني
لمنع تكرار ما حصل، طالبا تسليم الاشخاص الذين احتجزوا بالسرعة الممكنة ومباشرة التحقيقات
ومراجعة الاجراءات الواجبة لتجنب حصول مثل هذه الحوادث مستقبلا".
ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس سقط اكثر من 5400 قتيل
حسب الامم المتحدة، واعتقل عشرات الالاف بحسب المعارضة.
ولا يعترف النظام السوري بحجم حركة الاحتجاج ويؤكد انه يقاتل "مجموعات
ارهابية" يتهمها بالرغبة في زرع الفوضى في البلاد في اطار "مؤامرة"
يدعمها الخارج.
على خلفية هذه الاجواء المتوترة قالت الخارجية الاميركية انها تفكر في
اغلاق سفارتها في دمشق. واعلنت السفارة في بيان "تحن قلقون جديا من تدهور الوضع
الامني في دمشق بما في ذلك (الهجومان) بالسيارات المفخخة مؤخرا، وعلى سلامة وامن اعضاء
سفارتنا".
وقالت الخارجية الاميركية "طلبنا ان تتخذ حكومة سوريا تدابير امنية
اضافية لحماية سفارتنا"، موضحة ان الحكومة السورية "تنظر في هذا الطلب".
وتابعت "ابلغنا الحكومة السورية انه اذا لم تتخذ خطوات عملية في
الايام المقبلة، فقد لا يكون لدينا خيار آخر غير اغلاق بعثتنا".
( ا ف ب )