دعا رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى في مؤتمر صحفي عقده في الجزائر العاصمة السبت أنقرة إلى عدم "المتاجرة بدماء الجزائريين" وذلك ردا على اتهام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فرنسا بارتكاب "إبادة" في الجزائر،
دعا رئيس الوزراء الجزائري احمد اويحيى السبت تركيا الى عدم "المتاجرة بدماء الجزائريين" وذلك ردا على اتهام نظيره التركي رجب طيب اردوغان فرنسا بارتكاب "ابادة" في الجزائر في رد فعل منه على تبني فرنسا قانونا يجرم انكار "ابادة" الارمن.
وقال اويحيى في مؤتمر صحافي "نقول لأصدقائنا (الاتراك) لا تتاجروا بنا".
واضاف ان "كل واحد حر في الدفاع عن مصالحه، لكن لا يحق لاحد ان يتاجر بدماء الجزائريين".
وذكر رئيس الوزراء الجزائري ان "تركيا هي التي سلمت الجزائر للفرنسيين بعد ثلاثة ايام من بداية الغزو (سنة 1830) وتركيا صوتت في الامم المتحدة ضد كل القرارات التي كانت في صالح الجزائر قبل استقلالها (في 1962)".
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتهم فرنسا بارتكاب "ابادة" في الجزائر في رد فعل منه على تبني فرنسا قانونا يجرم انكار "ابادة" الارمن.
وقال اردوغان "تقدر ب15 بالمئة من سكان الجزائر نسبة الجزائريين الذين تم قتلهم من قبل الفرنسيين منذ 1945. هذه ابادة" في اشارة الى ضحايا معركة استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي بين 1945 و1962.
واكد اويحيى الذي يتزعم حزب التجمع الوطني الديموقراطي، ان تركيا "ساهمت بشكل ما في كل الجرائم التي قامت بها فرنسا في الجزائر".
وقال "تركيا عضو في الحلف الاطلسي، وفرنسا كانت تحارب الجزائريين بسلاح الحلف الاطلسي، لذلك فلا بد ان رصاصة ما قتلت الجزائريين مصدرها تركي".
وكان حزب جبهة التحرير الوطني حليف حزب اويحيى في الحكومة اعتبر ان رئيس الوزراء التركي باتهامه فرنسا بارتكاب ابادة في الجزائر، لم يعبر سوى عن "مطلب تاريخي" للجزائريين.
واكد الحزب الذي قاد حرب استقلال الجزائر بين 1954 و1962 ان "جبهة التحرير لم تتوقف يوما عن الطلب من فرنسا الاعتراف بجرائمها المرتكبة في الجزائر خلال الاحتلال".
واضاف ان "فرنسا اعترفت بابادة الارمن فلماذا لا تفعل نفس الشيء مع ابادة الجزائريين؟".
ورفض رئيس الوزراء الجزائري "البكاء على الاطلال" للحصول على "اعتذار فرنسا على جرائمها في الجزائر".
كما رفض اويحيى سن قانون "لتجريم الاستعمار (الفرنسي)".
وذكر ان رؤساء الجزائر السابقين مثل احمد بن بلة (1962-1965) وهواري بومدين (1965-1978) ومحمد بوضياف (كانون الثاني/يناير-يونيو/حزيران 1992) لم يطلبوا قانونا لتجريم الاستعمار "ولا احد يشك في وطنية هؤلاء".
واضاف "سنحصل على الاعتذار بقوتنا كما فعلت الصين مع اليابان وكوريا الجنوبية".
وتابع "انظروا الى العالم كيف اصبح يهرول نحو الصين منذ ان اصبحت اول اقتصاد في العالم وكأنهم اكتشفوا طريق الحرير من جديد".
واعلن وزير الخارجية الفرنسي آلآن جوبيه في 16 حزيران/يونيو 2011 خلال زيارة الى الجزائر ان الفرنسيين "ليسوا بعد مستعدين" للتعبير عن الندم، ودعا الى "عدم التطرق الى ما لا نهاية" الى التاريخ الاستعماري.
وخلال زيارة قام بها الى الجزائر في كانون الاول/ديسمبر 2007، انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشدة النظام الاستعماري "الظالم بطبعه" لكنه رفض فكرة "التعبير عن الندم"، معتبرا ان ذلك شكل من اشكال "الحقد على الذات" و"التشهير" بالنفس.
( أ ف ب )