من هو محمد البوعزيزي
محمد البوعزيزي مواليد 1984 قام يوم الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول عام
2010م بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات
البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه توفي محمد البوعزيزي يوم الثلاثاء الـ 4 من كانون
الثاني/يناير عام 2011 م متأثراً بالحروق التي أصيب بها أي توفي بعد 18 يوماً من إشعاله
النار في جسده.
اخر ماكتبة
كتب البوعزيزي على الفيسبوك قبل وفاته "مسافر يا أمي، سامحني، ما
يفيد ملام، ضايع في طريق ما هو بإيديا، سامحني كان (إن كنت) عصيت كلام أمي. لومي على
الزمان ما تلومي عليّ، رايح من غير رجوع. يزّي (كثيرا) ما بكيت وما سالت من عيني دموع،
ما عاد يفيد ملام على زمان غدّار في بلاد الناس. أنا عييت ومشى من بالي كل اللي راح،
مسافر ونسأل زعمة السفر باش (أن) ينسّي
الحادثة
قبل بزوغ فجر 17 ديسمبر/ كانون الأول دفع البوعزيزي عربته في الأزقة محاولا
شق طريقه إلى سوق الفاكهة. اعترضه عناصر من الشرطة وحاولوا مصادرة بضاعته. عم البوعزيزي
رأى الواقعة فهرع لنجدة ابن أخيه وحاول إقناع عناصر الشرطة بأن يدعوا الرجل يكمل طريقه
إلى السوق طلبا للرزق.
العم ذهب إلى مأمور الشرطة وطلب مساعدته، واستجاب المأمور وطلب من الشرطية
فادية حمدي التي استوقفت البوعزيزي برفقة شرطيين آخرين أن تدعه وشأنه. الشرطية استجابت
ولكنها استشاطت غضبا لاتصال عم البوعزيزي بالمأمور.
ذهبت الشرطية إلى السوق في وقت لاحق وبدأت مصادرة بضاعة البوعزيزي ووضعت
أول سلة فاكهة في سيارتها
وعندما شرعت في حمل السلة الثانية اعترضها البوعزيزي، بحسب
علاء الدين بدري البائع الذي يعمل على عربة بجوار عربة البوعزيزي.
قال بدري "لقد دفعت محمد وضربته بهراوتها".
ثم حاولت الشرطية أن تأخذ ميزان البوعزيزي، وحاول مرة أخرى منعها، عندها
دفعته هي ورفيقاها فأوقعوه أرضًا وأخذوا الميزان. بعد ذلك قامت الشرطية بتوجيه صفعة
للبوعزيزي على وجهه أمام حوالي 50 شاهدا.
عندها عزّت على البوعزيزي نفسه وانفجر يبكي من شدة الخجل.
وبحسب الباعة وباقي الشهود الذين كانوا في موقع الحدث، صاح البوعزيزي
بالشرطية قائلا "لماذا تفعلين هذا بي؟ أنا إنسان بسيط، لا أريد سوى أن أعمل".
بعد الصفعة، ذهب البوعزيزي إلى بهو المدينة وطلب أن يلتقي بأحد المسؤولين.
قال له الموظف، كلا وطلب منه الذهاب إلى البيت وأن ينسى الموضوع. عاد إلى السوق وأخبر
زملاؤه الباعة بأنه سوف يُعلِم العالم كله عن الحيف الذي وقع عليه والفساد المستشري
في النظام.
قال إنه سيشعل النار في نفسه.
بائع آخر في السوق اسمه حسن قال "كنا نظن أنه مجرد كلام".
بعد ذلك، تناهت إلى سمع باعة السوق أصوات صراخ تتعالى من مكان قريب.
محمد البوعزيزي، وبدون أن يقول أي شيء بعدما قاله لزملائه في السوق، وقف
أمام مبنى البلدية وسكب على نفسه مخفف الأصباغ (ثنر) وأشعل النار في نفسه.
اشتعلت النيران، وأسرع الناس وأحضروا طفايات الحريق ولكنها كانت فارغة.
اتصلوا بالشرطة، لكن لم يأت أحد. ولم تصل سيارة الإسعاف إلا بعد ساعة ونصف من إشعال
البوعزيزي النار في نفسه.
بن علي يهرب إلى السعودية
أجبرت هذه الانتفاضة الرئيس التونسي زين العابدين بن على -الذي كان يحكم
البلاد بقبضةٍ حديدية طيلة 23 سنة- على التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد خلسةً إلى
السعودية وذلك يوم الجمعة الموافق للـ 14 من كانون الثاني/يناير 2011 م. وتولى في نفس
اليوم الوزير الأول محمد الغنوشى رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة إضافة إلى منصب الوزير
الاول خلفا لزين العابدين بن على
من هي فادية حمدي التي صفعت البوعزيزي
فادية حمدي هي شرطية تعمل في ولاية سيدي بوزيد بتونس، عزباء (ولدت في
1965) وبسبب صفعتها الشهيرة لمحمد بوعزيزي انطلقت شرارة الثورة في تونس
وعن تلك الشرطية يقول سالم شقيق محمد بوعزيزي لصحيفة "المصري اليوم":
شقيقي محمد كان يعانى منذ 7 سنوات من قهر أعوان البلدية، بقيادة فادية حمدى، وموظف
آخر يدعى صابر. كانا يصادران بضاعته من الخضروات مرتين في الأسبوع".
في يوم الحادث وكالعادة -والكلام مازال لسالم- حضرت فادية حمدي مع مساعدها
صابر وصادرت بموجب محضر بلدي بضاعة شقيقي، فاتصل محمد بخالي الصيدلاني ليستنجد به.
وفعلاً تدخل خالي واسترجع له المحجوزات، لكن بعد 10 دقائق عادوا مجدداً وصادروا الخضار.
وتابع سالم: "حين حاول محمد الحديث مع فادية صفعته على خده، وسدد
له صابر عدة ركلات، ولم يكتفيا بذلك بل ضرباه على أنفه حتى انفجر بالدم عندما حاول
اللحاق بهما في مقر البلدية، فصعد إلى مكتب الكاتب العام للبلدية ليتقدم بشكوى، لكنه
رد عليه قائلاً: يا مسخ متكلمنيش، (بالتونسية تعني يا قذر لا تحدثني)".
وأردف سالم: رفض المحافظ استقباله أو سماعه، فخرج للشارع بعد أن احترق
من الداخل يصرخ من شدة الغيظ، ثم أحضر البترول الأزرق وأضرم في نفسه النار وفي الوقت
الذي كان يحترق فيه كان حارس المحافظة يضحك، حتى أنبوب الإطفاء في مقر المحافظة كان
فارغاً عندما أخرجوه في محاولة لإنقاذه، مشدداً على أن الصفعة التي تلقاها شقيقه هي
التي أججت عنده فكرة الانتحار قائلاً: "معروف في قبيلة الهمامة أن الذى تضربه
امرأة نلبسه فستاناً".
ويصر سالم وعائلته على ملاحقة الشرطية فادية ومحاكمتها أمام الرأي العام
الدولي، موضحاً: "لن أتركها تفلت مني، وحارس المحافظة الذي كان يتفرج على أخي
يُشوى وهو يضحك، ورئيس البلدية، والكاتب العام للبلدية، والمحافظ، هؤلاء جميعاً صادروا
أحلام أخي في الحياة. أدعو المحامين الشرفاء في تونس وكل البلاد العربية والعالم إلى
تشكيل لجنة ومساعدتي".
وكانت الحاجة منوبية والدة محمد بوعزيز طالبت في وقت سابق خلال لقاء مع
صحيفة "الخبر" الجزائرية مقابلة الشرطية فادية حمدي، قائلة: "أريد أن
أرى الشرطية التي ضربت محمد، لأسألها عن الظلم الذي اقترفته، ثم محاكمتها علناً أمام
الشعب".
كورداونلاين