السفير الكوبي في النمسا : للكورد تاريخ طويل مع الثورات ولكوردستان مكانة في القلب
بدل رفو : السفير الكوبي في النمسا يتحدث لي للكورد تاريخ طويل مع الثورات ولكوردستان مكانة في القلب
العدالة الاجتماعية كان هدف الثورة الكوبية
بدل رفو السفير الكوبي في النمسا يتحدث لي: للكورد تاريخ طويل مع
الثورات ولكوردستان مكانة في القلب
السفير الكوبي في النمسا : العدالة الاجتماعية كان هدف الثورة الكوبية
بدل
رفو
النمسا\
غراتس
في
أمسية خريفية ورومانسية ،مساء حيث كانت
مدينة غراتس تحتفل بمرور 200 عاما على انطلاقة الجامعة التكنولوجية في
المدينة التي تخرج منها كبار العلماء
النمساويين الذين سجلوا تاريخ النمسا الحديث: كان اللقاء مع السفير الكوبي (خوان كارلوس
مارسان) ليحل ضيفاً على عشاق كوبا وأصدقائها
وجمعية تشي غيفارا الثقافية التي مضي
عليها 10 سنوات على تأسيسها .أسست هذه
الجمعية الشاعرة والروائية النمساوية ماريا انغيبورك
اورتنر، من أجل مد جسور الثقافة بين إقليم شتايامارك النمساوي وكوبا. لقد كان
الحضور في إحدى صالات شارع كايسير فيلد في مركز المدينة وحيث زينت الصالة بإعلام
كوبا وصور فيديل كاسترو ورمز كوبا الخالد تشي غيفارا الذي غدا رمزاً للشباب
والباحثين عن العدالة الاجتماعية وبالأخص بين الطبقة الفقيرة.
سفير
شاب ذو ملامح لطيفة وبساطة لم أتعود عليها بين السياسيين. وقبل أن ترحب رئيسة
الجمعية(انغيبورك ماريا اورتنر) بتقديم الضيف السفير الجديد للحضور ،بعد أن كانت
سفيرة كوبا السابقة نورما صديقة عزيزة لي
وللشعب الكوردي، رددت مع نفسي :يا ترى ما
هي مؤهلات هذا السفير الشاب كي يتقلد هذه الوظيفة وليس لهم المحاصصة ؟وربما هو ابن
عم كاسترو أو قريبه .ولكن الأفكار كلها تلاشت حين تحدث السفير بثقافة عالية وثقة
متينة بالنفس عن بلاده كوبا ودورها في العدالة الاجتماعية وعجلة الحرية . وقال:
جئت أمد لكم يد الصداقة ويد شعبي وبلادي ونكمل المسيرة التي بدأتها السفيرة
السابقة نورما،فقد كانت السفيرة نورما دليلا على توثيق العلاقة بين الإقليم وكوبا
من جميع النواحي الثقافية والتجارية والتعليم.
لقد كانت محاضرة السفير تتحدث في إطارها حول الثورة الكوبية. وأجاب السفير على أسئلة الحضور بكل ثقة
وابتسامة. والأجمل دور المترجم (مانويل فيلليكاس) في ترجمته الرائعة التي أضفت
عليها نبرات الصوت وحركات اليدين والجسد والرأس قيمة عالية. ومعرفتي بهذا المترجم تعود لسنوات مضت ولتغطيتي
الإعلامية لنشاطات كوبا الثقافية وكذلك انضمت السكرتيرة الثانية للسفير(ايفيت
اوبيتز) بالرد على الأسئلة وبعدها انضمت زوجته أيضا .
لقد
كنت مدعوا من رئيسة الجمعية الروائية ماريا اورتنر بلقاء صحفي وبعد المحاضرة وحين علم بجذوري الكوردية وبلادي
كوردستان فرح السفير كثيرا ودار بيننا حديث وابتسامته لا تنتهي. وسألته منذ 10 سنوات جمعية تشي
غيفارا مدت الجسور لكوبا والإطلاع على الثورة والشعب ،ما الذي قدمتموه لهذه
الجمعية؟ وبما أن ماريا اورتنر كانت تجلس معنا فقالت :بأن هدفنا هو التبادل
الثقافي ومد جسور العدالة الاجتماعية والحرية والتطلع لآفاق تسودها الأحلام والأمان
والعيش معا كبشر وهناك وفود كوبية فنية وأدبية تصل الإقليم سنويا لإقامة أسبوع
كوبا الثقافي وكذلك من طرفنا أيضا. وشكر
السفير ماريا اورتنر على إجابتها بدلا عنه،ولكن كوبا تظل مركز الثقل وقلب العدالة
والثورات وصوت الشعوب المضطهدة في العالم ولكن لم نسمع ولم يسمع العالم صوتكم جراء
ما يحدث في الشرق وثورات الشعوب من اجل حريتها وأين انتم من هذا العالم الآن؟؟هكذا
كان طرح سؤالي وأجاب:اجل لكم الحق. ونحن مع كل الشعوب التي تقرر مصيرها بيدها من
دون تدخلات أجنبية ولكن لا تنس هدف الغرب
منابع النفط .فقد سبق أن قالها كاسترو قبل الآن بأن القوى الكبرى ستدخل في ليبيا
من اجل منابع نفطها وهذه ازدواجية الغرب في التعامل مع الثورات. ونحن ومن دون أن
نقولها فهي استقلال الشعوب والعالم ضد العبودية ولكل شعب حرية القرار ونحن نحترم
قرارات الشعوب.
وحين
سألته بأنكم سفير شاب لسياسة شابة فهل لكم سياسة خاصة وآراء خاصة أم الطريق على آثار السياسة القديمة؟؟فأجاب
مبتسماً كعادته بأنه هو في النمسا صوت كوبا ويمثل ثورتها وهي مسؤولية كبيرة وسياستي أن ابرز الوجه
الجميل لبلادي للعالم.
أما
حين سألته بأن الكوبيين لا يدرسون تاريخ الثورات في العالم وهم متشبثون فقط بتاريخ
ثورتهم فمثلا قبل عامين حين التقيت رفيق تشي غيفارا(ليوناردو تمايو) وسألته عن
الكورد ولم يعرف شيئا عن الكورد وتاريخهم الطويل في الثورات فكيف تقيمون ذلك وماذا
تعرفون انتم عن الكورد ؟فأجاب قائلا:لقد كان لنا دور كبير في نجاح الثورات في
العالم . لقد سقط الآلاف من الكوبيين بجنب
الفيتناميين وفي أمريكا اللاتينية وفي انغولا وناميبيا ونيكاراكوا. أما عن الكورد
وكوردستان فلا تتصور بأن أحدا عاش شعبه ثورة ولا يعرف شيئا عن الكورد وبطولاتهم
وثوراتهم. وللكورد وكوردستان مكانة واحترام في قلبي. فرحت جدا حين علمت بأنكم من
كوردستان وسيصل صوتي لأبناء شعبك وتحياتي لهم وكل الاحترام لهم. وحين سألته :أثناء حديثكم رددتم أكثر من
مرة هذه الجملة(كما قال تشي غيفارا)فالعبارات
والزمن قد تغير والسياسة قد تغيرت وما زلتم متشبثين بأقواله الثورية؟ فأجاب :تشي
غيفارا ليس ملكا فقط لكوبا بل صار رمزاً إنسانيا كبيرا لكل المتطلعين للحرية ومن
اجل الحقوق المشروعة في سبيل العدالة الاجتماعية.
حديث
شيق وبالرغم من ضيق الوقت مع سفير شاب
وكبير بثقافته وحبه لشعبه وبلاده. ولهذا قلدته بلاده هذا المنصب بجدارة. وقال في
الختام: تحية وسلام لكوردستان .
بدل
رفو
www.badalravo.net