دراسات تؤكد إمكانية تأهيل 180 بئرا في المحافظات الشرقية
الإثنين 17 أيّار / مايو 2010, 21:38
كورداونلاين

تأهيل الآبار يخضع لعدد من المراحل تبدأ بضخ المياه الآسنة وتعزيل وتعميق البئر وإزالة الأحجار والأتربة وترحيلها وتوسيع القبة الكروية الأولى والثانية في أسفل البئر
دير الزور- سانا
بعد موجة الجفاف التي أصابت معظم أراضي البادية السورية خلال السنوات الخمس الماضية وكان لها آثار سلبية على عملية توطين البدو وخلق تجمعات سكانية تعيش في البادية وتعمل في الزراعة وتربية المواشي وذلك بسبب شح المياه الصالحة للشرب أو المخصصة لسقاية المواشي عملت الحكومة ممثلة بهيئة تخطيط الدولة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يو ان دي بي على دراسة الواقع المائي وتحليل استخدامات المياه و استثمار الموارد المائية المتاحة ومن هذا تم العمل على مشروع تأهيل الآبار الرومانية بغية الاستفادة منها في تغطية احتياجات المستهدفين إضافة الى جعلها نموذجا لاستثمار المصادر المتاحة وبالشكل الأمثل.
وقال مدير التخطيط في دير الزور عبد الناصر سلطان: إن المشروع الذي بوشر العمل فيه في تشرين الأول من العام الماضي هو بدعم من البرنامج وبتمويل من الوكالة الإسبانية للتنمية وجهات مانحة أخرى ويهدف إلى اختيار عدد من الآبار القابلة للتأهيل ودراستها من الناحية الاجتماعية والفنية ومن ثم تأهيلها لتكون مصدرا للمياه التي يمكن أن تستخدم من قبل الفئات المستهدفة والتأكيد على أن هذه الآبار هي من المصادر المهمة والمساعدة للتجمعات السكانية الرعويةمع الأخذ بعين الاعتبار ندرة وبعد الموارد المائية الصالحة للاستخدام البشري أو الحيواني.
وأشار سلطان إلى أنه من خلال تحليل الوضع الراهن لاستخدامات المياه تبين تناقص حصة الفرد السنوية من الموارد المائية الإجمالية المتجددة من 1325 مترا مكعبا فرد عام 1985 إلى 833 مترا مكعبا فرد عام 2000 وهي دون حد الفقر المائي الافتراضي المحدد ب 1000متر مكعب فرد وطبعا هذه الحصة في تناقص مستمر مع تواصل الجفاف وشح الأمطار.
وأضاف سلطان أنه تمت مراعاة معايير تنفيذ الأنشطة المتعلقة بتأهيل الآبار ومن أهمها اختيار الآبار المثلى من الناحية الفنية لتأهيلها وسرعة تكاليف التنفيذ للفئات المستهدفة وتلبية احتياجاتها.
وأشار مدير التخطيط إلى أن اختيار الآبار ومناطقها تم بعد إجراء عدة جولات ميدانية على مناطق متفرقة في دير الزور اعتمادا على المعلومات الواردة من الجهات المعنية والسكان المحليين لتحديد مواقع الآبار حسب الحاجة والأولويات بحيث تم مسح كافة أنحاء المحافظة الجزيرة ،الشامية،البشري،الفيضة، هجين،المسرب،البوكمال والميادين واعتمد بعد ذلك تأهيل ثمانية آبار في المحافظة كمرحلة أولى وبعدها تم تأهيل عشر آبار أخرى كمرحلة ثانية في دير الزور و10 أخرى في الحسكة والرقة.
وأوضح سلطان أنه في ضوء النتائج المشجعة لتأهيل الآبار يتم اتفاوض مع بعض الجهات المانحة للتوسع في المشروع وتأهيل آبار جديدة تمهيدا لتغطية مساحات أوسع وتخديم شرائح أخرى بحاجة للمورد المائي حيث بينت المسوح والدراسات إمكانية إعادة تأهيل نحو 180 بئرا في المنطقة الشرقية بمحافظاتها الثلاث.
بدوره بين ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دير الزور بسام الرجب أن الآبار الرومانية هي آبار سطحية ذات تصريف محدود وتستخدم لتأمين المياه للاستخدامات المختلفة في البادية في الفترة من كانون الأول لنهاية أيار من كل عام.
وأضاف الرجب أنه من خلال مسح الوضع المائي والمكاني للآبار تم اتباع عدة معايير لاختيار الآبار لعملية التأهيل وفق امكانية تأهيلها من الناحية الفنية واختيار الآبار بحيث تغطي جميع المناطق والبوادي في المنطقة وتخديم أكبر عدد من التجمعات السكانية المقيمة أو الراحلة كما تراعي عملية اختيار المواقع لتحقيق عدد من الأغراض معا وخاصة السياحية والبيئية وقد بلغ مجموع الآبار الممسوحة 95 بئرا في المنطقة الشرقية 50 منها في دير الزور و20 في الحسكة و25 في الرقة.
من جهته أوضح علي كيالي استشاري في إدارة الموارد الطبيعية وتنمية المشاريع أن تأهيل الآبار يخضع لعدد من المراحل تبدأ بضخ المياه الآسنة وتعزيل وتعميق البئر وإزالة الأحجار والأتربة وترحيلها وتوسيع القبة الكروية الأولى والثانية في أسفل البئر وكذلك إجراء الدحر لتجميع المياه كما يتم تنفيذ خزان مناسب في أسفل البئر سعته مابين 5 -10 أمتار مكعبة لتخزين المياه وبعد ذلك تتم تجربة ضخ لمدة 24 ساعة لتحديد كمية المياه الممكن الاستفادة منها وأيضا تحليل المياه لتحديد مجال الاستخدام وأخيرا تنفذ حماية لفتحة البئر ببناء حجري مناسب وإجراء لياسة مناسبة وتغطيتها وتسليم الآبار للجهات المعنية لمتابعتها وحمايتها.
وأوضح كيالي أن الأهداف المتوقعة التي يتم العمل على تحقيقها من خلال المشروع هي تخفيف العبء المالي عن الأسر الفقيرة وذلك نتيجة شراء المياه لاستخداماتهم الشخصية ولسقاية حيواناتهم حيث يبلغ وسطي ما تنفقه الأسرة الواحدة في البادية على شراء الماء حوالي 1500- 2000 ليرة سورية شهريا وأيضا توفير موارد مائية متجددة ناتجة عن استخدام مياه الآبار والمساهمة جزئيا باستقرار الأهالي الذين اعتادوا على الهجرة بمعدلات مرتفعة للبحث عن فرص عمل أو طلبا للماء والبدء بأنشطة مولدة للدخل.
وأشار كيالي إلى نتائج المشروع في دير الزور حتى الآن حيث بلغ مجموع الآبار الموءهلة 18 بئرا وحجم المياه الناتجة عنها 300 متر مكعب يوميا بمعدل زيادة 165 مترا مكعبا في اليوم أما عن عدد الأشخاص المستفيدين من الآبار الموءهلة فبلغ حتى الآن 10 آلاف شخص و75 ألف رأس من الثروة الحيوانية.
علاء الخضر