الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 02:05
حوار المشاهد السياسي مع المعارض السوري الكردي جوان يوسف




حوار المشاهد السياسي مع المعارض السوري الكردي جوان يوسف
الإربعاء 04 كانون الثّاني / يناير 2012, 02:05
كورداونلاين
جوان يوسف عضو المجلس الوطني السوري والمناضل الكردي الذي أمضى سنوات عدّة في سجون الأسد، يرى أن الرئيس السوري بشّار الأسد الذي يقوم اليوم بقتل شعبه.. مجنون

جوان يوسف عضو المجلس الوطني السوري والمناضل الكردي الذي أمضى سنوات عدّة في سجون الأسد، يرى أن الرئيس السوري بشّار الأسد الذي يقوم اليوم بقتل شعبه.. مجنون. جوان خورشيد يوسف من مواليد 1966، التحق بالحزب اليساري الكردي بداية الثمانينيات من القرن الماضي، ثم حزب العمل الشيوعي، واعتقل من العام 1987 وحتى العام 1994، وبعدها ساهم في تأسيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان «الراصد»، وساهم في تشكيل «إئتلاف شباب سوا» مع مجموعة من النشطاء الشباب. وهو يعلّق على الحديث التلفزيوني الأخير للأسد مع «باربرا والترز» قائلاً إن الرجل باعترافه يعلن ـ وإن بغير قصد ـ أنه مجنون! فالرئيس السوري بشّار الأسد قال إن من يقتل شعبه مجنون. وهو يقوم اليوم بقتل شعبه.. إذن فهو مجنون.

> لماذا تعتقد أنه حاول خلال هذا الحديث الايحاء بأنه ليس الحاكم لكل ما يجري في سورية؟

< هو يريد أن يتهرّب من المسؤولية الجنائية عن قتل ما يزيد على أربعة آلاف سوري وسوريّة، بينهم كثير من الأطفال، وفاق تقارير الأمم المتحدة، عندما يقدّم للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية، ونحن نوثّق جرائمه وجرائم النظام حتى يأتي يوم المحاكمة.

 

> لكنه ردّد في الحديث بأن التهديدات والعقوبات الدولية لا ترعبه؟

 

< صحيح أنه في العام 1986 خضعت سورية للعقوبات من قبل بريطانيا، وفي العام 2000 من قبل أميركا، لكن عقوبات المجتمع الدولي والعربي اليوم ستترك آثارها في الاقتصاد السوري بشكل واضح، وإن كانت ستؤثّر سلباً أيضاً في الشعب السوري، لكن علينا أن نتحمّل هذا الأمر بهدف الوصول إلى هدفنا وهو إسقاط النظام.

 

> وهو يرى أن ما جرى قد يكون أخطاء قام بها بعض المسؤولين؟

 

< إن ما يقوم به النظام واضح بأنه يتم عن سابق إصرار وتصميم ويهدف إلى إبادة الشعب السوري.

 

> وهو يقول إنه بدأ فعلاً في الاصلاحات التي يطالبه بها المجتمع الدولي.

 

< نعم هو قام بهذه الاصلاحات منذ العام 2000.. وإصلاحاته هي: حملة اعتقالات في ربيع دمشق في العام 2004، وتكميم أفواه المعارضين في العام 2009، وها هو اليوم يقتل شعبه.

الخروج من الحزب

> كنت من كوادر حزب العمل الشيوعي في وقت سابق، وأمضيت ثماني سنوات في المعتقل السياسي على خلفيّة ذلك، فلماذا تركت الحزب بعد ذلك؟

 

< كل سرب الحركة الكردية آنذاك لم يستوعب صوتي، كما أنها الآن ترفض استيعاب صوت الشباب وتطلّعاته، لذا كان خروجي من سرب الحركة ـ إن صحّ التعبير ـ للبحث عن مشروع سياسي يستوعبني كفرد وكجماعة، على الأقلّ بالمعنى النظري والمعرفي، فبداياتي في العمل السياسي كانت في الحركة الكردية، حيث بدأت مع الحزب اليساري الكردي في مطلع الثمانينيات، الذي انفصلت عنه مع المؤتمر الخامس لأسباب سياسية، ووجدت نفسي أكثر تقاطعاً مع برنامج حزب العمل الشيوعي، ولم يكن الأمر يتعلّق بالجانب الكردي فقط، إنما كان لأنه الحزب الوحيد الذي دعا إلى دحر?الديكتاتورية والظفر بالحرّيّة السياسية، فضلاً عن تضمّن الشق المتعلّق بالقضية الكردية حق تقرير المصير للكرد في سورية، وتقسيمها إلى مستويين أو مرحلتين: الأولى الانتقالية، وذلك بالعمل من أجل إنجاز النظام الاشتراكي، والادارة الذاتية للكرد، والاستراتيجي حق تقرير المصير للكرد بما يعني الانفصال، مرهوناً بالتطوّرات الإقليمية والمحيط الكردستاني، وهذا ما يبدو بأن هذا البرناج أكثر راديكالية ووضوحاً حتى الآن، من برنامج معظم الأحزاب الكردية، وقد دافع كوادر الحزب أمام أسوأ المحاكم السورية، محكمة أمن الدولة العليا، عن هذ? البرنامج، ودفعوا بالعشرات من الشهداء، وأكثر من ثلاثة عقود من الاعتقال والملاحقة على مذبحه، وهذا ما يجعلني أكنّ لأعضاء هذا الحزب وكوادره الاحترام والتقدير، رغم أن حزب العمل انتهى بالمعنى السياسي منذ أن سقط جدار برلين، وبالمعنى التنظيمي لا أعتقد أن ما هو قائم امتداد له.

 

> بعد اندلاع الثورة مباشرة، شاركت في تأسيس «إئتلاف شباب سوا»؟

 

< تأسس «إئتلاف شباب سوا» في 23/4/2011 نتيجة لالتقاء إرادة الشباب في المساهمة في التغيير، وبعد حوارات ولقاءات بين مجموعات شبابية مختلفة ومتعدّدة المشارب السياسية والمعرفية، اتّفقت على المشاركة في قيادة الاحتجاجات والتظاهرات السلمية في جميع مناطق وجودها، ومن المجموعات التي ساهمت في تشكيل «إئتلاف شباب سوا»: تجمّع شاب الكرد ـ حركة 15 آذار ـ الشباب المستقلّون ـ حركة شباب الكرد «سيوان» ـ سورية لنا ـ تجمّع طلبة الكرد الأحرار ـ نداء المرأة السورية «القامشلي» شباب المستقبل ـ نداء الشباب الحر «بانك» ـ حركة الإخاء الع?بي الكردي.

 

> وكيف ترى الى دور الشباب في الثورة الآن وفي المستقبل؟

 

< أعتقد أن هناك مفهوماً خاطئاً حول دور الحركات الشبابية ومستقبلها، إذ إن المفهوم المتداول هو أن الشباب هم تجمّع، وأن التنسيقيّات هي أدوات للاستلاء على السلطة، أو شغل مقاعد في الحكومة الانتقالية، في حين أن الحراك الشبابي هو ضمير الثورة وهو محرّكها الأساسي، وهو المستقبل لبناء النظام القادم، ليس من خلال شغل المقاعد، وإنما من خلال ترسيخ وعي وثقافة الرفض، ومن ثم صياغة مستقبل البلد من منظوره، بوصفه قوّة صاعدة، وسيكون الضابط لأي حكومة قادمة بعد سقوط النظام.

 

وأتمنّى أن ندرك أن إسقاط النظام ليس باستبداله بنظام آخر فقط، وإنما بإعادة صياغة كاملة لمجمل المنظومة الثقافية والمعرفية والأخلاقية، وهذا بعينه هو هدف الثورة التي ندفع من أجلها الغالي والرخيص.

 

> ولماذا تأخّر حراك المنظّمات الكردية عن بدايات الثورة؟

 

< الحقيقة أن نشطاء المجتمع السوري ـ الكردي لم يهدأوا يوماً، ولم يستكينوا، رغم العنف الذي كانت تمارسه السلطة بحقّهم، إلا أن قسماً منهم تراجع، ليبحث عن مخارج للأزمة العامّة تحت يافطات متعدّدة: المعارضة تحت سقف النظام، أو مواربة تحت سقف الوطن، أما القوى الحقيقية والخلاّقة فكانت في وضع الكمون، تعدّ وتراكم الطاقات والرؤى، من أجل الانتقال إلى حيّز الدفاع عن مصالحها التي هدرت خلال العقود الماضية، بمواجهة السلطة التي حرمتها من كل أشكال الحقوق المادية والمعنوية، واستلبتها واستباحت كرامتها واحتقرتها ثقافياً واضطهدتها?سياسياً. لذلك رأينا ظهور مجموعات وقوى على ساحة الفعل السياسي تقود العمل الاحتجاجي بسرعة أذهلت السلطة والمعارضة التقليدية على حد سواء.

 

> الكرد مكوّن رئيسي في سورية، فلماذا لم تتم الدعوة الى التظاهرات من جانب قياداتهم؟

 

< الثورة اعتمدت في أساسها على وحدة الشارع السوري قولاً وممارسة، واتّضحت تجلّياتها في تسمية أيام الأسبوع، وفي وحدة الشعارات التي رفعت في التظاهرات طوال الأشهر الماضية، من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق. وقد سمّيت إحدى الجمع بجمعة «أزادي» وما زالت هذه المفردة تتردّد في كل مناطق سورية وبالكردية رغم مرور شهور عليها، وهناك آليّة لاختيار أسماء الجمع بين مختلف المجموعات الشبابية على الساحة السورية، وهذا دليل على فشل النظام السوري في محاولة فصل الحراك الكردي عن محيطه الوطني السوري.

 

> لكن بعض المراقبين يرون أن انخراط الكرد في الثورة السورية لم يبلغ المستوى المطلوب حتى الآن؟

 

< أعتقد أن الكرد حتى الآن يفتقرون إلى وعي ذاتهم كشعب من دون الاتكاء على الآخرين، لذا نجد أن إرادة التغيير غير حاضرة في وعيهم، وهذا ما تجلّى عبر التاريخ في انتظار الآخر أو العمل بدلالة الآخر، وما قاموا به عبر تاريخهم النضالي كان وعياً غير تاريخي: مجرّد رغبة سالبة واندفاع صارخ نحو مجهول، ويؤسفني أن أقول غالباً ما كانوا خدمة للآخرين. وللكرد في سورية خصوصية أخرى تجلّت عبر تاريخهم النضالي في الارتهان إلى القوى الكردية الإقليمية وخدمة مصالحها، من دون أن تعير هذه القوى الاهتمام اللازم بهم حتى في أشد الأوقات، هذا م? تجلّى في انتفاضة 12 آذار (مارس) 2004، إذ إنه رغم كل الاضطهاد الذي مورس بحقّهم عبر عقود، لم يتحرّك الكرد كما تحرّكوا آنذاك للدفاع عن رموز كردية خارج الجغرافيا السورية.

 

> وماذا عن المرأة.. هل بلغت المشاركة النسوية في الحركة الثورية المستوى المطلوب؟

 

< للأسف المرأة الكرديّة مهمّشة وتعاني كثيراً العسف والاضطهاد، وهذا ما ينعكس على مجمل مشاركتها في الحياة العامة، رغم أنني أعتقد بأنه إذا ما فاضلنا بين مشاركتها في الحياة العامّة سابقاً والآن في الاحتجاجات، لوجدنا أن هناك حضوراً ومساهمة جيّدين نسبياً.

 

> هل توافق على القول بأن الشارع الكردي في الوقت الراهن يعيش حالة من الأزمة والانقسام على نفسه، وأن هناك هوّة بين الشباب والأحزاب؟

 

< نعم أوافق على هذا إلى حد بعيد في ذلك، لكن الهوّة ليست بين الأحزاب والشباب، بقدر ما هي بين الشارع عموماً والأحزاب.

 

> هل نجحت الثورة في إحداث تغيير ايجابي في مواقف الأوساط العربية من القضية الكردية؟

 

< الثورة أنتجت وعياً سورياً جديداً بعيداً عن قصور في الرؤية تجاه الآخر، وهذا الوعي بدأ يأفل مع أفول الاستبداد، وهذا ما تجلّى في رؤية لجان التنسيق المحلّيّة حول الأزمة في سورية كأحد أهم القوى التي أنتجتها الثورة.

 

> هناك عشرات المجموعات الشبابية في المدينة الكردية الواحدة بعد «ربيع الثورات العربية».. ما هي أسباب هذا التشرذم؟

 

< نحن نعتقد أن الأمر ليس سيّئاً بالطريقة التي يتم تناولها من قبل بعضهم، وهي حالة صحّيّة إلى حد بعيد، إذا ما استثنينا بعضهم ممن اتّخذوا الفضاء الإلكتروني ساحة للتشويش على حراك الشباب، فقد فتحت الحرّيّة أبوابها أمام الشباب والشعب السوري عموماً، والكردي خصوصاً، من دون مقدّمات ومن دون أن نمتلك الحد الأدنى من المقوّمات لهذا الفضاء الذي كنا نطمح إليه، لذا وجد الشباب أنفسهم في ساحة جرداء بالمعنى التنظيمي، إلا ما خلت من تلك التنظيمات الكلاسيكية التي فشلت على مدى عقود في تحقيق أي مطمح أو تطلّع للشباب، ولم تستطع أن ت?وغ برنامجاً أو محدّدات تؤدّي إلى تأطير وعي الشارع في لحظة الثورة هذه، فمن الطبيعي أن ينطلق الشباب «على ملا وجهه» ـ كما يقال ـ للبحث عن أدوات على عجل تساهم في إنجاز الثورة، وهي مرحلة انتقالية مفصليّة سوف تستقرّ، وأعتقد أنها بدأت في ذلك.

 

> وحال التشرذم ينطبق على معظم أحزاب الحركة الكردية التي تحرّكت في الوقت الضائع؟

 

< نعم، معظم أحزاب الحركة الكردية تحرّكت في الوقت الضائع وبعضها لم تتحرّك إلا على مضض، وأعتقد أن السبب وللأسف ليس منطقياً، وليس كما يدّعون بأنهم يريدون المحافظة على الوضع الآمن للمناطق الكردية، لأن من يقوم بالقتل هو النظام وليس المتظاهرين السلميّين >

 

عن " المشاهد السياسي "

1995.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات