الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 13:42
إبراهيم حمو :قراءة متأنية بين سطور برنامج الإتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا




إبراهيم حمو :قراءة متأنية بين سطور برنامج الإتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا
الإثنين 16 كانون الثّاني / يناير 2012, 13:42
كورداونلاين
فالأصل في فكرة الاتحاد الليبرالي الكوردستاني - سوريا هو الحاجة الماسة الى تشكيل إطار مشترك بين نشطاء الحراك الشبابي بمختلف تسمياتهم ورؤاهم من جهة وبين كافة فعاليات المجتمع

قراءة متأنية بين سطور برنامج الإتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا إبراهيم حمو   16/12012

ورد في الفقرة الأخيرة من مقدمة برنامج الإتحاد مايلي:

فالأصل في فكرة الاتحاد الليبرالي الكوردستاني - سوريا هو الحاجة الماسة الى تشكيل إطار مشترك بين نشطاء الحراك الشبابي بمختلف تسمياتهم ورؤاهم من جهة وبين كافة فعاليات المجتمع التي بقيت في حالة الترقب والانتظار لما هو قادم من جهة أخرى.

بوقفة تأنٍ وتأملٍ بين مفردات الفقرة هذه، يتبادر إلى الذهن، ويطفو على سطح الذاكرة في الوهلة الأولى، الفراغ السياسي الذي عاشه الشباب الكوردي من الجيل الجديد، وتحديداً جيل الإنتفاضة الكوردية، والثورة السورية العارمة، صحيح أنه عايش أطراً تنظيمية إيديولوجية مختلفة، من قومية ويسارية ودينية، لكنها لم ترو ظمأه، لأنها غالباً  ماتدعو إلى تمجيد الذات والإشارة صراحة أو من طرفٍ خفي إلى الدونية التي يتسم بها المقابل المختلف، وهي في أحسن حالاتها دعوة إلى جمع شمل اللون الواحد، والمذاق الواحد، والرائحة الواحدة، فالعروبيون وفي مقدمتهم البعثيون مثلاً كانت دعوتهم قومية صرفة تمجد العنصر العربي منذ أكثر من نصف قرن من الزمن، وتنتقص من شأن القوميات الأخرى المتعايشة معها بشكل متداخل، أو التي تجاورها في المنطقة الجغرافية، ومن أجل تثبيت النعرة العنصرية هذه وزعم أحقيتها في العيش، سعى بكل مالديهمن طاقات إلى تذويب العناصر الأخرى المختلفة في بوتقة العروبة، حتى دفعتهم جرأتهم إن لم نقل وقاحتهم في هذا المضمار إلى التباهي بمقولة أن العرب هم أفضل الأقوام، وأن اللغة العربية هي أفضل اللغات.

وخطوا خطوات مريبة على الأرض في هذا المضار سواء في سوريا أو في العراق، والعنصر الكوردي كان المستهدف الأول في العملية، بسبب عراقته وعمق وجوده التاريخي، وصعوبة اقتلاعه منجذوره، لذا ركَّزوا جُلَّ اهتمامهم عليه،ويبدوا ذلكبجلاء في مشروع محمد طلب هلال المسئول الأمني في منطقة الجزيرة يومذاك، في بداية ستينات القرن المنصرم، وماتلتها من مشاريع عنصرية غير إنسانية من قبل الحكومات البعثية المتعاقبة على دست الحكم في سوريا، وحملات الأنفال السيئة الصيت، واستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً في حلبجة ومناطق أخرى من كوردستان، ومحاولات التطهير العرقي الأخرى التي نفذها بعث العراق التوأم للبعث السوري الذي يعتبر مؤسسه ميشيل عفلق ربيب دهاليز النازية والفاشية الغربية( الأب الروحي لهما)، ومايقال هنا ينسحب على الطورانية التركية ببعهديها القديم والجديد، ومحاولاتها الدؤوبة للعمل على اضمحلال كافة مكونات الدولة التركية وسحقهاتحت العجلة التركية الطاحنة، والأمر نفسه يتكرر في قبضة الدولة الأخمينية القديمة والحديثة.

مايمكن قوله بحق الدعوة القومية السائدة، يمكن قوله بحق الإسلام السياسي وكذلك الإيديولوجيات الأخرى من ماركسية واشتراكية وغيرها، الأمر الذي دفع بجيل الثورة إلى البحث عن الفكر البديل الذي يمنح الإنسان حريته، ويحمي له قدسيته في إطار صون الحقوق العامة في المجتمع، وهو أرقى مايحوم حوله البحث الدؤوب لتحقيق الأمن الإقتصادي والسلم الإجتماعي، وصولاً إلى مجتمع إنساني تسوده العدالة في أبهى صورها، بعيداً عن الوصاية الإيديولجية التي يتخذها البعض سلماً للإرتقاء الشخصي أو الفئوي وإن على حساب الآخر المماثل في الكينونة الآدمية.

لم يتمرد جيل الثورة على أركان النظام واللامؤسساته الفاسدة فحسب، وإنما تمرد على كل قديم مستهلك في المجتمع، سواء على الصعيد السياسي أو الإجتماعي أو الفكري المتكلس، وهاهوذا يشق طريقه بمساعدة من لديهم الخبرة والتجربة ممن عانوا كثيراً من المظاهر السلبية التي أنتجتها القوالب المتخشبة الآنفة الذكر، فغدت لهم شحنات حافزة إلى مواكبة روح العصر، وإيجاد البديل الأمثل جنباً إلى جنب مع النشأ المجبول خلقة على لفظ البالي والتشبث بالجديد الباني.

فالليبرالية في الحقيقة هي بمثابة طوق للنجاة في معمعان الصراعات الفكرية والإيديولوجية القائمة، التي قد تدفع بمجتمعنا السوري المتعدد إلى الإنزلاق في هاوية التصادم، الذي لن يخرج منها أحد بمكسب، وإنما الجميع سينالهم الحيف والأذى والضرر.

 إن كان شباب الكورد هم أول من بحثوا عن زورق للنجاة، ووجدوا ضالتهم المنشودة في الليبرالية فكراً، فذلك لأنهم كانوا الأكثر تضرراً من الأطر الفكرية القديمة، وكانوا معنيين قبل غيرهم في البحث عن البديل، وخاصة هم أصحاب تجربة على الأرض قبل غيرهم من الشباب السوريين، بفضل الإنتفاضة الآذارية المباركة التي انطلقت شرارتها الأولى من ستات قامشلو عام 2004 واكتسحت كالبرق الخاطف كل المناطق الكوردية في كوردستان سوريافي وقت قياسي قصير، ولاحظوا عن قرب محاولات تثبيط الهمم التي مورست عليهم من هنا وهناك بغية ثنيهم عن حراكهم الفطري، الذي لم يقف وراءه أي فكر إيديولوجي لاكوردياً ولاسورياً في المستوى الأعم.

من المؤمل أن يلامس الفكر الجديد ضمائر القوى الصامتة المتحيرة والتي بقيت ردحاً من الزمن تترقب وتنتظر بفارغ الصبر قدوم البشير إيذاناً بعهد جديد،ٍ وبحياة حرة كريمة،وبمستقبل واعدٍورشيد، لجميع السوريين في ظل دولة مدنية تعددية إتحادية لامركزية سياسية تعترف بخصوصيات الجميع.

578.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات