يوآخيم لوف وأوليفر بيرهوف نحو الطريق المسدود
الثلاثاء 09 شباط / فبراير 2010, 20:01
كورداونلاين

فوجئ الرأي العام بقرار الاتحاد الألماني لكرة القدم حول إرجاء تمديد عقد المدرب لوف إلى ما بعد المونديال. وبينما اتهمت بعض الصحف لوف والمدير العام أولفير بيرهوف بالطمع، أكد الاثنان أنهما لم يطالبا بأكثر مما يستحقانه.
أثناء حفل قرعة تصفيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2012 التي أجريت أمس الأحد في العاصمة البولندية وارسو، بدا جليا حجم الأزمة التي يمر بها الاتحاد الألماني لكرة القدم في الوقت الراهن، إذ لاذ أعضاء الوفد الألماني المشارك إلى الصمت وكأن كل واحد منهم يريد تفادي الآخر. ولم يكن ذلك بسبب القرعة التي أوقعت ألمانيا في مجموعة تضم كل من بلجيكا وتركيا والنمسا وكزخستان وآزربدجان، وإنما نتيجة لخلافات حادة نشبت بين إدارة الاتحاد الألماني وبين المدير الفني للمنتخب يوآخيم لوف ومساعده أوليفر بيرهوف. وحسب صحيفة "بيلد" لم يجر أي حديث بين لوف وبيرهوف وبين رئيس الاتحاد تيو تسفانسيرغ على مثن الطائرة التي أقلتهم جميعا إلى بولندا. بل وعند وصولهم اختار مدرب المنتخب ومساعده فندقا بعيدا عن ذلك الذي نزل فيه باقي أعضاء الاتحاد.انفجرت تلك الأزمة عندما قرر الاتحاد الألماني في جلسة استثنائية تأجيل تمديد عقد المدرب لوف وطاقمه حتى نهاية منافسات كأس العالم 2010. وكان وقع المفاجأة قويا على الساحة الكروية الألمانية، نظرا لما كان الاتحاد برئاسة تيو تسفانتسيغر يبديه من دعم كامل للمدرب يوآخيم لوف، وثقة في قدراته على تحقيق نتائج طيبة مع المنتخب. وفجأة أصبح لوف موضع تشكيك وأصبح مصيره على كف عفريت.
من جهته، أوضح تسفانسيغر، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم أن "مشاكل تنظيمية ومالية حالت دون التوصل إلى اتفاق". بينما تحدثت الصحافة عن علاوات بقيمة ملايين قيل إن المدير العام للمنتخب أوليفر بيرهوف طالب بها في جلسة الخميس الماضي، متحدثا باسم المدرب لوف ومساعده هانزيه فليك ومدرب حراس مرمى المنتخب أندرياس كوبكه. وقد أثر ذلك بشكل كبير على سمعة المدرب يوآخيم لوف، حيث اتهمه البعض بالطمع واللامبالاة في ظل ما تواجهه البلاد من أزمة اقتصادية خانقة.
وبدا التأثر واضحا على المدرب لوف الذي صرح لصحفيين أن الثقة بينه وبين الاتحاد قد "اهتزت"، لأنه تم تسريب معلومات للصحافة عن تفاصيل المفاوضات التي جرت بين الجانبين، في حين أنه كان "يجب أن تعالج الأمور بروية وبعيدا عن الرأي العام". لكن لوف أكد في الوقت نفسه احترامه "لقرار التأجيل" مضيفا أنه "يجب تجاوز هذه الأكمة للتركيز على الخطوة الأهم"، مشيراً بذلك إلى مونديال جنوب إفريقيا.من ناحية أخرى، ألقى جل المراقبين باللائمة على المدير العام للمنتخب أولفر بيرهوف الذي تفاوض باسم المدرب ومعاونيه. إلا أنه اشترط أيضا أن يكون له حق الفيتو في اختيار مدربي المنتخب، الأمر الذي رفضه تيو تسفانسيغر بقوة باعتبار "أن الاتحاد لن يقبل بدولة داخل دولة".
وأعاد هذا الموقف إلى الواجهة الجدل حول شخص بيرهوف، فقد أجمع حارس مرمى الفريق البافاري المعتزل أوليفر كان والقيصر فرانس بيكنباور والنجم المعتزل غونتر نيتسر على أن بيرهوف يهتم أكثر بالأمور الإدارية والتسويقية على حساب الجانب الكروي. كما أن بيرهوف حسب رأيهم لا يكترث بأمور الدوري الألماني لكرة القدم/ بوندسليغا، وإنما يسعى فقط إلى جمع الأموال. وبكل تأكيد، عندما اشترط علاوة مالية إضافية كشرط أساسي لتوقيع العقد الجديد قبل حوالي أربعة أشهر من انطلاق المونديال صب مزيدا من الزيت على النار.
إلا أنه لا يمكن نسيان أنه لعب دورا بارزا في الرفع من نسب الأرباح التي جناها الاتحاد الألماني لكرة القدم منذ توليه مهمة مدير عام المنتخب، وذلك بفضل نجاحه في جذب المزيد من الممولين كشركة سوني العملاقة التي أصبحت من داعمي للمنتخب الألماني منذ ثلاثة أسابيع.
لكن بيرهوف أخفق في تمرير خططه، بل وأثار حفيظة مرؤوسيه حتى بدا تيو تسفانسيغر وكأنه يريد التخلص منه، وهناك من سيخلفه كاللاعب الدولي المعتزل ماتياس زامر أو زميله فولفغانغ نيسباخ. لكن المدير الفني يوآخيم لوف لم يترك مجالا للشك أنه "متمسك" ببيرهوف، لأنه "عضو في فريق التدريب" الذي يرأسه. وسواء بقي الاثنان (لوف/بيرهوف) في صفوف المنتخب الألماني أو رحلا عنه عقب نهاية منافسات كأس العالم 2010، فلم يبق أمامهما سوى ملاعب جنوب إفريقيا للرد على هذه الاتهامات وإثبات أحقيتهما في قيادة المنتخب الألماني لكرة القدم.