بناء الأمة عبر الانترنيت: دراسة حالة المهاجرين الأكراد في ألمانيا
ترجمة: راستيان قامشلو
1-
مقدمة:
أصبحت مسعى بناء الأمة أسهل لسبب اختراع الانترنيت. فعن طريق الإرسال السريع ومعالجة الأخبار,الأفكار, الصور, عبر الانترنيت تم التغلب على البعد الجغرافي
مما مَكن من تبادل المعلومات من شكل غير معروف إلى آخر مفهوم. يتعرف أناسٌ من مُختلف الجنسيات و الاثنيات العرقية على هويتهم وعلى بعضهم البعض من خلال مجتمعات وجماعات اجتماعية" انترنيتية" مختلفة. جعل انتقال الرموز, الشخصيات, والأساطير من مواقع الانترنيت, قوائم الايميلات في غرف الدردشة, منتديات الحوار, ومجلات وجرائد الأخبار من عملية تخطيط والحفاظ ونشر الأفكار لهويات" قومية "في فضاء الانترنيت ابسط ارخص وأسرع أكثر من ذي قبل.
تؤكد الأبحاث المتعلقة بالاغتراب والانترنيت بأن البناء القومي الرقمي هو ظاهرة حقيقية, خاصة في حالة مجتمعات الاغتراب التي
لا تملك دولة قومية (كحالة التاميل من سيريلانكا ,التيبت من الصين, الأكراد من الشرق الأوسط). إضافة,الى ذلك تستعمل هذه المجموعات الانترنيت لتقدم نفسها إلى المجتمع الدولي كقوميات أو اثنيات مستقلة .(انظر دايمنداكي
2003,ادامسون 2008).
يسعى المهاجرون بمساعدة اللوبي الرقمي (عن طريق المطالب الانترنيتية, مظاهرات, التدرب في مجال التوعية
و حملات الاحتجاج) لحشد الدعم لأهدافهم. تستخدم هذه المجموعات الانترنيت للتأثير بشكل مباشر في سياسات الساحة الدولية.
تتناول هذه المقالة عملية بناء الأمة عند المهاجرين الأكراد في ألمانيا. الشتات الكردي في ألمانيا هو احد اكبر المجموعات العرقية التي لا تمتلك دولة قومية خاصة,
يقترب تعدادها من 700-800 ألف فرد. إلى حد ما فأن المهاجرون الأكراد في ألمانيا منظمون سياسيا بشكل جيد. السؤال الجوهري لهذه المقالة هو : هل حالة "عملية بناء الأمة
بالشكل الرقمي" لهذا الشتات الذي
لا يملك دولة قومية خاصة به موجودة ضمن الجالية الكردية المهاجرة في ألمانيا وإذا كانت موجودة , كيف نُظمت في الفضاء الانترنيتي الافتراضي؟
2-
الإطار النظري
تتعامل المقالة مع الإطار النظري لمبدأ بنديكت أندرسون للأمة "كجماعة متخيلة" أو كـ " أمة متخيلة", وبكلمة أخرى بناء الأفئدة و العقول لأفراد هذه الأمة. يشعر أفراد المجتمع المتخيل برابطة لوطن حقيقي أو رمزي.
هذه الرابطة مدعومة باللغة, الرموز, الأساطير و التاريخ. يطلق اندرسون على هذه العناصر تسمية "المواد الخام للقومية". هذه الخصائص متنقلة عبر الحدود وخلال الأجيال. تأخذ الرموز المشتركة المنتشرة عن طريق الوسائل المطبوعة بين أفراد المجتمع العرقي أو اللغوي دوراً مركزيا في تطوير و صيانة الهويات الجامعة, على سبيل المثال الهوية الوطنية
(اندرسون). لذلك لا تعتمد عملية بناء الأمة بشكل حاسم على القرب الجسدي لأفراد المجتمعات بين كل فرد وأخر لكن على التخيل: "في الواقع جميع المجتمعات
التي تتجاوز قرى بدائية ذات اتصال (وجه لوجه) هي تخيلية. تحتاج الجاليات أن تكون متمايزة ليس فقط بأصالتها/زيفها, لكن بالشكل الذي فيه هم متخيلون"
) أندرسون(.
وبحسب أندرسون, المثال ملموس لهذه العملية التخيلية هي قراءة الصحف اليومية. "يَحدث هذا في خلوة في {عرين الأسد} داخل العقل. يدرك كل قارئ بان خلوته هذه تحدث بشكل متزامن مع الآلاف
(إن لم يكونوا ملايين). القارئ مقتنع حول وجودهم, لكن لا يملك فكرة عن هويتهم. المهم هو الترتيب الزمني لخلوته, دائما يدقق بشكل متكرر(صباحا في وقت معين مرة أخرى في الأمسيات بوقت محدد أيضا. (اندرسون). يقول
أندرسون بأنه" بينما يراقب قارئ الصحف كيف بالضبط تتطابق صحيفته في النفق, عند الحلاق, وعند جاره
وجميعها تتلف, يحصل بشكل مستمر على اليقين, بحيث
يتجذر العالم المتخيل في الحياة اليومية (....), يتسرب الخيال بهدوء وثبات نحو الواقع بذلك تنشا هذه الثقة الجديدة بالملاحظة في مجتمع مجهول, والذي يتميز, بشكل لا يدع مجالا للشك, بسمة قومية حديثة " (اندرسون1983).
هذه الخصائص لـ "الجماعة المتخيلة" تنطبق
بنفس الآلية على الانترنيت. في العالم الرقمي والمعولم للقرن الحادي والعشرين ,يقدم الانترنيت نفس الفرص لما قدمه الإعلام المطبوع في القرنين التاسع والثامن عشر, والى حد ما القرن العشرين. بالتأكيد
تقود سرعة النشر, خيارات التشكيل و صعوبة رقابة المؤسسات الحكومية على كل مجتمعات الشتات المبعثرة على الأرض, لتسريع وتيرة هذه العملية. لذلك يمكن أن يُنظر إلى شبكة الانترنيت كوسيلة فعالة للغاية في بناء الأمة
(راجع بيكر 2001- ديامانداكي 2000 ).
أندرسون نفسه يَعترف بإمكانيات الانترنيت في بناء الأمة. فيما يتعلق بالمهاجرين, يبين أندرسون بأن الاتصال الجماهيري وبخاصة فرص الاتصال التي يقدمها الانترنيت لمجموعات مهاجرة, بالسماح بالاتصال يوما بيوم مع وطنهم الأصلي, مما يفسح المجال للحفاظ
على الـ" القومية عبر المسافات البعيدة". كذلك قد يرغب بعض أفراد من الجاليات المهاجرة المشاركة في سياسات بلدانهم الأصلية (أندرسون).
سوف تُطبق المقالة الحالية مبدأ أندرسون لـ(الأمة المتخيلة(على استعمال الانترنيت ضمن الدياسبورا الكردية في ألمانيا. هدفنا هو تحديد فيما إذا يتم استخدام الانترنيت لغرض بناء القومية ضمن جالية الشتات الرقمية وأيضا
فيما إذا يقوم الانترنيت بتسريع مبدأ أندرسون لبناء الأمة؟
3-
الوضع الحالي للبحث: نظرة
عامة
العمل مع ظاهرة بناء الأمة عبر الانترنيت إلى حد ما أكثر تطورا في الأدب
الناطق بالانكليزية عنه من الأدب الناطق بالألمانية. تناولت العديد من الدراسات عملية بناء الأمة
عبر الانترنيت. يبدو التأثير الثقافي-السياسي و الاجتماعي لـبناء الأمة, واضحا جدا
في العالم الحالي. تُطبق نظرية أندرسون حول "الأمة المتخيلة" بصورة
متكررة.
يقول ديامانداكي بان "المزايا
التي يقدمها الانترنيت لهذه الجماعات -(أي جاليات الشتات التي لا تمتلك دولا قومية
خاصة بها)- هائلة جدا". علاوة على ذلك, انه " واضح بالنسبة للشعوب عديمة
الجنسية فقد وجدت سياسات الهوية في الفضاء الانترنيتي وسيطا مثاليا للدعاية
والتعبئة" (2003). يشدد بيكر بأن " القومية مزدهرة على الانترنيت"
(2001). أما ايركسن فانه يؤمن "واحدة من أكثر النتائج المثيرة للاهتمام في الأبحاث
الأخيرة حول استخدام الانترنيت هو انه غالبا ما تستخدم هذه التكنولوجيا لتقوية
الهويات الوطنية بدلا من إضعافها". علاوة على ذلك "الانترنيت هو مفتاح
التكنولوجيا لتجميع الأمة (2006). يمضي ايركسن قدما ليجادل بان "قوة الأساطير
الوطنية, الرموز والتاريخ" تنتج في
العديد من مجتمعات الشتات هوية وطنية بحيث تتواجد منظمات السياسية وتولد عملية
بناء الأمة بنفس مستوى العالم الواقعي المجرد".
في ألمانيا حتى الآن, لا يوجد أنشطة
مختصة تهتم بشكل نوعي بمسألة بناء الأمة على الانترنيت. حيث تتناول بعض الأبحاث مسألة
الشتات الرقمي وتشرح بشكل خاص المزايا التي
يمكن أن يوفرها الانترنيت. فأنها تتطرق للأطر الثقافية الاجتماعية أو وصف الثقافات
ولا تشمل وجهة النظر للعلوم السياسية . هذا بالكاد يخوض في العواقب السياسية
الملموسة لتطوير بناء الأمة الرقمي لجالية الشتات الخاصة والوطن وأيضا بلد الإقامة.
هناك مجموعة متنوعة من المقالات
العلمية حول الأكراد والاغتراب أو وسائل الإعلام
الكردية. ومع ذلك هذه الكتب تتناول إما النشاطات السياسية للأكراد في تركيا
(راجع ماكدويل 1996) أو استخدام وسائل الإعلام التقليدية (البث الفضائي أو الصحف),
من قبل الدياسبورا الكردية (راجع حسن بور 1997) جميعها لا تناقش الدور الدقيق
للانترنيت بالنسبة للدياسبورا الكردية في ألمانيا.
4- بناء الأمة الكردية عبر الانترنيت
في ألمانيا. دراسة الحالة
4-1 فريق الدراسة: الأكراد
في ألمانيا
للأكراد جالية مهاجرة كبيرة تقدر بـ
1.2 إلى 1.5 مليون فرد في أوربا يعيش اغلبهم (700-800)ألف في ألمانيا. تم تقسيم
وطنهم الأم من قبل حدود دول جديدة بعد الحرب العالمية الأولى. حدث هذا بسبب تأسيس
تركيا إيران سوريا والعراق كدول قومية. فلم تؤسس دولة كردية مستقلة خلال القرن
العشرين. سَبَبَ التمييز القومي عدداً من التمردات الكردية من قبل الأكراد في جميع
الدول القومية الأربعة المذكورة. ترافق قمع هذه التمردات في أغلب جميع البلدان الأربعة
مع الترحيل التام لـ "عشائر" كردية نحو المنفى أو مع حظر تام للغة
والثقافة الكردية في الدول المذكورة. قاد
هذا إلى سياسة الصهر الرسمية. خلال القرن العشرين كان ملايين من الأكراد من العراق
وإيران وتركيا وسوريا مجبورين ليغادروا أوطانهم
ويتجهوا غربا (راجع جونستون 2000).
يلعب الشتات الكردي في ألمانيا وأوربا
دورا ثقافيا وسياسيا هاما للأكراد في جميع أنحاء العالم. من الناحية التاريخية
ساهمت الدياسبورا (الشتات) الكردية بشكل محوري في تطوير الوعي القومي الكردي, في
الوطن الأم والشتات على حد السواء. فعلى سبيل المثال كانت اللغة والأدب والموسيقى
الكردية محظورة لفترة طويلة في تركيا. في رد فعل على ذلك, وضع أفراد من الاغتراب
الكردي جهدا خاصا في المحافظة وتطوير الثقافة الكردية. بالرغم من الحظر والمقاضاة الحكومية, عملت محطات التلفزة
الكردية في أوربا بحيث قامت بالبث في أوطانهم.
كانت الصحف والجرائد تطبع وتوزع في أوطانهم عبر حركات كردية سرية. وبنفس الوقت, في
الثمانينيات أسست العديد من المعاهد الثقافية والعلمية بقصد التطوير و الأبحاث المتعلقة
باللغة, الثقافة والأدب الكردي في ألمانيا وكل أوربا (انظر بونسين 2004).
4-2
الأسلوب
للتحليل التجريبي لأثار الانترنيت على
تطوير القومية بين الدياسبورا الكردية في ألمانيا, تم إجراء دراسة على الانترنيت
في فترة زمنية لمدة ستة أسابيع ( من الأول من تموز ولغاية الخامس عشر من آب 2008).
ولأجل هذا اتخذت أربعة خطوات للتحليل:
في الخطوة الأولى حاولنا أن نحصل, بالشكل الكامل
قدر الإمكان, على نظرة عامة لمواقع الويب الكردية الموجودة في ألمانيا. لأجل هذا كتبت
في محرك البحث GOOGLE خمسة عشر كلمة منتقاة بشكل مختلط , مثل
"مواقع كردية", "سياسات كردية", باللغتين الكردية والألمانية.
كانت معايير الاختيار: أولا إشارة
مرجعية واضحة ومحددة لألمانيا( مثلا لغة ألمانية, المجال de , مرجعية نصية),
الثانية, "مرجعية كردية" محددة للموقع (مثلا لغة كردية أو أشخاص من أصل
كردي كمزودين للموقع). ثالثا, مرجعية سياسية واضحة ومحددة حول الموقع(اسم الموقع,
دافع الموقع..).
للتعامل مع الطبيعة الحركية لمحتوى
ووجود مواقع الانترنيت, كانت عناوين المواقع الكردية ذات الصلة تذكر في ملف بيانات
خاص. تُبع هذا, بحفظ لقطة فوتوغرافية للمواقع ذات الصلة بنهاية ملف. بتطبيق هذه الإجرائية, تم العثور على 103 موقع
ويب ذو علاقة بالدراسة الحالية. بشكل إضافي, قُيمت هذه المواقع 103 بحسب عناصر
التصميم, مثل الموسيقى و الألوان, الرموز, التاريخ الكردي, خرائط, والأساطير والتي
هي ممثلة نسبيا ممثلة في بداية الموقع أو في نهايته.
وفي خطوة ثانية, اخترنا من هذه 103
موقعا ذي صلة عشرة مواقع ذات صلة بشكل
بالغ مع مرجع سياسي قوي لتحاليل محتوى مفصل بشكل نوعي. من ناحية, جرى
تحليل هذه المواقع مع الأخذ بعين الاعتبار السمة الشكلية لعناوين ومجال الانترنيت,
معلومات حول المزود, سهولة الوصول إلى جميع مكونات الموقع, تفاعل مكونات الموقع
المتاحة و تردد المستخدم ( من خلال ضربات مؤشر الفأرة أو الخضوع في فترات زمنية منتظمة).
أيضا حللنا السمات السياسة والسياقية للموقع, بما فيها المواقع المغطاة, نقل عن
مصادر المعلومات, حجج أساسية, الأنشطة السياسية المستمرة.
ثم في الخطوة الثالثة, تم اخذ مزود
خدمة الموقع ومشاركات المستخدم للمواقع العشرة
الأكثر صلة لفترة زمنية هي أربعة أسابيع (15تموز-15 آب- 2008). استعلم استبيان
مزودي المواقع العشرة عن الدوافع, الأهداف, المجموعات المستهدفة, خلفية المهاجر, معرفة
مواقع مشابهة, إضافة إلى تقييم الإمكانات السياسية الكاملة لهذه المواقع. استجاب
ثمانية مزودين للاستبيان. و من جهة أخرى, مع مشاركات المستخدمين الأكراد, أخذ جانب
سلوك المستخدم الشخصي للانترنيت فيما يتعلق بمواضيع سياسية الأولوية. وبالمجموع شارك, 136 مستخدما من ألمانيا
في استطلاع المستخدم للمواقع المختارة.
أخيرا في الخطوة الرابعة, أجرينا
تحليل روابط للمواقع 103 المنتقاة. أنتجت هذه العملية بيانات حول الترابط
الافتراضي لمختلف المواقع الكردية-الألمانية مما وفر مؤشرا حول فكرة رئيسية تقريبية
للانترنيت, نوعا ما يمكن مقارنته مع أداء مصادر في النصوص العلمية. فيما يتعلق
بالروابط الموجودة بين المواقع, سوف يتم إحالة مستخدم الموقع إلى مواقع أخرى بمحتوى مشابه.
يشير هذا إلى الإبحار و "سلوك التصفح" للمستخدم. علاوة على ذلك, تزيد
عدد ونوعية الروابط في الموقع شفافية وشدة
ارتباطها على الانترنيت مما يسهل ويسرع عثور محركات البحث عليها. لذلك, يمكن أن
يكون المستخدمين موجهين بسهولة أكثر من مواقع أخرى (M C Nally 2005).
4-3 النتائج
4-3-1 بناء ـ"الأمة
المتخيلة" على الانترنيت
العناصر : الرموز والإشارات
على المواقع
يؤكد
أندرسون بان الهوية الوطنية هي متنقلة عبر الرموز, الأساطير, والخرائط. إذا تمعنا
في المواقع الكردية فأن واحدة من النتائج الأولى التي نستطيع أن نلاحظها هي بأن
رموز وإشارات كردستان, على الغالب خريطة كردستان المعروفة جيدا, العلم الوطني
الكردي, والألوان الوطنية الأحمر الأخضر الأصفر, هي السائدة على المواقع (انظر
الشكل 1). تعرض جميع المواقع المائة والثلاثة على الأقل واحدا أما من "رمز وطني",
"مؤشر وطني" , "موقع
وطني" أو "العلم الوطني" للأكراد. هذه الأمور أصبحت أكثر بروزا في المواقع
العشرة المنتقاة. يمكن أن توجد "الرموز الوطنية" فعلا في عنوان الموقع (
مثلا www.kurdistan-post.com) أو شعار
الموقعwww.palpalo.de) , , أو في عناوين أسفل العنوان" مثلا العنوان كردستان للموقع (www.kurdmania.com) .
كانت عناوين التاريخ الكردي, ثقافة شخصيات, أساطير,
إبطال وطنيين, مواقع وطنييه ودينية موجودة تقريبا في معظم مواقع الويب التي تم
البحث فيها (منتديات بوابات ومدونات). تملك هذه العناوين وظيفة حث مستخدمي الموقع
لتكوين وطنهم التاريخي, ومن اجل ذلك ينمي هوية وطنية. من خلال قوة المعرفة الكافية حول أمتهم الخاصة ذات التاريخ المشترك, الأبطال الوطنيين, الأساطير, والرموز
يجب أن تعزز الهوية الوطنية لهؤلاء المستخدمين.
لذلك تمنح هذه المواضيع إلى جانب القوة
السياسية إضافة للمعلومات التاريخية دورا محوريا في خلق الوعي الوطني (انظر
ديامانداكي- بيركر)
الشكل 1شعار موقع بال
بالو
الأدوات :الصحف/
الراديو عبر الانترنيت, المنتديات والبوابات
يقول أندرسون أيضا أن الأدوات
الرئيسية لنشر فكرة الأمة هي أساسا الصحف والراديو. من المهم جدا ملاحظة: أن الأدوات
المستخدمة عبر الانترنيت لخلق أمة كردية رقمية هي بشكل رئيسي أدوات الإعلام
التقليدية مثل الصحف والراديو, والتي هي الآن
تتحول إلى صحف/ راديو عبر الانترنيت الخ. على أية حال, الشكر للانترنيت. يمكن أن
تكون الصحف والراديو تصل الآن إلى كل نقطة في الكرة الأرضية و في أي وقت. حازت المواقع الشخصية ومدونات الويب على المشاهدة الأقل (انظر الجدول
1). وتجدر الإشارة أيضا بان المراجع السياسية كانت متميزة جدا لجميع مواقع كردية.
جدول 1 : تنسيق المواقع
السياسية الكردية في المانيا
النسبة المئوية(العدد=
103)
البوابات 13.7
الصحف/الراديو عبر
الانترنيت 50.0
مدونات الويب
11.8
تحوي
الصحف عبر الانترنيت مثلا (www.kurdistan-post.com) الأخبار
الحالية للسياسات, الثقافة وتطورات بخاصة فيما يتعلق بالكورد و كوردستان. أما على منتديات عبر
الانترنيت مثلا www.rojakurd.de يتبادل الأكراد بشكل غالب من الشتات أرائهم وتجاربهم حول مواضيع ثقافية وسياسية تهم الأكراد
وكردستان. وبالنسبة لبوابات المعلومات مثلا www.afrin.net / www.amude.com
/ www.rizgari.com كانت المحتويات بشكل رئيسي تتمحور حول السياسة الاقتصاد والأحداث
الاجتماعية في الموطن الكردي, إضافة للدياسبورا. أما المدونات مثلا يناقش المدونون مثلا www.kurdistan-blogg.de, الأحداث المتعلقة بالأكراد
وكردستان, وأيضا مواضيع في وطنه والدياسبورا.
الهدف الرئيسي لمواقع الهيئات و المجموعات
مثلا (www.yekkom.com أو www.komkar-info.org) هو تعزيز إدراك الهوية الكردية الوطنية في الاغتراب ولحماية ذلك
لمدة زمنية معتبرة. أن النشاط السياسي لمختلف المنظمات والجماعات الكردية هي
الدعاية بأشكال أخرى عبر لغات متعددة (ألمانية, انكليزية, فرنسية, ايطالية, سويدية
إلى جانب الكردية والعربية والتركية والفارسية). علاوة على ذلك, تنشر معظم مواقع
الجماعات والنوادي تقارير من ألمانيا حول مواضيع سياسية حالية (مع مرجعية إلى الأكراد)
أو حول الدياسبورا الأوربية وكردستان على التوالي.
تنشأ مجتمعات الانترنيت (www.pen-kurd.org www.kurdos.de ,www.palpalo.de) نوعا آخر من وجود
الانترنيت, تتناغم هذه الجاليات الانترنيتية بالمقام الأول مع الأكراد القاطنين في
ألمانيا, سويسرا و النمسا. يصبح هذا بارزا
من خلال خيارات اللغة. فهذه المواقع ومنتديات الحوار هي بالأساس بالألمانية. واللغة الكردية هي اللغة الثانية. تتوفر الأخبار, الصور, الشعر, والنشاط أساسا باللغة الألمانية. منتدى المناقشة أيضا هو بالألمانية.
تقدم هذه المواقع خدمة التحميل. غالبا ما تكون المحتويات بدون مقابل وتشمل موسيقى
كردية وصور من مواقع تاريخية (مثلا حسن كيف او قلعة ديار بكر في تركيا) أو مناظر طبيعية في
كردستان.
احدث شكل من وجود الويب هو الموسوعة
الانترنيتية مثلا (www.kurdica.com). بحسب المزود, فان الموقع ينير"الثقافة, اللغة الدين وتاريخ
الأكراد, في جميع أراضي أسلافهم او في الدياسبورا".
كما تم ذكره سابقا, تملك الغالبية المهيمنة
لأشكال محتوى الكردي للانترنيت نقاط مركزية لخصائص مشتركة:
1- تقريبا في جميع المواقع يتم مناقشة التاريخ الكردي
المشترك, مجتمع, سياسات, اللغة, الأدب بشكل مطول. بالإضافة يتم تغطية معلومات متعلقة بـ"مذابح"
كردية مختلفة(مثلا حملة الأنفال في العراق خلال الثمانينيات) على نطاق واسع.
2- يملك المستخدمون نفاذا الى
الراديو والقنوات الكردية ( ROJ TV KURD 1 //KURDSTAN
TV/KURDSAT /DENGE MEZOPOAMIA ) تقريبا في
معظم مواقع الانترنيت. إضافة إلى ذلك, توفر مواقع الويب برامج التلفزيون و الراديو
الكردية أو رابط إلى توثيق من التلفزيون الألماني يتطرق إلى مسائل كردية.
3- الأغلبية
العظمى من نداءات محتوى الانترنيت لأجل المظاهرات, حملات المطالب, ونشاطات ثقافية
وسياسية مثل السمينارات والحفلات المصممة حول مواضيع كردستان والقضية الكردية بحيث
يمكن أن توجد في العالم الحسي والانترنيتي.
الأحداث الانترنيتية (سيمنارات,
التدريس, حلقات النقاش, حفلات)
تقدم مواقع الويب فرص كبيرة
للمستخدمين على الويب لتقوية جماعات"الوعي". فبالإضافة إلى التصوير
المفصل لتاريخ كردستان و الرموز والأساطير, أيضا تزود هذه المواقع مستخدميها بفرص
من التدريب وإمكانيات التدريب المتقدمة. هذا يكون في أشكال محاضرات اونلاين ,
دورات في اللغة, مؤتمرات واحتفالات افتراضية. يستطيع مستخدمون من ألمانيا وكل مكان
حول العالم النفاذ إلى المنتجات. علاوة على ذلك, يمكن للمستخدمين تبادل المعلومات
حول مواضيع كالهوية الكردية, الثقافة والسياسة والدياسبورا.
يقول أندرسون في مقابلة سابقة بان
" خصوصية الانترنيت تقدم لجماعات مهاجرة الإمكانية الاتصال يوما بيوم مع
موطنهم الأصلي, مما يفسح المجال لتطور (قوميات على مسافات بعيدة) ضمن جاليات
المهاجرين. هذا يفترض بان نشاطات الانترنيت تبقي الوطن الام في أولوية ذهنية أفراد
الجالية, تقودنا لنتوقع بان تركيز المواقع هو بشكل رئيسي الوطن الأم للجالية...
تحليلاتنا لتحيز سياسات المحتوى لمواقع الويب الكردية والألمانية تظهر بان الموطن الأصلي
الكردي والدول الإقليمية هي صلب مواضيع مختارة للمائة وثلاثة موقع ويب (بـ92.2%). المحتوى العالمي هو بطريقة
مماثلة واضح جدا. غالبا, هذه الحالة تتم عندما تتناول الأخبار الدولية أو الأحداث
بشكل مباشر أو غير مباشر الأكراد او "كردستان". بالإضافة للمحتوى
المتعلق مع الموطن الأصلي, فان المانيا هي أيضا في صلب المحتوى. ولكن بالتأكيد
المحتوى المهيمن يشر إلى الأكراد. تشكل الدياسبورا الكردية في ألمانيا, مع
نشاطاتها الثقافية والسياسية, بؤرة مركزية
أخرى للمواقع الويب(13.3%).
في اغلب مواقع الويب منتديات مدونات,
ومنتديات الحوار, فان الموضوع "سياسات", هو المهيمن, بشكل خاص كردستان
والمسالة الكردية. من الملاحظ انه توجد مسبقا مرجع سياسي معترف به في الاسم. أكثر
من (80.4%) من مواقع الويب كان المرجع السياسي مسبقا مكتشفا في عنوان " من
نحن" أيضا عناوين الأزرار, , الأفكار الرئيسية وكراسات الاونلاين هي مسيطرة
وتميل نحو المحتوى السياسي. هي تملك تركيز مركزي في سياق الكلام المتعلق حول
"كردستان" والثقافة الكردية (تاريخ أساطير, رموز).
من المفيد أن نلاحظ من هم مزودي مواقع
الويب: تظهر تحليلاتنا حول مزودي مواضع الويب الكردية في ألمانيا بان المزودين هم
غالبا جمعيات أو منظمات غير تجارية مثل أحزاب سياسية أو منظمات غير حكومية( أكثر
من 55%) ومستقلين ( أكثر من 32%). وهكذا, من الواضح بان بشكل خاص جمعيات الشتات الكردية الألمانية تدعم
بشكل متكرر جرائد الانترنيت او بوابات المعلومات.
فهم القوة الدافعة وراء خلف الموسوعات, المنتديات, والمشاركات الحية. تشكل
مواقع الويب التجارية فقط 4% من مواقع الانترنيت الكردية الألمانية (انظر الشكل
2) عدد103
مزودي مواقع الويب
السياسية الكردية مع مرجعية إلى ألمانيا
هيئات/ غير تجارية 55.4
مستقلين/ خاص 32.7
منظمات تجارية 4.0
ترك معظم المزودين موطنهم الأصلي بسبب
التزامهم بهويتهم الكردية. مزودي العشرة مواقع الكردية المنتقاة هم جميعا مهاجرون
من الجيل الأول الذين دخلوا ألمانيا كلاجئين سياسيين في بداية التسعينيات. هم حصلوا
على حالة وضع لاجئين سياسيين معترف بهم او امتلكوا مسبقا جنسية ألمانية. أغلبية
ساحقة منهم (9 من 10) يملكون شهادة أو دراسة. يدير أغلبية المزودين مواقع الويب في
وقت فراغهم. في شرح دافعهم لإدارة أو تشغيل مواقع الويب , يقول أغلبية مزودين بأنهم يريدون
أن يساهموا بشيء ما بأنفسهم لإنشاء ودعهم الهوية القومية الكردية. وضح معظم المزودين بان كلمة "كردستان" تتمتع في أنشطتهم الانترنيتية والمكتوبة بالأولوية القصوى.
الإفادة التالية لمزود صحيفة عبر الانترنيت يتوضح هذا النقطة: " لقد كنت في
كل حياتي ناشطا من اجل تحرير كردستان, تلعب كردستان دورا مركزيا لأجلي".
4-3-2 إعادة تمثيل إل"امة
المتخيلة" إلى الجمهور العالمي
التشبيك بين مواقع الويب
أن الأدوات المستخدمة لتمثيل الأمة
الكردية الى الجمهور العالمي هي بشكل أساسي الشبكات, استعمال لغات مختلفة على مواقع
الويب. تظهر تحاليل الروابط لمواقع الويب
الكردية المدروسة 103 بان معظم المواقع الكردية هي مرتبطة بعضها ببعض. إلى جانب الترابطات الفعلية بين
مواقع كردية الألمانية, هناك أيضا مجموعة خاصة من الارتباطات والتي تقود
المستخدمين إلى مواقع كردية في جميع أنحاء
العالم. تحتوي هذه المواقع على بيانات ونصوص حول تاريخ, ثقافة, مجتمع, وسياسات الأكراد.
تختلق هذه المجموعة الخاصة من الترابطات العالمية نوعا من أرشيف حي عبر الانترنيت
بحيث يستطيع أن يتم النفاذ اليه باي وقت من أي جزء من العالم. مثال رائع حول هذا
النوع من الارتباطات هو موقع ( (www.akakurdistan.com, حيث يقول مزود بأنه إلى الآن لا يملك الأكراد دولة وطنية خاصة بهم ولذلك
لا يملكون أرشيفا وطنيا:"هذا الموقع.
مساحة غير محدودة, تؤمن فرصة لبناء ذاكرة
جامعة لأناسِ لا يملكون أرشيفا وطنيا".
تظهر تحاليل الربط بان مواقع الويب
الكردية موصلة بشكل قوي جدا دوليا. وهكذا, هناك ارتباطات بين مواقع الويب الكردية
في جميع البلدان الأوربية إضافة إلى مواقع الويب من شمال أمريكا ,القوقاز, والشرق الأوسط.
وهذا ما يجعل من المحتوى العالمي للانترنيت الكردي متميزا. العديد من عناوين مواقع
الويب الكردية تنتهي بـ ORG,COM,NET والقليل نسبيا ينتهي بـ DE .
يبدوا أن الانترنيت يسهل تماسك
المهاجرين الأكراد في ألمانيا,بحسب استطلاع للآراء من مقدمي الخدمات أي المزودين. إن
إفادات المزودين التالية هي نموذجية لأغلب مزودي مواقع الويب الكردية :
"[...] , يعرف أحدهم الأخر وفعلا يتبادلون معلومات بين أنفسهم ثم يروجونها كل
وقت على موقع الويب" لدينا أراء واتجاهات مختلفة, لكن غالبا نتبادل مشاعرنا, نؤمن مساعدة تقنية
وتضامن سياسي إذا لزم الأمر. وحتى أحيانا نقوم بحملات مع بعض."
اللغة
أن استعمال لغات متعددة داخل مواقع الويب هي أداة
أخرى لتمثيل الأمة الكردية لدى الجمهور العالمي. ظاهرة يمكن رؤيتها في مواقع الويب
الحالية. العديد من المواقع متاحة في لغات متعددة (38.2%). ومن اجل لذلك فان المواقع ليست فقط بالكردية أو
الألمانية لكن أيضا بالانكليزية الفرنسية الاسبانية الايطالية السويدية العربية أو
الفارسية. تأخذ "كردستان" والمسالة الكردية دائما موقع المركز في هذه
المواقع. من المهم بان المواقع جزئيا
مختلفة في المحتوى. ومن الملاحظ أيضا بان مثلا, الإصدار الألماني غالبا ما يتضمن
مواضيع متعلقة بالأكراد وكردستان في ألمانيا وأوربا. تقدم الإصدارات العربية
والتركية والفارسية بشكل أساسي في نصوص ماذا يحدث في كردستان الموطن الأم. هذا يقودنا
تماما إلى الافتراض, بان إصدارات المواقع, والتي تستخدم لغة بلدان الإقامة, تركز
على مواضيع متعلقة أكثر بشؤون خارجية ( من وجهة النظر الكردية). في الوقت الحالي,
هناك مواضيع متاحة بشكل واضح أكثر في لغات من المنطقة (كردية تركية إيرانية وعربية
) والتي تهتم بالسياسة الوطنية ( من وجهة
النظر الكردية). أمثلة على مواقع متعددة
www.pen-kurd.org / www.yxk.online.com
/www.rizgari.com/
www.efrin.com
الحملات
أداة شائعة لمحاولة التأثير في سياسات
دولية عبر الانترنيت هي تنظيم حملات عبر الانترنيت. تبين دراستنا, بان هناك حضور
كبير لحملات عبر الانترنيت. العرائض,
تراكمات, التواقيع, الدعوات والى أخره على
المواقع الويب الكردية التي تم البحث بها.
في صيف 2008 لوحده, أديرت عدد من الحملات على المواقع الكردية من ألمانيا. ومن هذه
الحملات عبر الانترنيت "أنقذوا حسن كيف" و "إنهاء الحظر الألماني
على ROJ TV " فهي لأمثلة
جيدة. هذه الحملات تم إدارتها من مواقع الكردية التي تم البحث بها , والى حد ما شبكات الاجتماعية
مثل STUVIS NET /MYSPACE . بالنسبة
للحملة الأولى طلب من الحكوميتين
الألمانية والسويسرية العدول عن تمويل مشروع بناء سد احتجازي في جنوب شرق تركيا.
حيث كانت في ذهن الحكومة التركية مشروع سد مخطط كان سيطمر موقع حسن كيف الأثري في
جنوب شرق تركيا إضافة, أكثر من 100 قرية كردية في المنطقة كانت ستكون مرحلة. أما
الحملة الثانية عبر الانترنيت كانت تعارض حظر محطة ROJTV, والتي تبث من المنفى, في ألمانيا , حيث كان الحظر مفروضا من خلال
القرار الذي أصدرته وزارة الداخلية الألمانية.
الاستقبال أو التلقي
كما لوحظ بالفعل, إلى جانب تحاليل
المواقع الـ 103 ذات الصلة بهذه الدراسة واستطلاع للمزودين لـ مواقع الويب العشرة
المختارة, أيضا تم استبيان 136 مستخدما
باستطلاع عبر الانترنيت حول سلوكهم
الانترنيتي. طرحت كمجموعة متنوعة من الأسئلة حول اهتمامات الانترنيت ونشاطات
المستخدمين. أشارت أجوبتهم بان بناء الأمة, و التي هي مسرعة من قبل مزودي المواقع,
وهذا أيضا مرحب به, مطلوبة ومسرعة من قبل المستخدمين أنفسهم. هذا واضح في
الاهتمامات السياسية لمستخدمي المواقع الكردية. هم – كما فعلت دراسة مزودي مواقع –
ركزوا على مواضيع من موطنه الام ومهتمين
بـ "كردستان". وفي المسح, الأغلبية الساحقة من المستخدمين(91%) اظهروا
اهتماما في سياسات من أراضي وطنهم (تركيا, عراق,سوريا و إيران) انظر الجدول (3).
الجدول (3) اهتمامات
سياسية لمستخدمي أكراد للانترنيت في ألمانيا
النسبة المئوية
من مستخدمي
الانترنت في ألمانيا
(العدد 135)
من الوطني الأصلي 91.1
أيضا أصبح واضحا بان مستخدمي العشرة
موقع هم نشيطين جدا من الناحية السياسية. مثلا 83% من هؤلاء قالوا بأنهم ناقشوا
بالفعل سياسات, أكثر من 57% قد كتبوا رسائل إلى المحرر أو رسائل ذات محتوى سياسي.
72.9% من المستخدمين قد شاركوا في حملات مثل جمع تواقيع, جمع تبرعات, ومطالبات
سياسية. أيضا أكثر من نصف الذين تم شملهم
بالمسح 56 امتلكوا مشاركات في مظاهرات عبر الانترنينت. او اجروا تصويتا. 33.8%
قالوا أنهم فعلا قد كتبوا ايميلات إلى سياسي (انظر الجدول 4)
الجدول(4)النشاط السياسي
لمستخدمي الانترنيت الكردي من ألمانيا
النسبة المئوية من
مستخدمي الانترنيت
-
مناقشة سياسات في 83.6
غرفة دردشة أو منتدى
-
إرسال رسالة إلى
المحرر 70.7
أو إلى سجل الزوار
-
مشاركة في جمع
تواقيع 72.9
-
المشاركة في اقتراع
مباشر 56.0
-
إرسال أيميل إلى سياسي 33.8
وبشكل واضح يلعب النشاط المرتكز على المواقع
دورا مهما في العملية السياسية. نظرة واحدة, مثلا, أغلبية مستخدمي الانترنيت الأكراد
الذين تم مسحهم قد حاولوا فعلا إبلاغ آخرين حول أحداث سياسية (79%), أكثر من ذلك,
هم يبعثون تقارير تحث أناس آخرين على توجههم السياسي الخاص(58%), العديد منهم
(60%) انجذبوا إلى مشتركين عبر الانترنيت لأحداث سياسية حالية. أو حتى قد نظموا أفعال
سياسية على الانترنيت بأنفسهم انظر الجدول 5.
الجدول (5) تأثير
النشاط السياسي لمستخدمي الانترنيت الكردي في ألمانيا
النسبة المئوية
لمستخدمي
الانترنت الكردي
-إخبار آخرين حول أحداث
سياسية 79.9
- إقناع احدهم بنفس أفكاره السياسية 58.6
- كسب مشاركة في حدث
سياسي او قاموا 60.0
بأنفسهم بتنظيم حدث عبر الانترنيت
5-الخلاصة
كما أشير سابقا في المقدمة, في نظرية بنديكت أندرسون, فان الأمة هي
"جماعة متخيلة" او "أمة متخيلة" . الانتماء الى مجتمع هو
متجدد, وبكلمة أخرى تخيل الانتماء والتماهي
مع "الامة" فيما يتعلق بالاساطير تاريخ الرموز والاشارات. وفقا لاندرسون يحدث النشر من خلال
وسائل الاعلام المطبوعة في الغالب. تفيد هذه المقالة الحالية الاستنتاج بان في حالات متعددة يفترض الانترنيت دور وسائل الاعلام المطبوعة في ايامنا
الحالية. و بسبب الاستقلال المحلي وسرعة
الاتصال, تتم عملية بناء الامة بشكل اسهل. وما دراسة حالة استخدام الانترنيت من
قبل الدياسبورا الكردية في المانيا الا كداعم لهذا الافتراض.
يأخذ الانترنينت دورا مركزيا في الأغتراب الكردي في المانيا. من
خلال جهودها في الحفاظ على الوطن التاريخي "كردستان" في الذاكرة
الجماعية الكردية, هي تخلق هوية وطنية.
الاكراد الالمان هم متميزون ادواريا في تكوين
الوطن والحفاظ على تماسك جالية الشتات. ويتعزز هذه الهوية-المهاجرة خلال الاتصال عبر الانترنت من قبل مهاجرين
اكراد اخرين في بقع اخرى من الارض. لذلك, يمكن ان يكون الانترنت ذي قيمة في دراسة
الحالة هذه كوسيلة لبناء الامة من قبل جالية الشتات والتي تفتقد دولة خاصة بها. يظهر
بحثنا بأنه توجد مسبقا "كردستان افتراضية", بحدود وطنية افتراضية. هذه الحدود لم توجد مسبقا ابدا في العالم الواقعي. الاغلبية
الساحقة من مستخدمي ومزودي المواقع الكردية يعترفون بوضوح بهذه الحدود. لكنها ليست
موجودة كدولة مستقلة بموجب القانون الدولي.
ويبدوا ايضا ان الدياسبورا الكردية في
المانيا. من خلال اهتمام الجماعات السياسية بالعالم الرقمي, الترابط فيما بينهم,
ومن خلال حملات منظمة بشكل جماعي, اضافة الى اهتمامهم ببلد الاقامة وايضا المنظمات
الدولية, قد حققوا تاثيرا في السياسات الدولية. علاوة على ذلك تتواصل الدياسبورا
من خلال لغات متعددة على مواقع الويب. مع ظهور هكذا أنواع من الانترنيت, أيضا يتم
تنظيم حملات ثقافية وسياسية (مظاهرات,
مؤتمرات, معارض) تماما كما في العالم الحسي. هذه علاقة ملموسة بأن هناك صلة بين العالم الأفتراضي عبر الانترنيت والعالم الحسي. يندمج
احدهما ضمن الاخر. ينشر الانترنيت الهوية الجامعة الموجودة والرموز القوية عبر مسافات جغرافية. هذه بدوره يخلف وعيا وطنيا يمكن مقارنته مع وعيٍ
قوي في العالم الحسي ( والذي هو متخيل حسب اندرسون).
نتيجة مهمة اخرى يمكن أكتشافها هي وجود
قوميات عبر المسافات بعيدة, موصوفة من قبل اندرسون, ضمن الشتات الرقمي الكردي.
يراقب المغتربون الكورد النشاطات السياسية
اليومية في بلدانهم الاصلية (سوريا العراق ايران وتركيا). ومن خلال حملات الأنترنيت
والتي هي على علاقة مع الوضع السياسي للاكراد في بلدانهم الاصلية, فهم يشاركون
(عبر صلات العالم الانترنينتة) في المناقشات السياسية المتعلقة بوضع الاكراد في
سوريا العراق تركيا وايران.
مقارنة نتائجنا حول الكتابات الراهنة
التي تتناول الدياسبورا الكردية و مظاهر الاعلام الجديد توضح بأن ليس هناك دراسات
متخصصة اخرى قد حللت عملية تشكيل الهوية
الانترنيتة للدياسبورا الكردية في المانيا ومع ذلك فأن, " الامة الكردستانية
الافتراضية", هي ايضا حللت في دراسات سابقة في هولندا ( راجع فان دين بوس /
نيللي 2006), وفي اجزاء اخرى من الولايات المتحدة (ارغون 2002).
بالمقارنة مع الدراسات والتي حللت
عملية بناء هوية لجماعات مهاجرة في المانيا عبر النترنينت (مثلا SOKEFILD
2002) تظهر بأن الدياسبورالكردية الرقمية هي نشطة سياسية بشكل كبير ,
بينما جماعات اخرى , حللت في الدراسات (مثلا العلويين في دراسة SOKEFILD
2002) هم اكثر نشاطا في بناء هوية ثقافية جامعة.
يمكن ان يكون أيضا مستنتجا بأن الانترنيت قد عزز فكرة بنديكت
اندرسون حول بناء الامة (عبر تسريع انتقال الرموز الاساطير والتاريخ عبر
الانترنيت). وفي حالة الدياسبورا الكردي فان النترنيت:
1- يقدم امكانية لخلق ارشيف وطني كردي عبر الأنترنيت.
ففي العالم الحسي من غير الممكن أنشاء أرشيف وطني لجميع الاكراد.
2- يقدم
حرية الراي وحرية التعبير للاكراد, والتي هي تعتبر جزئيا غير قانونية في العالم
الحسي.
3- يجعل
من الوصول الاوسع لافكار سياسية متعلقة بشأن قومية منظمات وجماعات سياسية كردية
ممكنا و
4- يوصل
الدياسبورا الكردية مع سياسات بلدانهم الاصلية (سوريا العراق ايران وتركيا) ومع
افراد الشتات في كافة انحاء العالم.
أخيرا, ليست جاليات الشتات التي تفتقد
دولتها القومية الخاصة بها "اصحاب المصلحة" الوحيدة والتي تطمح لبناء
الامة عبر النترنيت. تظهر دراسات اخرى (مثلا DING 2007- ) كلا من الدول الحديثة والقديمة تزرع بشكل متقصد بناء
الامة عبر النترنيت ضمن افراده المغتربين.
خير مثال على رعاية الدولة لبناء
الامة هي الصين. تحافظ وزارة الخارجية على مختصين بالانترنت لهذا الغرض.مع تواجد
قوي ضمن الدياسبورا الصينية الرقمية المنتشرة عبر العالم المستهدف, تدافع وزارة
الخارجية عن الوعي الوطني لجميع الصينيين عبر العالم. ولذلك, تأمل الحكومة ( من خلال
رفع مستوى الوعي للهوية الصينية ضمن الدياسبورا) بلوبي ينشط من خلال الدياسبورا
الرقمية داعمة للسياسات الصينية في الدول المستضيفة. ايضا, تتمنى الحكومة أن تكسب الاستثمار من المغتربين
لصالح الصين (راجع DING
2007 )
اريتيريا ايضا هي مثال أخر لنموذج الدولة
(حديثة) والتي ايضا تستخدم امكانات الانترنيت. يستعمل الأنترنيت بشكل خاص لحالة
عملية بناء الامة لربط مغتربيها المنتشرين عبر الارض بعد الاستقلال في ايار 1993.
يستعمل الانترنيت من قبل الدياسبورا الاريتيرية الرقمية لاجراء مناقشات حول الدولة
الحديثة ( انظر بيرنال 2006). ايضا من الجدير ذكره بان الانترنيت يؤوي طاقة كامنة تدافع عن أسس
الطابع القومي. من اجل ذلك, يقف الأساس (الوطني) في الطليعة ليس منذ زمن بعيد, لكن
في "جماعة متخيلية" تعتمد لغة مشتركة. مثال ملموس يمكن أن يكون هو حضور الانترنيت بالنسبة للمتكلمين بالاسبانية
للمهاجرين من امريكا الجنوبية و اللاتينية في الولايات المتحدة الامريكية. بالمقارنة
مع وسائل الاعلام الرئيسية المهيمنة الانكلوساكسونية, يدعم الانترنيت "هوية
خاصة" على مواقع الأنترنيت باللغة الاسبانية. لذلك تستبدل هوية الوطن الام
(المكسيكسة -الكوبية -الارجنيتينة) بهوية لاتينية جامعة تستند فقط على اللغة
الاسبانية المشتركة (راجع جيمس1998/ جيسر 2004 ). فقد حصلت فكرة بنديكت أندرسون
المتعلقة بـ "الامة المتخيلية" ابعاد جديدة عبر الانترنيت.
المصدر
الرئيسي:
- Menderes Candan and Uwe
Hunger, 2008 - Nation Building Online: A
Case Study of Kurdish Migrants in Germany. German Policy Studies Volume
Four, Number 4, pp. 125-153 2008.