مسلسل "الحسن والحسين ومعاوية" يحدث جدل حول تصوير الانبياء وصحابة الرسول وآل البيت الذي رفضه الازهر بينما اجاز عدد كبير من رجال الدين عرضه
جدَّد الأزهر رفضه لمسلسل "الحسن والحسين ومعاوية" موضحًا أن
قراره جاء استنادًا لقرار مجمع البحوث الإسلاميَّة بتحريم تجسيد الصحابة المبشَّرين
بالجنة وآل البيت في الأعمال الدراميَّة.
وقال أمين عام مجمع البحوث الإسلاميَّة علي عبد الباقي في تصريحات صحفية:
إن "الأزهر يرفض عرض مسلسل الحسن والحسين وظهور الإمامين بشخصيهما في الأعمال
الدراميَّة" وأوضح أن القرار جاء "استنادًا لفتوى مجمع البحوث الذي يحرم
ظهور الأنبياء والصحابة وآل البيت في الأعمال الدراميَّة".
وتابع: "أرسلنا مذكرة إلى وزير الإعلام تطالب بمنع عرض المسلسل لعدم
حصوله على موافقة مجمع البحوث الإسلاميَّة كما ينص القانون".
وكشف عبد الباقي عن أن "موضوع المسلسل طرح على الأزهر للمرة الأولى
قبل ثلاث سنوات عندما أرسل وزير الإعلام حينذاك أنس الفقي يستوضح رأي الأزهر بشأن مشاركة
التلفزيون المصري في إنتاجه".
وأضاف: "أبلغناهم برفض المسلسل من الأساس استنادًا لقرار من المجمع
يحرِّم تصوير أو تجسيد الأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة بما في ذلك شخصية
الحسن والحسين؛ كونهما من آل البيت".
وكان مجمع البحوث قد قرَّر إقامة دعاوى قضائيَّة ضد القنوات التي أعلنت
عن قيامها بعرض المسلسل على شاشاتها خلال شهر رمضان الكريم، وقام المجمع بتقديم مذكرة
عاجلة يُطالب فيها إدارة (النايل سات) بوقف عرض المسلسل، استنادًا للقرار الذي سبق
وأصدره الأزهر بحظر تصوير وعرض المسلسلات الدينيَّة التي يتم فيها تجسيد شخصيات من
آل بيت رسول الله صلى الله وعليه وسلم.
وكان الأزهر رفض قبل سبع سنوات تقريبًا عرض فيلم كرتوني للسيرة النبويَّة
ويصوِّر العديد من الصحابة، مما اضطرَّ الشركة المنتجة إلى حذف مشاهد واستبدال شخصيات
برموز لها.
المسلسل وهو من اخراج لعبد الباري ابو الخير وتأليف وسيناريو محمد السيادي،
الضوء على "الفتنة الكبرى" عبر تصوير حياة حفيدي النبي محمد الحسن والحسين
ودورهما في الدفاع عن الخليفة عثمان بن عفان ومساندة والدهما علي بن ابي طالب.
والفتنة الكبرى من اهم الاحداث التي اثرت في مسار التاريخ العربي الاسلامي
عندما احتج اهل مصر والعراق خصوصا على حكم الولاة الذين عينهم ثالث الخلفاء الراشدين
عثمان بن عفان نتيجة فسادهم ونهب ثروات البلاد والضرائب التي قاموا بفرضها.
وادت هذه الفتنة الى تمزيق المسلمين الى ثلاثة اتجاهات رئيسية هي السنة
والشيعة والخوارج.
ويعرض العمل الذي بلغت كلفة انتاجه ثلاثة ملايين دولار كما قالت الشركة
المنتجة، ايضا قصة تنازل الحسن عن الخلافة لاحلال السلام بين المسلمين وتوحيد الامة
الاسلامية.
وهذا المسلسل هو الاول الذي يصور "آل البيت" على شاشات التلفزيون
منذ تسعين عاما عندما رفض الازهر ان يؤدي الفنان المصري الراحل يوسف وهبة شخصية الرسول
في فيلم تركي في العشرينات من القرن الماضي.
وعارض الازهر على الفور عرض المسلسل على شاشات التلفزيون في مصر وكان
اول من طالب بمنع بثه حتى على قنوات فضائية تستخدم الاراضي المصرية والقمر الصناعي
المصري.
ومن هذه القنوات المقصودة ضمنا روتانا خليجية التي ستقوم ببث المسلسل
خلال رمضان الى جانب عشرة قنوات فضائية عربية.
من جهة أخرى أرسلت نقابة الأشراف
فى مصر التى تضم سلالة أبناء الإمامين الحسن الحسين مذكرة عاجلة إلى المجلس الأعلى
للقوات المسلحة وأخرى إلى مجلس الوزراء يناشدون فيه المجلس بسرعة اتخاذ قرار لمنع عرض
المسلسل التليفزيونى "معاوية والحسن والحسين" فى القنوات الفضائية المصرية
التى أعلنت عن إذاعة المسلسل وعرضه فى رمضان منعا من إحداث فتنة كبرى بين أهل البيت.
وصرح الشريف الحسينى الشطباوى نقيب أشراف أسوان اليوم فى تصريح لجريدة
الجمهورية :" لن نتنازل بأى شكل عن مطالبنا فى منع عرض وبث حلقات المسلسل بسبب
ظهور وتجسيد شخصيات الحسن والحسين والسيدة زينب والزبير بن العوام؛ وذلك مرفوض تماما
من قبيل الأشراف وأحباب آل بيت رسول الله؛ كما أن رفضنا جاء خوفا من ان المسلسل قد
يتضمن فكرا شيعيا مندسا يستطيع ان يغير فكر المشاهد ".
وأضاف ان هناك مجموعة كبيرة من أبناء الحسين على استعداد لعمل مليونية
فى كل محافظة بمحافظات مصر، وقال : "أحضرنا فتاوى من الأزهر الشريف ومجمع البحوث
لتحريم عرض المسلسل لأن تجسيد شخصيات آل البيت سيكون موضعا للاستهزاء والسخرية".
كما نشرت صحيفة النهار الكويتية فتوى النائب الكويتي وليد الطبطبائي بجواز«تمثيل
الصحابة إذا تم بطريقة صحيحة وأداء راق بعيدًا عن الإسفاف وبهدف إبراز فضائلهم فلا
بأس به.. أما تمثيل الأنبياء فهذا لا يجوز والله اعلم».
واعتبر الطبطبائي ان "مسلسل الحسن والحسين إضافة فنية ذات قيمة معنوية
كبيرة لأنه يسلط الضوء على أعظم شخصيتين في زمانهما".
كما اجاز رجال دين آخرون تصوير المسلسل وعرضه بحسب الوكالة الفرنسية ،
بينهم الدعاة المصري القطري يوسف القرضاوي والسعودي سلمان العودة ووزير الاوقاف اليمني
الشيخ حمود الهتار وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالقصيم خالد بن عبد الله.
كما وافق على تصوير وعرض المسلسل ايضا عدد من المشايخ السعوديين بينهم
عبد الوهاب الطريري وعبد الله الطريقي وقاضي المحكمة العامة بمكة المكرمة هاني الجبير
وقطاع الافتاء والبحوث الشرعية ووزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية في الكويت والشريف
حسن الحسيني خادم تراث آل البيت في البحرين.
ويبدو ان مبادرة الايرانيين بتجسيد شخصيتي السيدة مريم العذراء والنبي
يوسف عليه السلام في مسلسل، شجع الكثير من رجال الدين على التمرد على قرار الازهر والموافقة
على تصوير "الحسن والحسين ومعاوية".