وصف رئيس مركز أبحاث ودراسات قانونية سوري مهمة بعثة المراقبة المكلفة من قبل الجامعة العربية بـ "الغائمة" لأن وجودها مرتبط أساساً بالمبادرة العربية التي "لم توافق عليها سورية بشكل صريح" حتى الآن
وصف رئيس مركز أبحاث ودراسات
قانونية سوري مهمة بعثة المراقبة المكلفة من قبل الجامعة العربية بـ
"الغائمة" لأن وجودها مرتبط أساساً بالمبادرة العربية التي "لم
توافق عليها سورية بشكل صريح" حتى الآن
وحول عمل بعثة المراقبة العربية
التي تنتشر الآن في أكثر من مدينة سورية وتحركاتها، قال المحامي أنور البني، رئيس
المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية
للأنباء "من المهم التأكيد على أن البعثة أتت إلى سورية لتراقب وليس لتفتش
وتقوم بتحقيقات، ووجودها مرتبط بالمبادرة التي أقرتها الجامعة العربية والتي لم
توافق عليها سورية بشكل صريح وواضح حتى الآن، ومازالت تتهرب منها، وعليه فإن مهمة
هذه البعثة هي مهمة غائمة، لأنها لن تقوم بالتحقيق بارتكاب الجرائم أو قتل
المدنيين" وفق قوله
وأوضح البني "بما أن عملها
مراقبة فقط وليس تفتيش، فإنه من المفيد التذكير بأن كل شيء موثق لدينا بالشهادات
والوثائق وغير ذلك، ومهما كانت تقاريرها التي ستنجزها فإنها ستكون تقارير مراقبة،
وتقارير المراقبة موجودة وكل شيء موثق، وعندما نتحدث مثلاً عن جرائم حقوق الإنسان
نذكّر بأن هناك تقارير هامة جداً من الأمم المتحدة موثقة بقرارات عالمية" حسب
تعبيره
وأضاف البني "إن كانت مهمة
البعثة العربية هو تخويف السلطة السورية ودفعها لوقف القتل والعنف، فهذا بحد ذاته
أمر إيجابي بكل الأحوال، ولكن يبدوا أن وجود المراقبين في سورية هو مجرد ديكور
للمشهد، ولم ولن يؤدي إلى تغيير لغة السلطة التي تستخدم القتل والعنف، فبالأمس
قُتل طفل ورجل أمام أعين المراقبين في حمص خلال زيارتهم للمدينة" وفق قوله
وكانت بعثة الجامعة العربية قد زارت
حمص الأربعاء بمصاحبة مسؤولين من الجيش مما أثار استياء أهالي المدينة، وأثارت
البعثة الجدل عندما صرّح رئيسها بأنه لم ير شيئاً مخيفاً في المدينة التي يقول
السكان أنها قُصفت بالأسلحة الثقيلة
وحول ذلك، تابع البني "مهمة
البعثة العربية غائمة، فهي لن تقوم بالتدقيق بارتكاب جرائم، وإنما ستراقب الجيش
وتواجده في المدن فقط، وعملياً هو موجود في كل المحافظات والبلدات، وعليهم النظر
بشكل دقيق للتأكد من ذلك، إلا إذا كانت قد أتت لتحاول أن تُثبت وجود عصابات مسلحة
فهذا أمر آخر يمكن أن نتعامل معه في حينه"
ونفى البني أن تكون البعثة قد أجرت
اتصالات مع المركز أو الحقوقيين العاملين فيه، وقال "لم يتصل بنا أحد منهم
رغم وجود أسماء العشرات من الناشطين الحقوقيين السوريين لديهم"
وكان معارضون ومحتجون سوريون حذّروا
من أن السلطات ستسعى لعرض "مشهد مسرحي" لوفد الجامعة العربية، وقال
ناشطون إن الجيش يقوم "بسحب دباباته قبل ساعات من وصول البعثة إلى هذه
المدن"، كما احتجت أوساط بالمعارضة على تعيين الفريق أول السوداني محمد أحمد
مصطفى الدابي رئيساً للوفد، وقالوا إنه "جنرال مسؤول عن جرائم الحرب في
دارفور" غربي السودان
وحول إطلاق سراح جميع المعتقلين في
السجون السورية على خلفية الاحتجاجات وفق ما نصت عليه المبادرة العربية قال البني
الذي يتابع مع آخرين ملفات المعتقلين السوريين "هذا من صميم مهمتهم، ونقل
السجناء من مكان إلى مكان آخر أمر غير مجدي، فالأسماء موجودة وموثقة بالأسماء
والتواريخ، ومن غير المجدي أن تزور البعثة المعتقلات، وحتى لو رأتها فارغة لن يكون
لذلك معنى، فلدينا الأسماء موثقة وكاملة، ولم تطلق السلطات السورية سراح
المعتقلين، وتحاول حجب الشمس بغربال" على حد تعبيره.
وكانت منظمة (هيومن رايتس ووتش)
اتهمت السلطات السورية بأنها تنقل مئات المحتجزين من مراكز الاعتقال المؤقتة
والسجون إلى مواقع عسكرية لـ"إخفائهم" عن مراقبي الجامعة العربية
المتواجدين في البلاد حالياً
(آكي)