مراعاة لمشاعر الشعب السوري مجموعة أم بي سي
تقرر عدم عرض برنامج "أنت تستاهل" الذي يقدمه جورج قرداحي
نقل موقع العربية نت أن "مجموعة MBC" اتخذت قراراً، على أعلى مستوى، بعدم عرض البرنامج الجديد
"أنت تستاهل" على "MBC1"، في هذه المرحلة،
وذلك لمراعاة مشاعر الشعب السوري. ويُذكر أن البرنامج هو من تقديم جورج قرداحي، وكان
مقرراً عرضه ضمن شبكة البرامج الجديدة بين عيديْ الفطر والأضحى.
وكان جورج قرداحي تعرض لحملة إعلامية وشعبية واسعة، من المواطنين
السوريين وبعض الأقلام الصحافية، بسبب مواقفه من الحراك الشعبي في سوريا، والتي اعتبرت
منحازة للنظام.
وقد وصف قرداحي ما يحدث في سوريا بـ "المؤامرة الخارجية"
وقال في محاضرة ألقاها في مستشفى الأسد الجامعي في دمشق في يوليو/تموز الماضي:
"ماذا أنجز هذا الربيع العربي المنشود وحقق لمن رحب به وعمل من أجله بصدق وإخلاص،
إنه لم يحقق شيئا حتى الآن مما كان يطالب به الشعب، بل إن هذا الحراك لم يكن عفويا
أو تلقائيا، بل نشر الفوضى في أنحاء الوطن العربي لإصابته بالشلل".
وأضاف في معرض محاضرته: "إن البرنامج الإصلاحي الذي يقوده
الرئيس السوري بشار الأسد هو الأقدر على نقل سوريا إلى المستقبل وليس المجهول".
و نقلت جريدة الحياة عن مدير العلاقات العامة والمتحدث باسم مجموعة
«إم بي سي» مازن حايك بأن المجموعة أصدرت قرارها من أعلى مستوى تعاطفاً مع مشاعر الشعب
السوري، وعلى رغم أن البرامج يعيش مراحل تصويره الأخيرة إلا أن حايك أصر على أن البرنامج
أمام خيارين اليوم، «لن يعرض البرنامج بتقديم جورج قرداحي تعاطفاً مع مشاعر الشعب السوري،
فإما أن يتم إلغاؤه أو أننا سنقوم بعرضه بحلة جديدة وبمقدم مختلف»، لكن قرار تغيير
حلة البرنامج لم يتخذ حتى اليوم ما يعني بأن البرنامج لن يعود على الأقل في الأيام
القليلة المقبلة.
وكان إعلاميون ومدونون أطلقوا حملة مطالبات واسعة للشيخ الوليد
آل إبراهيم مالك مجموعة «إم بي سي» طالبوه من خلالها بوقف التعاون مع قرادحي مراعاة
لمشاعر أهالي الشهداء السوريين، خصوصاً وأن الإعلامي اللبناني أكد في أكثر من ظهور
إعلامي بأن ما يحدث في سورية لا يتعدى كونه مؤامرة مضيفاً: «سورية ما بتستاهل اللي
عم تعملوه فيها، حلوا عنها واتركوها».
و بحسب جريدة الحياة أن هذه التصريحات وغيرها هبطت بشعبية قرداحي
إلى درجة كبيرة، ما جعله عرضة لانتقاد مثقفين وكتاب عرب وألغاه من خريطة المعارضة الشعبية
السورية، كما أن ظهوره في برنامج «أنت تستاهل» يشكل تناقضاً مستغرباً خصوصاً وأنه كمقدم
يحاول تسليط الضوء على قضايا شخصية كمعاناة مريض في مستشفى على رغم أنه خارج إطار البرنامج
يتجاهل معاناة شعب كامل يواجه القمع والتعذيب والقتل، وهو الموقف الذي يخالفه فيه الشارع
العربي والإجماع العالمي ولم يوافقه فيه سوى جهات قليلة في حزب الله وإيران.
لكن هجوم قرداحي لم يقتصر على الشعوب أو الحكومات إذ طال الفضائيات
التي وصفها بـ«الساعية للنيل من سورية» التي تأتي من ضمنها قناة العربية التي تملكها
ذات المجموعة التي يعمل لها كونها خصصت ساعات طويلة لتغطية الأحداث السورية مثل هذا
الهجوم اعتبر تنكراً واضحاً للإعلام السعودي الذي أسهم في بروز الإعلامي اللبناني وإيصاله
للمشاهدين من خلال «إم بي سي» ليرد قرداحي هذا الجميل بالنكران. ويبدو أن عودة قرداحي
الإعلامية ستكون صعبة في السنوات المقبلة، خصوصاً أنه نال شهرته بعد تجربته في تقديم
برنامج «من سيربح المليون» على شاشة «إم بي سي» في حين فشلت تجربته مع شقيقتها الفضائية
اللبنانية «إل بي سي» في برنامج «إفتح قلبك» التي لم تجد قبولاً ليعود مرة أخرى إلى
«إم بي سي» و«من سيربح المليون».